أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ياسين الورزادي - قضية الحوار الديني والحضاري














المزيد.....

قضية الحوار الديني والحضاري


ياسين الورزادي

الحوار المتمدن-العدد: 2392 - 2008 / 9 / 2 - 03:18
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لقد أصبح حوار الأديان والحضارات أكثر إلحاحا في الوقت الحاضر بإعتباره وسيلة للتعايش السلمي والرقي الحضاري ، فالحضارة هي ثمرة جهود الأفراد والشعوب ومساهمتها في تطوير أوضاع الإنسان عبر العصور ، أما الحوار فهو الأسلوب المتحضر والراقي في التعامل مع جميع الأراء الثقافية والفنية والدينية لإشاعة التعايش السلمي وتجنب نشوء أزمات حضارية تزج بالإنسانية في نفق مظلم .
إن حوار الحضارات والاديان مهمة انسانية وخيار منهجي ومطلب واقعي وشرعي بما يتضمنه من إعتراف بالآخر وبحقه في الوجود إذ بدونه تنعدم شروط الحياة الآمنة وظروف السلم الأهلي والإجتماعي ،إلا أن الإشكال الحقيقي الذي تواجهه الانسانية اليوم لا يثمتل في إختلاف الحضارات والثقافات والأديان وإنما يكمن في مسألة تدبير هذا الاختلاف والتنوع بشكل عقلاني وموضوعي بعيدا عن نزعات التعصب والتطرف والهيمنة ذلك أن الحضارات لا تتصارع فيما بينها وإنما تتلاقح وتتكامل لتنتج حضارة جديدة يستفيد بعضها من البعض الآخر ولذلك يكون الحوار هو خلاض البشرية من ويلات الحروب والصراعات العقدية والدينية خصوصا بعد نظرية صدام الحضارات للكاتب الامريكي صموئيل هنغتون التي ساهمت في إيجاد مبررات فكرية استخدمت لتغدية نزعات العنف والتطرف بشكل يهدد مستقبل البشرية ويضعه على حافة الهاوية .
إن الحديث عن الحوار الديني والحضاري يقتضي الحديث عن قضايا التجديد في الثقافة الاسلامية وذلك لأن الذاكرة التاريخية لا تزال محملة بثقل الصراعات الماضية مما يزيد من معيقات الحوار ويجعل المستقبل رهينا لهذه الرؤية التقليدية.
فالحوار الديني والحضاري لا يتأتى إلا بحوارات ثقافية وتجديد فكري وتقافي يفسح المجال أمام تنقية المجال التقافي من كل رواسب ومخلفات الحروب وعمليات الاقصاء ولن يتم ذلك إلا من خلال عملية نقد وتجديد ذاتي وعميق وصريح للعناصر والمكونات التقافية من أجل صياغة بعد تقافي جديد يحترم ظاهرة التنةع الديني والحضاري.
إن إنعدام الحوار معناه النزوع نحو الهيمنة ومحاولة إخضاع الناس جميعا لنمط واحد من أنماط الحياة البشرية ولنموذج واحد من نماذج المنظومات التقافية وتحويل الإختلاف إلى عملية تنميط قسري والقضاء غلى ما سواها لتغدوا بعد ذلك الحضارات الآخرى نسخا تابعة لمنظومة قيمية واحدة.
فالحوار الحضار نقيض صدام الحضارات إنه يعترف بالتنوع والتعدد لا بالانكار والالغاء لذلك كان لا بد من إعتماد المدخل التقافي لان التواصل بين المختلفين والمتغايرين عقديا ودينيا لا يمكن أن يتم عبر العقائد والقناعات وإنما عبر التقافة التي تدفع جميع المكونات إلى الحوار والتفاهم لان الحوار الأيديولوجي يضعنا في إطار القناعات الراسخة والمطلقيات التابتة إلا أن التقافة الأحادية التيى تبنى على النقيض والتضاد لا تستطيع أن تبني حضارة قائمة على التنوع والتعدد لانها تقوم على مقاربات أحادية تنكر على الآخر إنسانيته وتقافته وحقه بالحياة محاولة إلغائه.



#ياسين_الورزادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- انقطاع تام للكهرباء في الجزيرة بأكملها.. شاهد أزمة الطاقة ال ...
- حماس تقول إن إسرائيل تستخدم -التجويع كسلاح- بمنعها دخول المس ...
- هواتف محمولة موقتة وقفص فاراداي: الموظفون الأوروبيون مُلزمون ...
- ميلوني في واشنطن لمناقشة الرسوم الجمركية مع ترامب
- بحضور ممثل عن الحركة.. المحكمة الروسية العليا تعلق حظر أنشطة ...
- منظومة -أوراغان- الروسي تستهدف تجمعا للقوات الأوكرانية
- فستان متحدثة ترامب -صيني-
- الجيش الإسرائيلي يقول إنه قصف بنية تحتية لحزب الله جنوبي لبن ...
- -لعنة- هاري كين؟.. صحف أوروبية تعلق على إقصاء بايرن ميونيخ
- الطاقة وفلسطين وسوريا على طاولة بوتين وتميم في الكرملين.. أب ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ياسين الورزادي - قضية الحوار الديني والحضاري