شيروان محمود محمد
الحوار المتمدن-العدد: 2392 - 2008 / 9 / 2 - 03:17
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بخجل اعترف بانني لم اكن قد سمعت باسم(كامل شياع) قبل استشهاده..وبدأت اقرأ كلمات النعي الاولى والتي كانت تحمل الم الفجيعة وغضبا لاغتيال رجل وصفوه بصاحب ثقافة رفيعة وحاملا لطموح الارساء لثقافة عراقية حديثة ذات آفاق انسانية رحبة تضم التفرد وتفتح الباب واسعا للتنوع, رجل يرى الاخرون قامته في تلك المعرفة الغنية التي يحملها وتلك السجايا الرفيعة التي لا تبدو كأن اثنين يمكن ان يختلفا عليها. حاولت ان اقرأ بعض نتاجاته فلم احصل الا على بضعة مقالات منشورة على الانتريت.
ولكن حتى هذا القليل اعطى صورة عن مثقف يكتب بعمق الباحث وضمير الطبيب المحترم لامانة مهنته. لا يستسهل الاستنتاج ولا يجامل حتى انتمائه الحزبي والايدلوجي على حساب ما يعتقده حقيقة.تقرأ مقالته عن العودة من المنفى فلا يسعك الا ان تبدي اعجابك بسلطان الوعي في اتخاذ قرار لا يزال بالنسبة الى الكثيرين منا في الغربة جنونا وانتحارا, ولا يسعك الا ان تنحني امام تواضع غير مفتعل يجرد قراره بالعودة الى الوطن من كل هالة بطولية اواضفاء اكاليل الغار على الذات. انه قرار رجل ذهب ليشارك في بناء حياة وهو يعلم علم اليقين ان الموت وكهنة الموت يتربصون به في كل خطوة وكل منعطف ويقبل التحدي لا بقدرية متدين ولا بعدمية انتحاري وانما برصانة عالم يدرك ان من يريد مناصرة الحياة في بلد كان الموت فيه لعقود طويلة المنتج الوطني الاكبر حجما بامتياز, وفي ظل ثقافة تمجد الموت لقرون ,لا بد له ان يتوقع دفع الثمن بالعملة الاكثر انتشارا الا وهي الموت.
اذن تعرفت على الرجل , وتعرف عليه بالتاكيد مئات وربما الاف مثلي, في ظروف تختلف عن ظروف التعارف العادية, ولا يمكننا الا ان نقول(فرصة باهظة الثمن).
ولاجل ان لا نبخس هذه الفرصة حقها ولا ندع القتلة يتوهمون انهم قتلو فكره و استراحو من التهديد الذي كان يمثله لخوائهم و جدبهم الروحي والاخلاقي, سنظل نستزيد من فكره ونتاجه, واطالب هنا رفاقه ومحبيه وحزبه بالعمل على جمع نتاجاته الفكرية والثقافية في كتاب تطبع بآلاف النسخ مقابل كل طلقة اطلقت على جسده الطاهر وليتيقن قتلته الاراذل بانهم ما قتلوه وانما شبه لهم.
قد لا يوافقني الشهيد على تشبيهه بالمسيح تواظعا منه ولكني اشعر براحة خاصة في تشبيه قتلته ب( يهوذا الاسخريوطي)!
#شيروان_محمود_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟