أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - جوهر الاختلاف الفلسطيني















المزيد.....

جوهر الاختلاف الفلسطيني


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2391 - 2008 / 9 / 1 - 07:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


من المعروف ان تحديد مشكلة ما , يشكل نصف الطريق الى حلها ,ومن الواضح اننا نحن الفلسطينيين لا نجيد عملية تحديد مساحات واحجام وحدود المشاكل التي نواجهها , فنخلط الاسود بالابيض الى درجات متباينة من اللون الرمادي غير القابل للتمييز , ومن المؤسف ان الاقلام الفلسطينية التي تتعامل مع قضايانا وتحاول ان تقدم الحلول لها هي اول من يقع بهذا الخطأ , بل ويجري تعميق الخطا عبر التمترس خلف الفهم الخاطيء للولاءات , حيث يصبح الولاء للفصيل متقدما على الولاء للوطن .
ان ترتيب اولوية الولاءات الخطية في الفكر الفلسطيني يبدا من تقديم الولاء للدين ويليه الولاء القومي العربي وينتهي بالولاء للوطن الامر الذي يغير فهمنا لجوهر الصراع وزيف صورة تحالف الاعداء ويؤسس خطا لحلول خطا وينتهي الى برنامجية خاطئة بالكامل رغم ان شعار التحرير يجمع الخطوط الثلاث.
فبالنسبة للخط الديني تصبح القضية قضية تبشير وقضية حجب للتبشير , وهي قضية اصبحت في هذا العصر العلماني قضية وهمية الى جانب ان تطور المستوى الفكري للانسان المعاصر يجعل نتائج اللجوء الى السلاح كاساس لعملية التبشير او اساس لمنع هذه العملية هو امر غيرذي جدوى وغير فاعل وفي النهاية لن يستطيع دين من القضاء قضاءا مبرما على دين اخر , خاصة ان العلمانية اصبحت عدو الاديان المشترك وهي لا تلجا الى سلاح العنف قدر لجوئها الى سلاح التغيير الحضاري والمدني الى جانب عملية الاقناع والاقتناع
كذلك الخط القومي العربي الذي يخوض الصراع الفلسطيني الصهيوني بهدفين متلازمين الاول تحرير فلسطين والاخر دمجها في وحدة قومية عربية مفترضة ووهمية وغير موجودة في الواقع الامر الذي يوقع اصحاب هذا الخط ايضا في رؤيا برنامجية كاملة مؤسسة على خلل فكري يؤدي بها الى ان تبقى فصائلها خلف الخطين الديني والوطني ولا يهم هنا يسارية او يمينية الفصيل حيث يجمعها خلل الايمان بفكرة القومية العربية الواحدة وجزئية القضية والنضال الفلسطيني منها
ان الخط الوطني الذي استند الى مقولة الخصوصية الفلسطينية والذي كان سباقا الى مبادرة الكفاح الوطني المستقل , رغم الخلل الذي يعتريه جراء تقاطعه مع الخطين الديني والقومي العربي , لا يزال هو الاقوى حجما ووزنا وحجة في واقع القناعات الاجتماعية الفلسطينية وقد عمق من قوته وقدرته على الاستمرار في طليعة القوة الفلسطينية المنظمة ان وزن وحجم وسيادة التزامه بالجوهر الوطني الاستقلالي في موقفه السياسي والكفاحي كان هو الرئيسي في حين كان وزن واعتبار العامل الديني والعامل القومي العربي ثانويين , بل ويمكن القول بامانة ان وجود حجم للرؤية الوطنية في اطار الرؤية الدينية واطار الرؤية القومية العربية هو الذي لا يزال يمنح فصائلها قوة استمرار في الواقع , ولو اعدنا التدقيق في تاريخ انتاج هذين الخطين لوجدنا ان ارتفاع او هبوط وزنهما جماهيريا انما يتناسب طرديا مع وزن الموقف الوطني الي تشمله حركاتها التاكتيكية او وجهة نظرها المعلنة لا المبدا الديني او القومي العربي
فان احتواء خطها على مطلب ( التحرير ) هو المطلب الوطني الذي تعتاش عليه باقي ارضهما الخطية الدينية والقومية العربية , كذلك فان اشد النقد حول الفساد السياسي والاخلاقي الذي توجهه فصائل هذه الخطوط جميعا لم يكن ليجد له استجابة جماهيرية ذات وزن لولا ان المطالبة بالاصلاح التي يدعونها انما تستجيب للشفافية الوطنية للمواطن الفلسطيني وتمسكه بمطلب التحرر الوطني لا الديني ولا القومي العربي
لذلك فاننا ندعو فصائل الخطين الديني والقومي العربي الى الانسجام الطبيعي مع خاصيتهما الوطنية الاصيلة الفلسطينية التي منحها لهم الخالق عز وجل واعادة قراءة الحقيقة بصورة موضوعية وتعديل الخلل في خطهم الفكري وذلك عبر الخضوع لحقيقة ان فلسطين للفلسطينيين وان لهذه الحقيقة الوزن الاساس في (نفسيتهم الفكرية ) فلماذا لا ينسجمون معها اذن؟
ان الاقرار بالحقيقة السابقة لا يحمل تعارضا مع الطموح الى وحدة قومية عربية مستقبلا ولا التوحد في امة اسلامية واحدة حيث سيلعب وجود العامل المشترك دوره في تحقيق ذلك كما سيلعب في النهاية عامل وحدة الطبيعة الانسانية دوره في توحيد عنصر الانسان امام التناقض مع الطبيعة وحركة الاكتشاف العلمي وحركة اكتشاف الفضاء وحركة القضاء على المرض....الخ . لكن هذه التطلعات الانسانية قابلة للتحقق في المستقبل وليس الان, اما الاقرار بحقيقة الجوهر الوطني للنفسية الفكرية لجميع الفلسطينيين الذين يعيشون القضية الفلسطينية فله الاثر المباشر على واقع الصراع اليومي مع كل اعداء التحرر الفلسطيني عالميا واقليميا ومع عدوالاتقسام الداخلي دون الحاجة الى التصعيد فيه بل سيقود ولا شك لصياغة علاقات داخلية فلسطينية جبهوية بين الفصائل , وهو ما يحتاجه في الواقع وبصورة مباشرة هذا الواقع الفلسطيني
الى جانب ذلك فان الاقرار بهذه الحقيقة سيقود ولا شك الى تعزيز المبادرة الفلسطينية في النضال وسينتهي عندها الى تعديل الاوزان والاحجام في العملية الديموقراطية الفلسطينية التي من غير المفهوم لماذا كان النكوص عنها حينما اصطدم خط حركة حماس مثلا بمطلب تعزيز الموقف الوطني فيه .
ان حركة حماس لم تكن لتصل الى ما وصلت اليه من حجم ووزن في الواقع الفلسطيني الى عبر تقاطع مطلب التحرير الوطني من خطها بالعملية الديموقراطية الفلسطينية التي اثبتت جدواها لولا ان تراجعت ثقة حركة حماس بها وعودتها الى سلوك الشمولية الدينية وتعزيز وزن الرؤية الدينية على حساب وزن الرؤية الوطنية الامر الذي انتهى فورا الى عملية طلاق فصائلية بينها وبين حركة فتح من الواضح ان حركة حماس تقودها الى عملية طلاق مع باقي الفصائل الموجودة في المساحة التي تسيطر عليها من الوطن
ان تصادم حركة حماس مع حركة فتح كان شرطا لا بد للواقع الفلسطيني من ان يمر فيه بحكم وصاية موضوعية لكل منهما على الوزن الرئيسي لرؤيتين متعاكستين في خطيهما حيث كانت ولا تزال حركة فتح الوصية على الموقف الوطني الفلسطيني رغم ان الدين الاسلامي هو دين اغلبية اعضائها , وكانت حماس هي الوصية على الموقف الديني رغم ان الوطنية هي اساس اغلب عناصرها , من هنا كانت حتمية الصراع بين الحركتين والتي هي في الحقيقة تتويجا لصراع تاريخي بينهما مستمر منذ ما قبل هزيمة 1947 , ليس الامر الى هنا فحسب بل كان لابد لحركة حماس من ان تسحب هذا الصراع والحالة العدائية على المؤسسات الوطنية الفلسطينية التي اعتبرتها تجسيدا لخيانة دينية لا تجسيدا لنضال وطني , وهي مستمرة في التحالف مع شيطان الاعداء الاقليميين من اجل هزيمة الانجاز الوطني الفلسطيني باعتباره خيانة دينية , لا بل انها على استعداد للتحالف مع من خانوا الدين الاسلامي تاريخيا من اجل انتصار رؤيتها
واليوم حين نرى المواطن الفلسطيني يشكو ضعف المؤسسات العامة الفلسطينية التي كان مستوى خدماتها الاجتماعية اعلى بكثير قبل الحالة الانفصالية نجد ان الفية حركة حماس النقدية يستمر تكرارها فهي الف بدل كل الاحرف الاخرى ولا مجال لبديل لها ابدا



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا..هل تكون بوابة عودة النفوذ الروسي الى المنطقة ؟
- الحرب في جورجيا ,,,افتتاح اوليمباد صراع الاقطاب
- الهلامية في تقسيم العمل والادواروالمهمات الفلسطينية , كيف نت ...
- ميكافيلي مرشد حركة الاخوان المسلمين وحركة حماس
- في غزة تجمع ديني يساري انتهازي قذر
- زيادة التوتر في القوقاز ...زيادة التعنت الاسرائيلي في المنطق ...
- بين جورجيا والمنطقة ....علاقة
- ماذا يعني تصريح اولمرت حول اللاجئين؟
- عبرة من جنازة درويش.....اطمئوا سننتصر
- له الحداد الرسمي
- جورجيا ... والدب
- السيد احمد اقريع ..استقيل...فترتاح وتريح
- هل من تغير في ميزان الصراع العالمي؟
- ليس ممكنا معاكسة قوة التطور الموضوعية بالارادة الانسانية
- شطحة بعيد عن السياسة
- هاي الميدان يا احميدان
- سؤال الى القيادات الوطنية الفلسطينية؟
- جغرافيا قطاع غزة الفلسطينية ....امل مستمر
- لا يا سيد ملوح لا فرصة بعد:
- خطورة النوايا الحسنة في العمل الوطني والديموقراطي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - جوهر الاختلاف الفلسطيني