جمال الدين بوزيان
الحوار المتمدن-العدد: 2390 - 2008 / 8 / 31 - 03:00
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
المستقبل للسلفية، هكذا قال الباحث المصري في شؤون الجماعات الإسلامية "حسام تمام" في حديثه مع إحدى الصحف الجزائرية، و التي نشرت لقاءا طويلا معه، قرأته باهتمام و أقنعني محتواه لما وجدت فيه من أفكار منطقية مستندة لدراسات عديدة في علم الاجتماع الديني، و من معطيات واقعية أعرفها جيدا من خلال معايشتي ككل الجزائريين للمد السفلي المتنامي بطريقة مخيفة جدا، أصبحت تعرقلنا في أبسط أمور حياتنا من خلال فتاوى غريبة تكاد تحرم علينا كل شيء و تفرض في مضمونها نموذجا غريبا للتدين تقدمه لنا على أنه الطريق الوحيد للدخول للجنة و الخلاص من النار.
إن استشراف "حسام تمام" يجعل أي إنسان متعلم أو أمي يؤمن بحرية الفكر و الرأي و المعتقد يخاف و يتغير ضغط دمه. إن تحقق هذا الاستشراف في المستقبل، يعني أننا سنعيش المزيد من احتكار الأفكار و الحقيقة، و أن المستقبل سيكون لفئة كبيرة تحتكر الجنة لها فقط، ستكون هي الأكثرية، بينما المخالفون لها سيكونون أقلية إن كتبت لهم الحياة في ظل السلفية.
انتشار الإسلام في العالم و زيادة عدد معتنقيه يفرح أي مسلم طبيعي، لكن ما يحدث الآن هو زيادة المد الأصولي و تكاثر أفكار التشدد، و المؤسف حقا هو أن المعتنقين الجدد للإسلام يدخلونه من باب السلفية التي لا أرى فيها خيرا، سواء علمية، أو إصلاحية حركية، أو جهادية، لأنها كلها و إن كان بينها خلاف و صراع تتفق في نقاط جوهرية أهما رفض الآخر التي تراه ضالا محترقا في النار لا محالة، إضافة إلى مشكل رؤيتها للعالم و تقسيمه إلى دار إسلام و دار حرب، و رفضها للدولة الحديثة في شكلها الحالي.
و الجزائر مرت بعشرية قاسية جدا بسبب التطرف الديني الذي كان يلبس آذاك عباءة الإخوان المسلمين، و اليوم أصبحت دماء الجزائريين تسفك باسم السلفية، سلفية جهادية تخطت السلفية العلمية و الحركية المهتمتان بالتكفير النظري إلى التطبيق على أرض الواقع و تنفيذ الجهاد ضد من يخالفونهم.
كنت أتمنى لو قرأت استشرافا أكثر تفاءلا يكون فيه المستقبل للحرية وحدها، و ليس استشرافا ينذر بقدوم رياح السلفية ترقبا للعاصفة.
#جمال_الدين_بوزيان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟