أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نادية أبو زاهر - في علاقة المثقف والسلطة















المزيد.....

في علاقة المثقف والسلطة


نادية أبو زاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2388 - 2008 / 8 / 29 - 10:15
المحور: مقابلات و حوارات
    


البروفيسور عبد الستار قاسم:
هناك أنواع كثيرة لقبور المثقفين العرب والمثقف الذي ليس عنده استعدادا للتضحية سيبقى قابعا في قبره

حوار نادية أبو زاهر:

العلاقة ما بين السلطة والمثقف علاقة جدلية أثارت الكثير من النقاش بين الكتّاب، فإذا تمسك المثقف بآرائه تحول إلى عدو للسلطة وقد يعرّضه صدامه معها للضرر، وإذا ما تنازل عن مبادئه إرضاء لها تحول إلى مجرد بوق من الأبواق المدافعة عنها، أما إذا قرر الاحتفاظ بمعرفته لنفسه اتُهم أنه يقبع في برجه العاجي بعيدا عن هموم الناس ودون أن يحاول أن يغير من واقعهم. للاستيضاح أكثر حول هذه العلاقة الجدلية كان لنا لقاء مع البروفيسور عبد الستار قاسم أستاذ علم السياسة الذي صنّفته إحدى دور النشر العالمية على أنه واحد من أفضل مائة كاتب في العالم، وقد حاز عام 1984 على جائزة عبد الحميد شومان للعلماء الشبان العرب. وقد تسببت علاقته "الصدامية" بالسلطة -سواء سلطة الاحتلال الإسرائيلي أم السلطة الفلسطينية- إلى الكثير من الضرر، فقد اعتقلته السلطات الصهيونية عدة مرات. وداهمت منزله أكثر من مرة ووضعته تحت الإقامة الجبرية، ومنعته من السفر لحوالي سبعة وعشرين عاما، إضافة إلى ثلاث تهم تحريض وجهتها ضده. أما علاقته الصدامية مع السلطة الفلسطينية فقد عرضته لمحاولة اغتيال عام 1995 أصيب أثرها بأربع رصاصات. واعتقلته السلطة الفلسطينية عام 1996 وعام 1999 وعام 2000 إضافة إلى إحراق سيارته عام 2005. إن مسلسل علاقته الصدامية مع السلطة مستمرا، وقد يفضل أن يوضع في قبر حقيقي على أن يوضع في إحدى قبور المثقفين العرب التي تحدث عنها في كتابه، فمؤخرا اعتقلته السلطة الفلسطينية، وما أن سمعنا بأن السلطة الفلسطينية أطلقت سراحه منذ عدة أيام حتى سارعنا بإجراء الحوار التالي معه:

* هناك من يميل إلى تعريف المثقف على أنه: "الإنسان الذي يتدخل في الحياة الاجتماعية معتمدا على ثقافة يحاول أن يستعملها في الشأن الاجتماعي بهدف تغييره نحو الأفضل". واستنادا لهذا التعريف فهناك من يميز بين المثقف الذي يتدخل في الحياة الاجتماعية بهدف تغيرها نحو الأفضل وبين الكاتب الذي يكتفي بمجرد الكتابة عنها وهو يحتمي في برجه العاجي. هل تتفق مع هذا التمييز؟ وإذا ما قررنا الأخذ بهذا التعريف، علما أن هناك خلاف كبير حول تعريف المثقف، حسب رأيك هل كان هناك فعلا تدخلا من المثقف العربي في الحياة الاجتماعية بهدف تغييرها نحو الأفضل معتمدا على ثقافته؟ وإن كان هناك أي تدخل فلماذا لا يلمس المواطن العربي أثر هذا التدخل؟
اتفق مع التعريف الأول، فالمثقف هو صاحب المعرفة الذي يستعملها لإحداث التغيير نحو الأفضل، ما عدا ذلك فلا يمكننا أن نطلق عليه مثقفا وإنما يكون متعلم لديه معلومات ومعرفة لكنه لا يترجمها إيجابيا على أرض الواقع، وبالتالي فهو يخرج من دائرة المثقفين. وبناء عليه فإن عدد المثقفين في الوطن العربي قليل جدا، فقلة تستعمل الثقافة من أجل الدفع باتجاه التغيير نحو الأفضل، أما المتعلم الذي يصف القائم ويحابي السلطة سواء أكانت سياسية أو دينية أو اجتماعية أو اقتصادية فهو فقط يساهم في تثبيت التخلف. المثقف يتمتع بحساسية تجاه الأوضاع القائمة وبالتالي لديه غيرة وقوة دفع نحو التغيير الإيجابي بقدر اجتهاده وهو يتألم لآلام الناس ويستشعر نقاط ضعف الأمة ويعمل باستمرار على تصحيح الوضع.

* في كتابك الأخير: "قبور المثقفين العرب" صنفت عدة أنواع من قبور المثقفين العرب من بينها قبر الجبن، وقبر السلطان، وقبر النفاق، وقبر الانعزال، وقبر الهروب، وقبر العشائرية، وقبر الانغلاق، وقبر الغربنة* هل سيبقى المثقفون العرب قابعون في قبورهم أم أنك ترى بأن هناك أمل لخروجهم من هذه القبور؟ فإن كنت ترى ذلك فكيف سيتحقق هذا الخروج ومتى؟
نعم، فهناك أنواع كثيرة من المقابر، والخروج منها ليس بالأمر السهل ويتطلب جهودا كبيرة من طلائعيين لديهم الاستعداد للتضحية. فالمثقف الذي ليس عنده استعدادا للتضحية سيبقى قابعا في قبره، لأن المثقف يحب التغيير، وإذا لم يضحي فإنه لا يواجه الواقع بجرأة وشجاعة. في الوقت الحالي، الغالبية الساحقة من المثقفين العرب لا زالوا في القبور، وفقط جهود الطلائعيين هي التي ستخرجهم. لكنهم لن يخرجوا إلا بعد أن يميل التوازن لصالح قوى التغيير. حتى الآن التوازن ما زال لصالح التقليد والسلطات القائمة. وقوة المثقفين الباحثين عن التطوير والتغيير ما زالت ضعيفة، لأنهم عبارة عن أفراد متناثرين على مساحة الوطن العربي.

* في جدلية العلاقة ما بين المثقف العربي والسلطة هناك من يدافع عن المثقف العربي ويرى بأنه لم يُقَصّر بدوره لكن المشكلة من منظور هؤلاء تكمن في النظام السلطوي القمعي للحريات في دولنا العربية الذي لم يأبه بالمثقف ولم يحسب له حساباً ولم يأخذ بأفكاره ومشروعاته، كيف يستطيع المثقف التحرك والتغيير ما دام يمتلك الرغبة للتغيير ولا يمتلك القدرة على التغيير، أو بتعبير جوليان بندر كيف يستطيع أن ينتقل المثقف العربي من المثقفية إلى الفعل الثقافي؟
لا يوجد سلطة في الأرض تسلم بسهولة سلطتها للآخرين، فالسلطة تبدأ بالتنازل فقط عندما يزداد الضغط عليها إلى درجة بحيث تصبح لا تستطيع تحملها. حتى اللحظة ضغط الحكومات على المثقفين أكبر بكثير من ضغط المثقفين على الحكومات والسلطات. صحيح أن هناك بعض المثقفين الذين ضحوا الكثير سواء في مواجهة الاحتلال الأمريكي، أو في مواجهة الاحتلال الأمريكي، أو في مواجهة أنظمتهم القمعية، وأيضا هناك من ضحوا في فترة الخمسينيات والستينيات في مواجهة الظلم والاستعباد، لكن للأسف هذه الجهود تراجعت أمام ضغط الحكومات وأمام تراجع عدد كبير من المثقفين. فالمشكلة أن هناك أعداد كبيرة جدا من الذين يمتهنون النفاق للسلطات التي تستخدمهم كمطايا لتنفيذ استعبادها واستغلالها للجماهير. والغالبية الساحقة من المثقفين أو ممن أطلق عليهم "المتعلمين" تريد أن تنتفع ذاتيا، ضاربة بعرض الحائط مصلحة الأمة.

* كثيرا ما يتعرض المثقفون لملاحقات من السلطة فيزج بهم السجن وأحيانا يتم استهدافهم، باعتبارك عينة ممثلة للمثقفين الذين تعرضوا لملاحقات حيث سبق وأن تعرضت لإطلاق النار، وحُرقت سيارتك، وتعرضت للسجن لأكثر من مرة أو اسُتدعيت للتحقيق كما حصل معك منذ عدة أيام وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها لمضايقات من السلطة الفلسطينية على خلفية آرائك الناقدة لها، هل منعتك مثل هكذا ممارسات للاستمرار في ممارسة الفعل الثقافي على صعيدك الخاص؟ وبشكل عام ألا ترى أن مثل هكذا ممارسات تجرى بحق المثقفين العرب قد تدفع بهؤلاء المثقفين إلى قبر الجبن أو ربما قبر السلطان؟
نعم هذه الممارسات تردع الكثير من الناس لكنها لم تردعني ولن تردعني، لأنني أتمتع بإرادة حرة ولن أتنازل عنها أمام الضغوط التي تمارس علي مهما بلغت ومهما كانت المغريات. الأنظمة العربية والسلطات صنعت من كل شخص في الساحة العربية جاسوسا على نفسه، بحيث يقيّم متى يتجاوز الخطوط الحمراء ومتى لا يتجاوزها. والخطوط الحمراء التي أقصدها هي تلك التي تزعج أجهزة الأمن العربية، فمن الواضع أن الغالبية الساحقة من المتعلمين قد فهموا الدرس وفضلوا "الأرنبة" على "المرجلة"، وأنا شخصيا أعجب كيف تقبل بنات العرب أن تتزوج من ذكور العرب، فعلى المرأة العربية أن تبحث عن رجال وليس عن ذكور. السلطات الحاكمة اكتسبت قوة من خلال استجابة المتعلمين لضغوطهم وأصبحت تعي بأن الضغوط مثمرة وتؤدي إلى انصياع الناس إليهم. بينما على سبيل المثال لو استطاع مائة مثقف في كل إقطاعية أو دويلة عربية أن يقف متحدين لأحدثوا فرقا وتغييرا جوهريا في هذه الدويلات.

* طرحت في نهاية كتابك "قبور المثقفين العرب" بعد التشخيص الذي قدمته لواقع المثقفين العرب رؤيتك للحل لتحقيق حل سلمي لما هي عليه الأوضاع العربية، لكن هناك من يرى أن مثل هكذا حلول تبقى حبيسة الكتب أو المقالات ولا تخرج إلى حيز التطبيق، برأيك ما هي الصعوبات التي تقف أمام تطبيق رؤيتك في الحل وهل حقا أن المثقفين العرب بات صدى صوتهم عندما يطرحون حلا معينا لا يبتعد عن الغرفة التي يكتبون فيها؟
نعم، أنا طرحت حلولا منطقية تجنب الناس الاقتتال، لكن أصحاب السلطة عادة لا يحبون المنطق، لأنهم يريدون الاستفراد بالسلطة، ولهذا أرى بأن الكتابة وحدها لا تكفي، وإنما ينبغي أن تكون هناك مزاوجة ما بين الكتابة والعمل الميداني بين جماهير الناس. المزاوجة بين الكتابة والعمل ستثمر لكنها ستحتاج إلى وقت طويل لأن هؤلاء المثقفين غالبا لا يملكون المال الكافي للحركة المستمرة ولا يستطيعون جمع الناس حولهم بسهولة بسبب تشكك الناس وجبنهم، لكن على المدى البعيد لا بد أن يأتي ذلك بنتائج إيجابية. ونحن أيضا لدينا مشكلة في القناعات الدينية، وما أقصده بأن الحكام وعامة الناس يصلون ويحجون بيت الله الحرام لكن دينهم لا يتعدى عن تطبيق الشعائر الدينية، لهذا نحن بحاجة إلى مفكرين إسلاميين ميدانيين عمليين يعملون على مواجهة الظلم، وليس حشد الناس إلى المساجد. الذين يصلون ويمارسون شعائرهم الدينية لا يعدون ولا يحصون لكن الذين يقامون الاستبداد عددهم قليل جدا ولا يجدون لهم عونا من جماهير "الشعائر".

* ترى بأن الاهتمام بالمنظومة الأخلاقية أهم من الاهتمام بنشر مبادئ الديمقراطية والدفاع عنها لماذا ترى ذلك؟
لأن من يريد أن يحدث أي تغيير يجب أن يركز أولا على المسألة الأخلاقية. فكل الطروحات والبرامج والتنظيرات لا يمكن أن تنجح دون أساس أخلاقي متين ومعايير أخلاقية واضحة. فكيف يمكن لخطة مثلا اقتصادية خمسية أن تنجح إذا كان القائمون عليها لصوصا؟ وكيف يمكن للعمال الذين يعملون في مشاريع تهدف للتنمية أن يخلصون في عملهم إذا تم تعينهم عن طريق الواسطة؟ وكيف يمكن لإدارة دولة أن تنجح إذا كان المؤهل الأساسي للمدير هو النفاق؟ رفع شعار الديمقراطية وحده لا يكفي وإنما يجب أن يتم بناء منظومة أخلاقية. وللأسف في عالمنا العربي قضية الأخلاق ليست مطروحة للنقاش، ويبدو بأن مثقفينا يخشون من طرحها لأن مجرد محاولة التفكير في طرحها سيضعنا جميعا أمام تناقضات كبيرة. فهناك أمثلة تدل على وجود مثل هذه التناقضات ولا نجد من يطرحها للنقاش. فكيف يمكن أن يقبل إنسان متدين يريد أن يقوم بشعيرة الحاج وفي ذات الوقت يرضى على نفسه بأن يتم ذلك عبر الواسطة ليأخذ حق غيره في أداء هذه الفريضة؟ وكيف يمكن لأستاذ جامعي يشرح لطلبته حول أهمية العدالة وبنفس الوقت نجده يمارس التحيز في العلامات للطلبة المنتمين لأجهزة المخابرات، أو ربما يستسلم لطلب عميده أو رئيسه في الجامعة لتحسين علامة طالبة معينة؟ والأمثلة كثيرة جدا. نحن نتحدث بالشعارات الأخلاقية لكننا نمارس نقيضها. ولهذا أرى بأن الإنسان العربي لا يمكن أن ينجح إلا إذا كان ملتزما من الناحية الأخلاقية قولا وعملا. نحن بحاجة إلى ثورة أخلاقية قبل الحديث عن أي ديمقراطية أو تحرير أي جزء من الوطن.

* هل باعتقادك مثقف السلطة يبقى مثقفا للسلطة بعد انهيارها أم أنه من المحتمل أن يتحول؟
مثقف السلطة عبارة عن أداة أو مطية، وهو غنيمة لصاحب القوة وهو مستعد لبيع نفسه في أي وقت. وأستطيع أن أثبت لك ذلك، فإذا وفرت لي أموالا أستطيع بها شراء أغلب الأكاديميين في الجامعات، والحقيقة أنه سبق لي وأن جربت ذلك، وأعرف جيدا أن أغلبهم يلهث خلف مصلحته الذاتية وهو مستعد لبيع نفسه وعلمه لقاء ذلك. وباعتباري إنسانا يخوض المعركة من أجل التغيير وتعرضت أكثر من مرة للاعتقال، فدوما أتلقى نصائح من الغالبية منهم في كل مرة أعتقل فيها كأن أتلقى نصائح مثل: "شو بدك في وجع هالراس؟" "يا زلمة دير بالك على ولادك احسنلك". أنا شخصيا لا أستطيع أن أطلق على مثقف السلطة بالمثقف، وإنما هو مخنث.

* طُرحت كثيرا مناقشات حول أزمة المثقف العربي، ووصل الأمر حدا إلى أن هناك من بات يطرح موت "المثقف" كيف تنظر إلى أزمة المثقف العربي وموته؟
هناك مثقفين لا يحاولون الثأر لكرامتهم ويطأطئون رؤوسهم، وأصبحت قلوبهم ميتة، فهذه أزمة حقيقية وهي أشد وطأة على المثقف الحقيقي من ملاحقات السلاطين. فالمثقف يبدو أنه مات، وبالتالي أزمة الوطن العربي شديدة وعميقة تحتاج إلى جهود جبارة. فلقد وصلنا إلى درجة أننا نقبل بالهزائم بل نصر عليها ونرفض النصر، وأكبر دليل على ذلك انشغال عدد كبير من المتعلمين في إثبات هزيمة حزب الله عام 2006.

* هل هنالك فوارق في طبيعة تعامل السلطة مع ملف المثقف بحسب تركيبة هذه السلطة؟ هل السلطات الدينية أو التوتاليتارية أو مشاريع سلطات من هذا النوع كما هو الحال مثلا في واقع قطاع غزة وسلطة حماس القائمة حالياً تختلف حدة ونوعية قمعها للمثقف عن السلطات العلمانية أو غير المؤدلجة؟
في الساحة العربية القمع على قدم وساق، حتى الأحزاب التقدمية تساهم في عملية القمع. ولا يبدو أن هناك فرقا بين حزب ديني وحزب علماني، فكلاهما عبارة عن نتاج ثقافة واحدة هي ثقافة عربية تتميز بالعقلية القبلية التعصبية والانتهازية والشهوانية. والمشكلة في الساحة العربية أن كل حزب أو جهة تعتبر بأنها تمتلك الحقيقة المطلقة، وبالتالي ترى سحق أصحاب الآراء الأخرى المعارضة لها لأنها ترى بأنهم ضالون. ونستطيع أن نستدل بالأنظمة الجمهورية القائمة في الساحة العربية فهي لم تختلف عن الأنظمة الملكية، فكلا النوعين من الأنظمة بدّد أموال الأمة وحقق الهزائم النكراء في مختلف الميادين العسكرية والاجتماعية والاقتصادية.

* لماذا لا نرى للمثقف الواقع تحت الضغوطات المشابهة في طرفي الوطن الفلسطيني مثلا موقفاً واحداً ضد هذا النوع من الضغوط يتيح لمس تغيير حقيقي على الأرض، ولماذا لا يلتقيان حتى في إصدار بيان واحد ضد حالة من هذا النوع من زاوية ثقافية إنسانية ووطنية واحدة؟
لأن المثقف في غزة يخشى السلطة القائمة في غزة، والمثقف في الضفة يخشى السلطة القائمة في الضفة. فالجبن واحد ولو تعددت مصادر السلطات أو مصادر التخويف، فعندما يكون هناك خوف من السلطات سيستكين المتعلمون.

* أيهما أخطر أمراض الثقافة المؤدلجة أم أمراض الثقافة غير المؤدلجة؟ ولماذا؟
المؤدلج يمارس القمع ويظن أنه يمتلك الحقيقة المطلقة، وغير المؤدلج أيضا يمارس القمع وهو أيضا يظن أنه يمتلك الحقيقة المطلقة. في الحقيقة نحن نعاني من كل أنواع السلطات ومن أمراض الثقافة المختلفة سواء المؤدلجة أو غيرها مهما كان نوعها أو تصنيفها الفكري.

* يقول بول سارتر بأن مهمة المثقف هي إزعاج السلطة، باعتبارك مثقفا عربيا هل تتفق معه في ذلك؟
لا أتفق معه، فمن المطلوب أن يكون المثقف ميدانيا متفاعلا مع جمهور الناس ويتفهم همومهم ومشاكلهم ويعبر بالنيابة عنهم ويبث في أوساطهم الوعي لكي يؤهلهم للثورة سواء كانت بالطرق السلمية أو غيرها. المثقف الذي يزعج السلطة فقط لا يرتقي إلى مستوى الأمانة، على الرغم أنه أفضل من المتعلم الذي يستخدم علمه فقط للمصالحة الذاتية. مفكرون كُثر لعبوا أدوار



#نادية_أبو_زاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأس المال الاجتماعي والجدل حول علاقته بالمجتمع المدني
- نظرة سريعة إلى مواقف الكتّاب العرب من العولمة وانعكاس ذلك عل ...
- -المثقف العربي- في رؤيته للسلطة سعد الله ونوس في مسرحيته-الم ...
- خصائص الموسيقى العربية وجدل حول مخاطر العولمة الثقافية على أ ...
- الجدل حول المجلات الثقافية وكيفية تطوره مع ظهور الثقافة الإل ...
- الجدل بين النشر الورقي والنشر الإلكتروني ومستقبل الكتاب الور ...
- مداخلة فكرية حول المثقف والسلطة جينيولجيا المثقف العربي
- قراءة في مواقف مؤلفي كتاب -ثقافة العولمة وعولمة الثقافة- من ...
- قراءة في مقالة دانكوارت رستو - التحول الديمقراطي باتجاه نموذ ...
- قراءة في مقالة دانكوارت رستو التحول الديمقراطي باتجاه نموذج ...
- في حوار مع المفكر برهان غليون:المجتمع المدني مخلوق تاريخي يظ ...
- غموض مفهوم -المجتمع المدني- ونظرة سريعة حول -زئبقيته-


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نادية أبو زاهر - في علاقة المثقف والسلطة