أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد الخميسي - صورة الإسرائيلي في مصر














المزيد.....

صورة الإسرائيلي في مصر


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 738 - 2004 / 2 / 8 - 04:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أحالت إسرائيل عيد الأضحى المبارك إلي مأتم وجنازات لتوديع الشهداء في رفح الفلسطينية ، وقتلت كعادتها قدر استطاعتها دون احترام لمناسبة أو مشاعر . ترى كيف هي صورة الإسرائيلي في مصر في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر والمقترن بتعمد الإهانة وانتقاء مواعيدها ؟  يطرح الدكتور عبد الباسط عبد المعطي هذا السؤال في كتابه " صورة الإسرائيلي في مصر " الذي صدر مؤخرا بعد ثمانية كتب جديرة بالاهتمام منها " الطبقات الاجتماعية و مستقبل مصر " عن دار ميريت . وينقسم الكتاب إلي ثلاثة فصول : الأول صورة الإسرائيلي في الثقافة المصرية ، والثاني آليات التطبيع وثقافة المقاومة ، وأخيرا الإسرائيلي في ثقافة المصريين مجددا . ويذهب عبد الباسط عبد المعطي إلي أن الوجدان المصري " جمل يختزن همومه وآماله وتطلعاته لأوقات الشدة " ، ومن ضمن ما يختزنه صورة الإسرائيلي القبيح ، العدواني ، الأناني ، البخيل ، الذي يشتغل في الربا والتجارة والحرب ، وهو شكلا قصير القامة ، طويل الأذنين ، يتحدث من أنفه ، منفر ، مراوغ ، ماكر ، غير مأمون الجانب . هذه هي صورته في الثقافة الشعبية التي حرصت على استدعاء كل ما يبرهن على رفضها  للإسرائيلي وتعميق وتجسيد هذا الرفض ولو بشكل كاريكاتوري . وثقافة العامة خلافا لثقافة الخاصة تطابق في الصورة بين ما هو ديني ويهودي وما هو إسرائيلي وسياسي . بينما تجد شريحة المثقفين بعض الفروق . وقد نشأ ذلك التطابق في الثقافة الشعبية نتيجة للممارسة الإسرائيلية اليومية العدوانية التي تجدد في الوجدان المصري صورة اليهودي في النص الديني الإسلامي من ناحية ، ونتيجة لربط اليهود أنفسهم ربطا وثيقا بين سياستهم وجذور ديانتهم . ويقول عبد الباسط عبد المعطي إن حالة التسامح الديني المصرية تعرف استثناء واحدا في موقفها من اليهودي الإسرائيلي نتيجة عوامل تاريخية ودينية قديمة ومعاصرة ، وأن أبعاد ومستويات الصورة المختلفة مضت على نحو واضح في اتجاه تأسيس موقف رافض للإسرائيلي . وقد حمل هذا الرفض " إيلا  إفيك " رئيسة القسم المصري في الخارجية الإسرائيلية على التصريح بقولها : " لقد عشت أربع سنوات في مصر لم أتحدث خلالها إلا مع الشغالة والسائق " . ويقدم عبد الباسط عبد المعطي تعريفا خاصا للتطبيع بقوله إنه : " تدريب الفرد عبر التكرار ، والثواب والعقاب المادي والأدبي على تمثل قيم ومعايير جديدة لقبول الإسرائيلي وتجاوز القبول إلي التعايش والتعاون معه " . ويشير إلي أن التطبيع قطع شوطا في تعديل وحذف مقررات في بعض مراحل التعليم في مصر سعيا لتحسين صورة الإسرائيلي القبيح ، وقطع شوطا في العلاقات التجارية على مستوى الأفراد والحكومة ، وفي تعاون رجال أعمال مع إسرائيل في مشروعات مشتركة ، وفي مجال البحث العلمي ،  ويقول إن التطبيع الذي بدأ سياسيا كان لابد أن يمضي إلي المجال الثقافي ، هناك حيث تتجمع الكراهية العميقة للإسرائيلي . ويتبين ذلك من إصرار إسرائيل على أن توقع اتفاقية ثقافية مع مصر في الثامن من مايو عام 1980 . وبالرغم من كل ذلك فإن البحث الذي أجراه عبد الباسط عبد المعطي على مائة حالة مصرية من مختلف المستويات والانتماءات يؤكد أن للمصريين وسائل خاصة لمقاومة التطبيع ، لأن الإنسان الذي يتلقى توجيهات يعرض ما يتلقاه – أي كانت درجة التكرار والإلحاح -  على خبراته وعلى الواقع الذي يعيشه ، ويضاهيها بالحقيقة ، ثم ينفي ما يتناقض من تلك التوجيهات مع الواقع وخبرته . وعند سؤال الحالات موضع البحث عن شعورها في أول لقاء مع إسرائيلي تنوعت الإجابات ما بين : الشعور بعدم الراحة ، والإحساس بالارتباك والغضب الشديدين ، ثم الإحساس بالحزن والألم الذي يستدعيه  سلوك الإسرائيلي تاريخيا مع المصريين والفلسطينيين منذ عام48 ، ثم وحشية مسلكهم مع الأسرى ، ومجزرة بحر البقر ، ومصنع أبي زعبل ، وأخيرا كانت هناك الرغبة في التهرب بأي شكل من التعامل مع الإسرائيلي خاصة في أوساط حالات العاملين في شرطة المطارات والشركات السياحية والفنادق . واعتبرت نصف العينة موضع البحث أن صورة الشهداء من مصريين وفلسطينيين وما يصاحبها من تداعيات مؤلمة تظل الحاجز النفسي الأضخم في التعامل مع الإسرائيلي . وبسؤال المصريين ممن تعاملوا مباشرة مع الإسرائيليين ، قالوا إن أحاديثهم مع المصريين  تتركز حول أضرار الحرب على مصر ، وفوائد التعاون الاقتصادي مع إسرائيل ، وما جلبته علاقة مصر بالعرب من خسائر ، وأخيرا تخويف المصريين من الحرب . وردا على سؤال عن الموقف من توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل ، أجاب 16 % فقط من العينة موضع البحث بالموافقة ، مع ملاحظة أنهم جميعا من العاملين في الحكومة ، بينما رفضت هذا التوقيع أربعة وثمانين في المئة من الحالات موضع البحث . ولذلك كله يعتبر د . عبد الباسط عبد المعطي أن الصراع العربي الإسرائيلي يعود إلي المربع رقم واحد . أضيف إلي ذلك الكتاب الهام كتابين آخرين سابقين : الأول للدكتور رشاد الشامي في عام 2002 عن كتاب الهلال وهو " الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية " وفيه نجح د . الشامي في استنباط معالم الشخصية الإسرائيلية التي تختزن بداخلها كل مقومات العنف والقسوة ، ولا تجد سوى الحرب وسيلة وحيدة للبقاء والوجود . ويستشهد د . الشامي بقول المؤرخ المعروف أرنولد توينبي بأن " اليهود استخلصوا من جرائم النازية درسا وحيدا فقط ، هو تقليد تلك الجرائم وليس تجنبها " . الكتاب الثاني هو : " المثقفون العرب وإسرائيل " " للكاتب  المعروف د . جلال أمين الصادر عن دار شروق 1998 ، وفيه يبحث د . جلال ذات القضية من جوانب أخرى ، وبالكتابين تكتمل الصورة ، كما اكتملت بالعدوان الأخير على رفح خلال أيام عيد الأضحى المبارك ، دون مراعاة لأي شئ ، سوى استمرار مخطط الإبادة اليومية الذي لا يعرف إجازات أو أيام عطلة أو أعياد . 

***

كاتب مصري

 



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان - وطنيتي - قصة الروح الثائرة
- زراعة الكارثة في مصر
- الزهرة السوداء لحضارة الروائي العالمي - كوتزي
- بطاقة لطفل فلسطيني عام جديد .. يا حبيبي
- زهور قليلة في حقل الهزيمة
- عام ثالث .. على - حوار متمدن
- جائزة الثقافة الأمريكية في مصر
- نجوم كثيرة .. وقمر واحد في وداع حمزاتوف
- صــنــع الله إبــراهــيــم رسالة من على المنصة
- الكتاب والمثقفون المصريون : لا .. للعدوان على سوريا ..
- المثقفون والأستاذ
- لثورة اليمن ، والتطور ، وليلى
- المثقفون المصريون : تحية للشعب الفلسطيني ولرئيسه المنتخب
- اتحاد الكتاب العرب نوما عميقا وشخيرا عاليا
- السياسة أقوى من الحداثة أو الحكايات المختلقة
- نظرية الاحتلال الثوري عند أنصار واشنطـــــن
- إسرائيل من الحرب إلي الثقافة
- ذكرى ناجي العلي
- حكاية صغيرة لطفلة - معتقل سياسي مصري
- وجدان الأقلية الدينية في الرواية المصرية


المزيد.....




- اليمن: الحوثيون يعلنون مقتل ستة وإصابة العشرات في ضربة أمريك ...
- محمد بن زايد يستقبل الشرع ويؤكد دعم الإمارات لإعادة بناء سور ...
- السلطات الروسية تتلقى عشرات الطلبات من أقارب الجنود الأوكران ...
- -أكسيوس-: الجولة الثانية من المفاوضات الأمريكية الإيرانية قد ...
- يواجه -خطرا كبيرا-.. نتنياهو مفصول عن الواقع وينفذ -استراتيج ...
- -لوفيغارو-: الجزائر تطرد 12 موظفا من السفارة الفرنسية في قرا ...
- المغرب.. وفاة معلمة متأثرة باعتداء طالب عليها وسط غضب كبير ( ...
- مستشار ترامب ينفي وجود أي توترات في علاقته مع ماسك
- طفرة كبرى.. فك الشفرة الوراثية الكاملة لستة أنواع من القردة ...
- الإكوادور.. الرئيس الحالي دانييل نوبوا يتقدم في انتخابات الر ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد الخميسي - صورة الإسرائيلي في مصر