مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 2387 - 2008 / 8 / 28 - 10:15
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
يمكن القول أن تاريخ العشرين سنة الأخيرة قد وضع لنفسه المهمة الوحيدة لدحض تحليلات تروتسكي فيما يتعلق بالبيروقراطية . كضحية لنوع ما من "الذاتية الطبقية" , رفض تروتسكي طوال حياته الإقرار بأن الممارسة الستالينية ما هي إلا انحراف مؤقت لطبقة متحكمة , "ردة ترمودورية" . كإيديولوجي للثورة البلشفية لم يكن قادرا على أن يصبح منظرا للثورة البروليتارية في وقت عودة الستالينية . برفضه الاعتراف بالبيروقراطية في السلطة كما هي , كطبقة مستغلة جديدة على وجه الخصوص , فإن هيغل الثورة المغدورة هذا أدى بنفسه إلى أن أصبح عاجزا عن القيام بنقد جذري لها . إن العقم النظري و العملي للتروتسكية ( في كل أشكالها ) يعود بشكل كبير لهذه الخطيئة الأصلية للسيد .
قلنا في ا"لمتمردون و الموقفيون في حركة الاحتلالات" ( الفصل الأول ) , قبل الغزو الروسي بشهر : " إن استيلاء البيروقراطية على المجتمع لا يمكن فصله عن الاستحواذ الشمولي للدولة و عن الهيمنة الحصرية لإيديولوجيتها . إن الحقوق الحالية لحرية التعبير و التنظيم و غياب الرقابة في تشيكوسلوفاكيا سيؤدي في المستقبل القريب جدا إلى أحد خيارين : إما القمع , الذي سيكشف الوجه المزيف لهذه الامتيازات , أو الهجوم البروليتاري ضد الملكية البيروقراطية للدولة و الاقتصاد , حيث ستتم تعرية هذه الملكية حالما يجري تجريد الإيديولوجيا المسيطرة و لأي فترة من الوقت من قوة بوليسها الشمولية . إن نتيجة هذا النزاع ذات أهمية كبرى للبيروقراطية الروسية , التي سيتهدد وجودها نفسه بانتصار العمال التشيكوسلوفاكيين . لقد تحقق الخيار الأول مع تدخل الدبابات "السوفييتية" . كان أساس سيطرة موسكو الكاملة على البلدان "الاشتراكية" هي تلك القاعدة الذهبية التي أعلنتها و مارستها البيروقراطية الستالينية : " يجب ألا تذهب الاشتراكية أبعد مما يصل إليه جيشنا " . في كل مكان كان هذا الجيش هو القوة الرئيسية التي نصبت الأحزاب "الشيوعية" في السلطة , و كان له الكلمة الأخيرة في كل مرة يبدي فيها الأشخاص الذين دربوهم أي ميل نحو الاستقلال قد يهدد الهيمنة البيروقراطية الشمولية . كان النظام الاجتماعي الاقتصادي الروسي منذ البداية هو النموذج المثالي للأنظمة البيروقراطية الجديدة . لكن الولاء لهذا النموذج الأصلي كان غالبا يدخل في نزاع مع متطلبات معينة لمجتمعات معينة خاضعة للهيمنة , بما أن مصالح الطبقة الحاكمة في كل بيروقراطية تابعة لا تتوافق بالضرورة مع مصالح البيروقراطية الروسية , فقد تضمنت العلاقات بين تلك البيروقراطيات دائما نزاعات مضمرة . و هي محتجزة بين المطرقة و السندان انتهت البيروقراطيات التابعة دائما للالتصاق بالمطرقة ما أن تبدأ القوى البروليتارية بإظهار رغبتها في الاستقلال . في بولندا و المجر , كما في تشيكوسلوفاكيا مؤخرا , لم تتجاوز "ثورة" البيروقراطية الوطنية أبدا أبعد من استبدال بيروقراطي بآخر .
كونها البلد الصناعي الأول الذي استولت عليه الستالينية احتلت تشيكوسلوفاكيا موقعا "متميزا" في السنوات العشرين الأخيرة في النظام العالمي للاستغلال الذي أقامه الروس بعد عام 1949 , في إطار "التقسيم الاشتراكي للعمل" الذي أداره الكوميكون . لقد عنت الشمولية المكشوفة لفترة ستالين أنه لم يكن بمقدور الستالينيين التشيك بعد وصولهم إلى السلطة إلا أن يقلدوا بشكل خانع "النظام الاشتراكي الكلي" . لكن على عكس بقية البلدان البيروقراطية حيث كانت هناك حاجة حقيقية للتطوير الاقتصادي و التصنيع , فإن مستوى القوى المنتجة في تشيكوسلوفاكيا كان في تناقض تام مع أهداف البرنامج الاقتصادي للنظام الجديد . بعد 15 عاما من الإدارة البيروقراطية اللاعقلانية كان الاقتصاد التشيكوسلوفاكي على شفا الكارثة , و أصبح إصلاحه مسألة حياة أو موت بالنسبة للطبقة الحاكمة . كان هذا هو مصدر "ربيع براغ" و التحرير ( اللبرلة ) المغامرة الذي حاولت البيروقراطية القيام به . لكن قبل أن ننتقل إلى تحليل هذا "الإصلاح البيروقراطي" , لننور أنفسنا بتفحص جذوره في الفترة الستالينية ( أو النوفوتنية – نسبة لنوفوتني الزعيم التشيكوسلوفاكي قبل ربيع براغ – المترجم ) .
بعد انقلاب براغ ( عام 1948 ) فإن دمج تشيكوسلوفاكيا في النظام الاقتصادي للكتلة الشرقية المكتفي بذاته تقريبا جعل منها الضحية الأساسية للسيطرة الروسية . بما أنها كانت الدولة الأكثر تطورا كان عليها أن تتحمل تكاليف تصنيع جيرانها , الذين كانوا هم أنفسهم يرزحون تحت نير سياسة الاستغلال المفرط . بعد عام 1950 أدى التخطيط الشمولي , مع تشديده على الصناعات التعدينية و الهندسية , إلى عدم توازن مهم في أداء الاقتصاد الذي كان يزداد سوءا بشكل ثابت . في 1966 وصل الاستثمار في الصناعات الثقيلة التشيكية إلى 47 % , أعلى معدل في العالم . هذا لأنه كان على تشيكوسلوفاكيا أن تزود – بأسعار منخفضة بشكل سخيف لا تغطي حتى تكاليف الإنتاج و استهلاك الآلات – المواد الخام ( في خمس سنوات استخدم الاتحاد السوفيتي ما يعادل 15 سنة من الاحتياطيات من مخازن اليورانيوم جاشيموف في بوهيميا ) و البضائع المصنعة ( الآلات , الأسلحة الخ ) إلى الاتحاد السوفيتي و بقية البلدان "الاشتراكية" , و فيما بعد إلى بلاد "العالم الثالث" التي اشتهاها الروس . كان "الإنتاج من أجل الإنتاج" هو الإيديولوجيا التي تترافق مع هذا النوع من العمل , و كان العمال أول من سيتحمل تكاليفها . في وقت مبكر جدا في عام 1953 بعد الإصلاح النقدي ثار عمال بيلسين و هم يرون أجورهم تتدهور و الأسعار تزداد , و جرى قمعهم على الفور بقسوة . كانت نتائج هذه السياسة الاقتصادية بالضرورة : تزايد اعتماد الاقتصاد التشيكي على الإمدادات السوفيتية بالمواد الخام و الوقود , و توجه نحو خدمة المصالح الأجنبية , انخفاض حاد في مستوى الحياة الذي تلا انخفاض الأجور الحقيقية , و أخيرا انخفاض الدخل القومي بعد عام 1960 ( تراجع معدل نموه من معدل 8,5 % من عام 1950 – 1960 إلى 0,7 % عام 1962 ) . في عام 1963 و لأول مرة في تاريخ بلد "اشتراكي" تراجع الدخل القومي بدلا من زيادته . كانت هذه علامة تحذيرية للإصلاح القادم . قدر أوتا سيك أن يجب مضاعفة الاستثمار أربعة مرات للوصول إلى نفس معدل نمو الدخل القومي في عام 1968 كما كان في عام 1958 . ابتداء من عام 1963 أصبح من المعترف به رسميا أن "الاقتصاد الوطني لتشيكوسلوفاكيا يمر بمرحلة من انعدام التوازن الجدي البنيوي , مع ميول محدودة للتضخم تظهر في كل قطاعات الحياة و المجتمع , بشكل أبرز في التجارة الخارجية , السوق و الاستثمارات الوطنية" ( التجارة الخارجية التشيكوسلوفاكية , أكتوبر تشرين الأول 1968 ) .
بدأ سماع بعض الأصوات التي تصر على إلحاح قضية تحويل الاقتصاد . بدأ أوتا سيك و فريقه إعداد خطتهم للإصلاح , التي جرى تبنيها تقريبا بعد عام 1965 من قبل المرتبات الأعلى في الدولة . قامت خطة أوتا سيك الجديدة بنقد جريء نسبيا لأداء الاقتصاد في السنوات المنصرمة . لقد تساءلت عن ضرورة الوصاية الروسية و اقترحت أن يتم تحرير الاقتصاد من التخطيط المركزي الصارم و أن ينفتح على السوق العالمي . لفعل هذا كان من الضروري تجاوز إعادة الإنتاج البسيطة لرأس المال , و لوضع نهاية لنظام "الإنتاج في سبيل الإنتاج" ( الذي أدين كجريمة معادية للاشتراكية بعد أن جرى تمجيده كمبدأ أساسي للاشتراكية ) , و لتخفيض تكاليف الإنتاج و رفع معدل الإنتاجية , الذي انخفض من 7,7 % في 1960 إلى 3,1 % في عام 1962 و انخفض حتى أكثر في السنوات التالية .
بدأ تطبيق هذه الخطة , التي هي نموذج عن إصلاح تكنوقراطي , في عام 1965 و أصحبت سارية المفعول بشكل كامل اعتبارا من 1967 . لقد تطلبت قطعا نظيفا مع الطرق الإدارية التي كانت تسحق المبادرات : منح المنتجين "مصلحة" في نتائج عملهم , منح الاستقلالية لشركات مختلفة , مكافأة النجاح و معاقبة الفشل , تشجيع تطور الصناعات و الشركات الرابحة من خلال إجراءات تقنية مناسبة , و وضع السوق من جديد على رجليها عن طريق تحديد الأسعار بشكل يتماشى مع السوق الدولية . في مواجهة مقاومة الكوادر الإدارية ضيقة الأفق , جرى تطبيق هذا البرنامج فقط بجرعات محدودة . بدأت البيروقراطية النوفوتنية برؤية المعاني الخطيرة لمشروع كهذا . سمح عدم ترافق الارتفاع المؤقت في الأسعار بزيادة مماثلة في الأجور لهذه الطبقة المحافظة بتوجيه الاتهام لهذا المشروع في عيون العمال . قدم نوفوتني نفسه على أنه مدافع عن مصالح الطبقة العاملة و انتقد علنا الإجراءات الجديدة في اجتماع عمالي عام 1967 . لكن التيار "الليبرالي" , مدركا للمصالح الحقيقية للنظام البيروقراطي في تشيكوسلوفاكيا و متأكدا من دعم الناس , انخرط في المعركة . كما وصف ذلك صحافي في " كولتورني تفوربا " ( 5 يناير كانون الثاني 1967 ) "بالنسبة للشعب , أصبح النظام الاقتصادي الجديد مرادفا للحاجة إلى التغيير" - التغيير الشامل . كانت هذه هي الحلقة الأولى في سلسلة من التطورات التي كانت ستقود حتما إلى تغييرات اجتماعية و سياسية أبعد مدى . البيروقراطية المحافظة , التي لم تتمتع بأي دعم فعلي يمكنها أن تعتمد عليه , كان يمكنها فقط أن تعترف بأخطائها و أن تنسحب تدريجيا من المشهد السياسي : كانت أية مقاومة من جانبها ستؤدي بسرعة إلى انفجار مثل الذي جرى في بودابست عام 1956 . تحول المؤتمر الرابع للكتاب في يونيو حزيران 1967 ( رغم أن الكتاب مثلهم مثل صانعي الأفلام قد سمح لهم بهامش معين من الحرية الفنية ) إلى اتهام شعبي صادق للنظام . رد "المحافظون" مستخدمين آخر قوتهم باستبعاد عدد معين من المثقفين الراديكاليين من الحزب و بوضع جريدتهم تحت الإشراف الوزاري المباشر .
لكن رياح الثورة كانت تهب بقوة أكبر فأكبر , و لم يكن بمقدور أي شيء أن يوقف الحماسة الشعبية من تغيير الظروف السائدة في الحياة التشيكية . تحولت مظاهرة طلابية احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي , بعد قمعها بقوة , إلى اجتماع لتوجيه الاتهامات ضد النظام . واحدة من أولى اكتشافات ذلك الاجتماع , اكتشاف كان ليصبح شعار كل حركة المعارضة التالية , هي "الإصرار المطلق على قول الحقيقة , على عكس "التناقضات التي لا تصدق" بين ما يقال و ما يجري في الواقع" . في نظام يقوم على الأكاذيب المتواصلة للإيديولوجيا فإن مطلب كهذا يصبح بكل بساطة ثوريا , و لم يعجز المثقفون عن تطوير ما يتضمنه هذا إلى أقصى حدوده . في الأنظمة البيروقراطية حيث يجب ألا يفلت أي شيء من شمولية دولة الحزب , فإن الاحتجاج على أدنى تفصيل من الحياة يقود بشكل حتمي إلى مساءلة كلية الظروف الشمولية , إلى احتجاج إنساني ضد مجمل الحياة اللا إنسانية التي يجبر الناس على عيشها . حتى لو كان هذا محصورا في جامعة براغ فقط , فإن هذا سيرفض على أنه غير مقبول في سياق الاجتماع .
استولت بعدها البيروقراطية الجديدة على قيادة الحركة و حاولت احتوائها ضمن الإطار الضيق لإصلاحاتها . في يناير كانون الثاني 1968 جرى تبني "برنامج عمل" , كان هذا مؤشرا إلى صعود فريق دوبتشيك و طرد نوفوتني . إضافة إلى خطة أوتا سيك الاقتصادية , التي جرى تبنيها الآن بالتأكيد و دمجت في هذا البرنامج الجديد , أعلنت مجموعة معينة من الإجراءات السياسية بفخر من قبل القيادة الجديدة . منحت تقريبا كل "الحريات" الرسمية للأنظمة البرجوازية . هذه السياسة , غير المسبوقة تماما بالنسبة لنظام بيروقراطي , تظهر كم كان هائلا ما يجري عليه الصراع و كم كان الوضع جديا . كشفت العناصر الراديكالية , مستفيدة من هذه التنازلات البيروقراطية , عن الهدف الحقيقي منها على أنه إجراءات "ضرورية موضوعيا" لحماية الهيمنة البيروقراطية . عبر سمركوفسكي الأكثر ليبرالية بين الأعضاء الذين تمت ترقيتهم حديثا , بسذاجة عن حقيقة هذه الليبرالية البيروقراطية : "الإقرار أنه حتى في مجتمع اشتراكي فإن التطور يجري من خلال نزاعات دائمة للمصالح في المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية , علينا أن نسعى إلى نظام للتوجيه السياسي يسمح بتسوية كل النزاعات الاجتماعية و يتجنب ضرورة الإجراءات الإدارية فوق العادية" . لكن البيروقراطية الجديدة لم تدرك أنها بإدانة هذه "الإجراءات فوق العادية" التي تشكل في الواقع الطريقة الوحيدة الطبيعية للحكم , فإنها ستترك نظامها عرضة لنقد راديكالي لا يعرف الرحمة . أدت حرية التجمع و حرية التعبير الثقافي و السياسي إلى طقوس صادقة عن الحقيقة الحرجة . فكرة أنه يجب الاعتراف ب"الدور القيادي" للحزب "بشكل طبيعي و عفوي , حتى على مستوى القاعدة , استنادا إلى قدرة مسئوليها الشيوعيين على العمل و القيادة" ( برنامج العمل ) تعرضت للهجوم و التدمير في كل مكان , و بدأت تطرح المطالب الجديدة لمنظمات العمال المستقلة . في نهاية ربيع 1968 كانت بيروقراطية دوبيتشيك تعطي الانطباع السخيف بأنها تريد الحصول على كعكتها و أن تأكلها أيضا . لقد أكدت على عزمها الحفاظ على احتكارها السياسي : "إذا حاولت العناصر المعادية للشيوعية أن تهاجم هذه الحقيقة التاريخية ( مثل حق الحزب في القيادة ) فإن الحزب سيحرك كل قوى الشعب و الدولة الاشتراكية ليتصدى و ليقمع هذه المحاولة المغامرة" ( قرار اللجنة المركزية , يونيو حزيران 1968 ) . لكن ما أن فتح الإصلاح البيروقراطي باب المشاركة لأغلبية الحزب في اتخاذ القرارات كيف كان من الممكن للغالبية العظمى لمن هم خارج الحزب ألا يريدوا أيضا تقرير الأشياء لأنفسهم ؟ عندما يعزف أولئك الذين على رأس الدولة على الكمان , فكيف يمكن سوى لأولئك الذين في الأسفل إلا أن يبدؤوا بالرقص ؟
ابتداءا من هذه النقطة بدأت الاتجاهات الثورية توجه نقدها إلى شجب الشكلية الليبرالية و إيديولوجيتها . حتى الآن كانت الديمقراطية , إن أمكن القول , قد "فرضت على الجماهير" بنفس الطريقة التي فرضت بها الديكتاتورية عليها من قبل , أي عن طريق منعها من أية مشاركة فعلية . عرف كل شخص أن نوفوتني قد وصل إلى السلطة كنصير للتحرير , و أن "الردة على طريقة غومولكا" تهدد باستمرار حركة دوبتشيك . لا يتحول المجتمع بتغيير جهازه السياسي , بل عن طريق الإطاحة به من الأعلى إلى الأسفل . وصل الناس هكذا إلى نقطة انتقاد المفهوم البلشفي عن الحزب كقائد للطبقة العاملة , و المطالبة بتنظيم مستقل للبروليتاريا , الذي سيصدر حكما سريعا بالموت على البيروقراطية . هذا لأنه على البروليتاريا , بالنسبة للبيروقراطية , أن توجد كقوة خيالية فقط , تقوم البيروقراطية باختزالها – أو محاولة اختزالها – إلى أن تصبح شيئا لا يزيد عن أن تكون مجرد مظهر , لكنها تريد من هذا المظهر أن يوجد و أن يصدق وجوده بهذا الشكل . أسست البيروقراطية حكمها على إيديولوجيتها الشكلية , لكن أهدافها الشكلية أصبحت مضمونها الفعلي و هكذا دخلت في كل مكان في نزاع مع أهدافها الحقيقية . حيثما استولت على الدولة و الاقتصاد , و حيثما أصبحت المصلحة العامة للدولة مصلحة مستقلة و بالتالي مصلحة حقيقية , كانت البيروقراطية تدخل في نزاع مع البروليتاريا تماما كما في كل نتيجة تتصارع مع افتراضات البيروقراطية نفسها .
لكن حركة المعارضة في سعيها وراء إصلاحاتها البيروقراطية سارت فقط إلى منتصف الطريق . لم يكن أمامها الوقت لتسعى وراء كل مدلولاتها العملية . كان النقد النظري الذي لا يلين "للديكتاتورية البيروقراطية" و الشمولية الستالينية قد بدأ للتو بشكل مستقل من قبل الغالبية العظمى من الناس عندما ردت البيروقراطية الجديدة بالتلويح بشبح التهديد الروسي , الذي كان موجودا بالفعل منذ شهر أيار مايو . يمكن القول أن النقيصة الأعظم في الحركة التشيكوسلوفاكية هي أن الطبقة العاملة نادرا ما تدخلت كقوة مستقلة و حاسمة . لم تذهب أطروحات "الإدارة الذاتية" و "مجالس العمال" الواردة في إصلاحات أوتا سيك التكنوقراطية أبعد من المنظور البيروقراطي "لإدارة ديمقراطية" على الطريقة اليوغسلافية . كان هذا صحيحا حتى بالنسبة للمشروع البديل الذي كان من الواضح أن النقابيين هم من وضعوه و الذي اقترحه مصنع فيلهلم بيك يوم 29 يونيو حزيران 1968 . نقد اللينينية الذي قال به "بعض الفلاسفة" على أنها "تشويه للماركسية بالفعل بما أنها تحتوي في داخلها منطق الستالينية" , لم يكن كما وصفه المحررون الأغبياء لجريدة روغه : "فكرة سخيفة لأنها تنتهي في نهاية المطاف إلى إنكار الدور القيادي للبروليتاريا" ( ! ) لكنها كانت أبعد نقطة بلغها النقد النظري في بلد بيروقراطي . دويتشكه نفسه تعرض للسخرية من قبل الطلاب التشيك الثوريين , فقد رفضوا "ماويته الأناركية" بازدراء على أنها "سخيفة مثيرة للضحك و لا تستحق حتى اهتمام فتى في الخامسة عشر من عمره" .
كل هذا النقد , الذي كان من الممكن أن يؤدي فقط إلى الدعوة العملية للتساؤل عن القوة الطبقية للبيروقراطية , جرى تحمله و حتى تشجيعه أحيانا من قبل نظام دوبيتشيك طالما بقي الأخير قادرا على الحد منه على أنه شجب شرعي "للأخطاء الستالينية النوفوتنية" . لقد شجبت البيروقراطية بالفعل جرائمها هي نفسها , لكن دائما على أنها قد ارتكبت من قبل آخرين : إنها تقوم باقتطاع جزءا منها و ترفعه إلى مقام كيان مستقل يمكن لومه على كل جرائمها بحق البروليتاريا ( منذ أقدم العصور , كانت التضحية هي الطريقة المفضلة للبيروقراطية لتخليد سلطتها ) . في تشيكوسلوفاكيا , كما في بولندا و المجر , كانت الوطنية هي أفضل الحجج لكسب دعم الناس للطبقة الحاكمة . كلما أصبح التهديد الروسي أكثر وضوحا كلما جرى تعزيز سلطة دوبيتشيك البيروقراطية , أكثر ما رغب به هو إبقاء قوات حلف وارسو على الحدود بشكل دائم . لكن عاجلا أم آجلا ستكتشف البروليتاريا التشيكية من خلال النضال أن القضية ليست في معرفة ما يمثله أي بيروقراطي , أو حتى البيروقراطية ككل , بشكل مؤقت على أنه هدفها , بل في معرفة ما هي البيروقراطية بالفعل , و ما الذي ستجبر تاريخيا على فعله بما يتوافق مع طبيعتها الخاصة . و عندها ستقوم البروليتاريا بالفعل المناسب .
كان الخوف من اكتشاف كهذا هو ما أفزع البيروقراطية الروسية و أتباعها . إن صورة البيروقراطي الروسي ( أو الألماني الشرقي ) وسط هذا الفزع "الإيديولوجي" , كيف تعرض دماغه – المريض مثل سلطته – للتعذيب و التشويش و كيف تجمد بفعل هذه الصرخات للاستقلال و لمجالس العمال , "الديكتاتورية البيروقراطية" , و بتآمر العمال و المثقفين و تهديدهم بالدفاع عن مكاسبهم بالسلاح , و ستفهم كيف يمكن في هذا الخلط ( التشويش ) الصاخب للحقيقة و الحرية , للمؤامرات و الثورة , كيف يمكن للبيروقراطية الروسية أن تصرخ موجهة حديثها إلى نظيرتها التشيكية : "إن نهاية مخيفة أفضل من خوف بلا نهاية !" .
إذا كان حدث ما قد ألقى بظلاله حتى قبل أن يحدث بفترة طويلة فإنه , لمن يعرفون كيف يقرؤوا التاريخ المعاصر , التدخل الروسي في تشيكوسلوفاكيا . لقد جرى التنبؤ به قبل وقت طويل , و كان رغم كل مضاعفاته الدولية , حتميا بشكل فعلي . بوضعه قدرة السلطة البيروقراطية نفسها موضع شك بدأ جهد دوبتشيك المغامر – رغم أنه ضروري – بتعريض سلطته نفسها للخطر حيثما وجدت و بالتالي أصبح شيئا لا يمكن تحمله . تم إرسال 600,000 جندي ( أي ما يساوي تقريبا عدد الأمريكيين في فيتنام ) لوضع حد وحشي له . هكذا عندما ظهرت القوى "المعادية للاشتراكية و قوى الثورة المضادة" , التي يستحضرها باستمرار كل البيروقراطيين و التي يريدون التخلص منها , فإنها لم تظهر بصورة بينيس ( 2 ) أو مسلحة من قبل " الانتقاميين الألمان" , بل في زي الجيش "الأحمر" .
مورست مقاومة شعبية رائعة لسبعة أيام – "الأيام السبعة الرائعة" – محركة كل السكان تقريبا ضد الغزاة . بشكل متناقض جرى استخدام الوسائل الثورية الصريحة للنضال في الدفاع عن بيروقراطية إصلاحية . لكن ما لم يتم القيام به في سياق الحركة لم يكن من المؤكد القيام به في ظل الاحتلال : القوات الروسية , و قد سمحت لأنصار دوبيتشيك بكبح العملية الثورية بأكثر ما يمكن فيما كانت تنتظر على الحدود , سمحت لهم أيضا بالسيطرة على كل حركة المقاومة بعد 21 أغسطس آب . لقد لعبوا تماما نفس الدور الذي لعبته القوات الأمريكية في فيتنام الشمالية : دور التأكد أو التثبت من دعم الجماهير الجماعي للبيروقراطية التي تستغلهم .
لكن الاستجابة الأولى لسكان براغ كانت هي الدفاع ليس عن قصر الشعب , بل عن محطة الإذاعة , التي اعتبرت رمز انتصارهم الرئيسي : حقيقة المعلومة ضد التزييف المنظم . و ما كان كابوسا لكل بيروقراطيات حلف وارسو – الصحافة و الراديو – استمر بإفزاعهم لأسبوع آخر كامل . أظهرت التجربة التشيكية الاحتمالات فوق العادية للنضال التي ستكون ذات يوم في متناول حركة ثورية مواظبة و منظمة . المعدات التي وفرها حلف وارسو ( استعدادا لغزو إمبريالي محتمل لتشيكوسلوفاكيا ! ) استخدمها الصحافيون التشيك لإقامة ما يقارب من 35 محطة بث سرية متصلة ب 80 محطة دعم احتياطية . لقد تمكنت من إضعاف الدعاية السوفيتية – الضرورية جدا لجيش احتلال – , و كان الناس قادرين على الإطلاع على شيء تقريبا كان يحدث في البلد و على تنفيذ أوامر البيروقراطيين الليبراليين أو العناصر الراديكالية الذين كانوا يسيطرون على بعض المحطات . مثلا استجابة لدعوة إذاعة ما بقصد تخريب عمليات الشرطة الروسية , تحولت براغ إلى متاهة مدينية فعلية انتزعت منها كل علامات الشوارع و أرقام البيوت و غطيت الجدران بشعارات على نمط مايو أيار 1968 . متحدية كل الشرطة , أصبحت براغ وطنا للحرية و مثالا على التحدي الثوري للقمع المدني . بفضل التنظيم البروليتاري الاستثنائي كانت كل الجرائد قادرة على أن تطبع و توزع بحرية تحت أنوف الروس الذين كانوا يحمون بغباء مكاتب الجرائد .
تحولت عدة مصانع إلى أعمال الطباعة مصدرة آلاف الأوراق و المنشورات – بما في ذلك العدد المزيف من البرافدا – بالروسية . كان بإمكان المؤتمر الرابع عشر للحزب أن يجتمع سرا لمدة ثلاثة أيام تحت حماية عمال مصنع "أوتو براغا" . كان هذا هو المؤتمر الذي أدى لتخريب "عملية كادار" ( 3 ) و أجبر الروس على التفاوض مع دوبيتشيك . على الرغم من ذلك فإن الروس , باستخدام قواتهم و التناقضات الداخلية للبيروقراطية التشيكية , كانوا قادرين في النهاية على تحويل الفريق الليبرالي إلى نوع من حكومة فيشي المتخفية . كان هوساك , الذي كان يفكر بمستقبله , هو العنصر الأساسي المسؤول عن إلغاء المؤتمر الرابع عشر ( بحجة غياب المندوبين السلوفاك , الذين بقوا خارجا في الواقع بناء على تعليماته ) . و قد أعلن في اليوم التالي ل"اتفاقية موسكو" , "يمكننا أن نقبل بهذه الاتفاقية , التي ستسمح للأشخاص المتعقلين ( التأكيد لنا ) على قيادة الشعب خارج المأزق الحالي بطريقة لن تجعلهم يشعرون بالخجل من ذلك في المستقبل " .
لا يوجد للبروليتاريا التشيكية , و قد أصبحت أكثر ثورية , ما ستخجل منه إلا خطأها بالثقة بهوساك , دوبيتشيك أو سمركوفسكي . إنها تعرف بالفعل أنه يمكنها أن تعتمد فقط على قواها الخاصة , و أنهم واحدا بعد الآخر سيخونونها تماما كما خانتها البيروقراطية الجديدة جماعيا بخضوعها لموسكو و الاصطفاف إلى جانب سياستها الشمولية . إن الارتباط العاطفي بهذا الرجل المشهور أو ذاك هو بقايا مرحلة بائسة للبروليتاريا , بقايا ذلك العالم القديم . لقد أبطأت إضرابات نوفمبر تشرين الثاني و حوادث الانتحار بعض الشيء عملية "التطبيع" التي لم يجر استكمالها حتى أبريل نيسان 1969 . بإعادة تأسيس نفسها في شكلها الصحيح أصبحت السلطة البيروقراطية تواجه معارضة أكثر فعالية . اختفت كل الأوهام واحدة بعد الآخر و اختفى ارتباط الجماهير التشيكية بالبيروقراطية الإصلاحية . بإعادة تأهيل "المتعاونين" فقد الإصلاحيون آخر فرصهم للحصول على أي دعم شعبي في المستقبل . تعمق وعي العمال و الطلاب الثوري مع اشتداد حدة القمع . كانت العودة إلى طرق و "عقلية الخمسينيات الضيقة و الغبية" تثير ردود فعل عنيفة من جانب العمال و الطلاب , الذين شكلت الأشكال المتنوعة لترابطها مصدرا للقلق الأكبر سواء لدوبيتشيك أو لخليفته أو لسيدهما المشترك . كان العمال يعلنون "حقهم غير القابل للنقاش للرد على أية إجراءات متطرفة" "بإجراءاتهم المضادة المتطرفة" ( طلب من عمال السي كي دي إلى وزير الدفاع , 22 أبريل نيسان 1969 ) . أظهرت استعادة الستالينية مرة واحدة و إلى الأبد الطابع الوهمي لأي إصلاح بيروقراطي و عجز البيروقراطية الفطري ( أو الخلقي ) عن "تحرير" إدارتها للمجتمع . إن إدعاءها "باشتراكية ذات وجه إنساني" ليس إلا تقديم أو إدخال لبعض الامتيازات "البرجوازية" إلى عالمها الشمولي , و حتى هذه الامتيازات تهدد وجودها على الفور . إن الأنسنة الوحيدة الممكنة "للاشتراكية البيروقراطية" هي في سحقها من قبل البروليتاريا الثورية , ليس من خلال مجرد "ثورة سياسية" , بل من خلال التدمير الكامل للظروف السائدة و التصفية العملية للبيروقراطية العالمية .
لقد كشفت حوادث الشغب في 21 أغسطس آب 1969 عن المدى الذي وصلته إعادة إقامة الستالينية العادية في تشيكوسلوفاكيا , و أيضا إلى أي حد هي مهددة من قبل النقد البروليتاري : فلا عشرة قتلى , 2000 معتقل و التهديد بالنفي أو محاكمة الدمية دوبيتشيك تمكنت من إيقاف الإضراب الوطني للتباطؤ في العمل الذي هدد العمال التشيك من خلاله وجود النظام الاقتصادي لمستغليهم من أبناء بلدهم و الروس .
نجح التدخل الروسي في إبطاء العملية الموضوعية للتغيير في تشيكوسلوفاكيا , لكن فقط مقابل ثمن باهظ على الستالينية العالمية . كان بإمكان الأنظمة البيروقراطية في هانوي و كوبا , المعتمدة مباشرة على الدولة "السوفيتية" , فقط أن تصفق لتدخل أسيادها – مما أدى إلى إحراج هائل لمعجبيهم التروتسكيين و السرياليين و القادة الرفيعين لليسار . برر كاسترو , بسخريته الخاصة , التدخل العسكري بإسهاب طويل على أنه قد فرضته تهديدات استعادة الرأسمالية – كاشفا بذلك عن طبيعة "اشتراكيته" . دفعت هانوي و الأنظمة العربية البيروقراطية , التي هي نفسها ضحايا لاحتلال أجنبي , منطقها السخيف إلى حد دعم عدوان مشابه لما تتعرض له لأنه في هذه الحالة تم القيام به من قبل حماتهم المزعومين .
كما كانت الحال بالنسبة لأولئك الأعضاء من البيروقراطية الدولية الذين ذرفوا الدموع على تشيكوسلوفاكيا , فهم جميعا قد فعلوا ذلك لأسبابهم الوطنية الخاصة . جاءت "القضية التشيكية" تماما بعد الصدمة الثقيلة التي تعرض لها الحزب الشيوعي الفرنسي في الأزمة الثورية لمايو أيار 1968 , و التي هزت الأخير جديا , فهو الآن منقسم إلى أقسام الستالينية قديمة الطابع , الستالينية الجديدة , و الستالينيين الأرثوذكسيين , إنه ممزق بين ولائه لموسكو و مصلحته الخاصة على رقعة الشطرنج السياسية البرجوازية . إذا كان الحزب الشيوعي الإيطالي أكثر جرأة في شجبه , فإن السبب هو في الأزمة المتصاعدة في إيطاليا , خاصة الصدمة المباشرة التي ضربت "مذهبه التولياتي" ( نسبة لتولياتي القائد الشيوعي الإيطالي التاريخي – المترجم ) . وجدت البيروقراطيات الوطنية في يوغسلافيا و رومانيا في التدخل فرصة لتقوية سيطرتها الطبقية , مستعيدة دعم الناس بدافع الخوف من التهديد الروسي – و هو تهديد خيالي في حالتهم أكثر منه حقيقي . الستالينية التي تحملت بالفعل التيتوية و الماوية كصور أخرى عنها , ستتحمل دوما شكلا أو آخر من "الاستقلال الروماني" طالما لم يهدد مباشرة "نموذجها الاشتراكي" الذي يعاد إنتاجه بإخلاص في كل مكان . ليس هناك أي جدوى من التطرق للنقد "الصيني – الألباني" "للإمبريالية الروسية" : ففي منطق هذيانهم "المعادي للإمبريالية" يوجه الصينيون بدورهم اللوم الروس لعدم تدخلهم في تشيكوسلوفاكيا كما فعلوا في المجر 1956 ( انظر أخبار بكين , 13 آب أغسطس 1969 ) و بعدها يشجبون "العدوان البغيض" الذي نفذته "زمرة بريجنيف – كوسيغين الفاشية" .
لقد كتبنا في الأممية الموقفية العدد 11 "إن التجمع الدولي للبيروقراطيات الشمولية يتداعى تماما" . لقد أثبتت الأزمة التشيكية فقط التفسخ المتقدم للستالينية . لم يكن بمقدور الستالينية أن تلعب دورا كبيرا كهذا في سحق حركات العمال في كل مكان لو لم يكن النموذج الروسي الشمولي البيروقراطي مرتبط عن قرب بكل من برقطة ( تحولها البيروقراطي – المترجم ) الحركة الإصلاحية القديمة ( الديمقراطية الاجتماعية الألمانية و الأممية الثانية ) و زيادة التنظيم البيروقراطي للإنتاج الرأسمالي المعاصر . لكن الآن بعد أكثر من أربعين عاما من التاريخ المضاد للثورة , أعيدت ولادة الثورة في كل مكان , مثيرة الهلع في قلوب السادة في الشرق إضافة إلى أولئك الذين في الغرب , مهاجمة إياهم سواء في اختلافاتهم و في اتفاقهم العميق . الاحتجاجات الجريئة المعزولة التي جرى التعبير عنها في موسكو بعد 21 أغسطس آب بشرت بالثورة التي لن تفشل عن أن تندلع قريبا في روسيا نفسها . تعرف الحركة الثورية اليوم أعداءها الحقيقيين , و لن يتمكن أي من الاغتراب الذي ينتجه شكلي الرأسمالية – البرجوازية الخاصة أو الدولة البيروقراطية – من الإفلات بعد اليوم من نقدها . في مواجهة المهام العظيمة الموضوعة أمامها لن تضيع الحركة وقتها في محاربة الأشباح أو في دعم الأوهام .
الأممية الموقفية ( سبتمبر أيلول 1969 )
ملاحظات مترجم النص الأصلي من الفرنسية إلى الانكليزية :
1 – رودي كوتشيكه : قائد الحزب الألماني الاشتراكي
2 – ادوارد بينيس : رئيس تشيكوسلوفاكيا قبل استيلاء الحزب الشيوعي على السلطة 1948 .
3 – "عملية كادار" : عملية مشابهة للتي جرت بعد سحق الثورة الهنغارية عام 1956 حيث قام الروس ببساطة بإطلاق النار على البيروقراطيين الليبراليين من نوع دوبيتشيك و وضعوا مكانهم دميتهم يانوش كادار .
ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن //libcom.org/book/export/htm/1316
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟