علي الربيعي - مالمو السويد
بعد الإشكاليات التي أفرزها احتلال العراق برزت إلى الساحة أحزاب جديدة وتشكيلات يكاد يربو عددها على المئتين. وفي خضم هذا العدد الكبير من التكوينات تبرز مجموعة الحزب الشيوعي العراقي – الكادر كواحدة من بين أكثر المجاميع حدة في طروحاتها ووقوفها العلني المساند للمقاومة الوطنية العراقية. خلا ذلك فللكادر العديد من الطروحات الغريبة على الفكر الماركسي، ألتي اردت الإجابات عليها ومن للناطق بإسم الحزب الشيوعي العراقي – الكادر، الدكتور نوري المرادي.
مع ملاحظة، أن أسئلتي لا تخرج عن نطاق الإستفسار ولن تمثل إرائي، بينما أجوبتها ستمثل قناعة الكادر وأفكارها.
س: من انتم وماذا تريدون؟!
ج: نحن الحزب الشيوعي العراقي - الكادر تيار يعارض توجهات القيادة المرتدة الحالية للحزب والمتعاملة مع المحتل.
س: متى تأسستم؟!
ج: لاحظت القاعدة الحزبية تغييرا جذريا طرأ على سياسة الحزب منذ 1990 . تغيرا من النوع الذي يمثل الإنقلاب الشامل على الذات. أعطيك أمثلة، كنا نحن الشيوعيين نفترض بالمقابل خائنا ما لم يعلن موقفه المعادي للإمبريالية والأمريكية حصرا، بإعتبارها عدوة الشعوب الأولى في التاريخ البشري. لكن، وفي ظرف أيام وحيث برزت إلى الواجهة عناصر من قبيل مفيد الجزائري وحميد مجيد وفخري كريم وحسين العامل والصافي وأبو سرباز وغيرهم، أصبح الحديث عن العداء الإمبريالية ممنوعا، أو محرما بل عوضا نزلت طروحات لجهة عدم التفريق بين اليسار واليمين وأن الشعارات الثورية أو الحديث عن اليسار ومعاداة أمريكا هو رومانسية قديمة، وأن ظروف العالم تغيرت، وأصبح يقاد من القطب الواحد،،الخ. على أية وما بين عشية وضحاها تصبح أمريكا صديقة قيادة الحزب وبدأت المسرات والمسارات البنية، مثلما بدأت تتسرب إلى الشارع الحزبي طروحات من قبيل أن أمريكا حليفتنا، وأننا نقف معها على قدم المساواة، الخ من طروحات خداع النفس. ومن المضحك أننا كنا نأخذ على حزب البعث أنه جاء إلى حكم العراق عام 1963 بقطار أمريكي، بينما القيادة المرتدة جاءت الآن على لوري أمريكي، وليس لحكم العراق وإنما فقط لتشترك بمجلس طائفي ممسوخ وضمن حصة طائفة واحدة بينما الحزب يحتوي على ملمانين ومن طوائف أخرى.
ولقد وجهت القاعدة الحزبية الكثير من الملاحظات للحزب وتساءلت عن ماهية ومبرر هذا الإنقلاب الذي حدث في ظرف شهور، وتحديدا في الفترة ما بين إستعادة الكويت والعدوان الثلاثيني،،
س: أستعادة الكويت،، وهذه أوصاف لم نسمعها من الشيوعيين،،
ج: ولن تسمعها من الشيوعيين المرتدين أمثال حميد مجيد وعميل الموساد مفيد الجزائري. نعم، إن الشيوعية تنحو للأممية، لكن على الأساس الوطني. وليس شيوعيا من يدافع بإسم الأممية عن عدوه الذي يغزو بلاده. وقد قال الرفيق الشهيد فهد (( أنا وطني قبل أن أكون شيوعيا، وحين أصبحت شيوعيا صرت أشعر بمسؤولية أعلى تجاه وطني )). ومن هنا، وحين نتحدث عن الكويت، فهذا موضوع لا يقبل الجدل عندنا على عودتها يوما إلى الوطن الأم. والحرب التي قادها الأمريكان على العراق عام 1990 كانت غزوا بكل معنى الكلمة. دعك من تفسيرات السفهاء! نحن نتكلم عن العراق الوطن وليس عن العراق النظام. وما جرى كان تدميرا للعراق دولة وشعبا وبنى تحتية.
وقد كتبت القاعدة آراءها إلى قيادة الحزب في هذا الإنقلاب على النفس، وكانت النتيجة أما مماطلة وعدم الإجابة أو فصل الرفاق الذين انتقدوا. من هنا، لجأت القاعدة إلى الشرعية الثورية فأخرجت وجهات نظرها إلى العلن وصارت تخاطب الشارع عبر البيانات والصحافة.
هذا من جانب، ومن جانب آخر، فالماركسية أصلا مبنية على قوانين الجدل الثلاثة التي تقول أن العالم في تغيير مستمر. ومن هذه فعلينا نحن الماركسيين، عدم التهيب من مراجة النظرية والأهداف، عامتها وخاصتها. ولقد بقيت لدينا أسئلة عديدة ومنذ بداية القرن العشرين إلى الآن دون إجابة. على سبيل المثال، ما هو الموقف من السلف الماركسي، كبليخانوف وتروتسكي وماو وكاسترو وغيفارا وستالين ولينيين. هؤلاء كانوا متعارضين متناحرين متتاهمين أحيانا بالإرتداد، رغم أن أحدا منهم لم يأت أيا من مسببات الخيانة الوطنية العظمى، فلم يتعاون مع محتل ولا غاز ولا تجسس لعو على أمن بلده ،، كما فعل حميد مجيد وزمرته.
المهم، ما هو الموقف من هذا السلف، هل نعتبره صراع أفكار أم صراع شخوص.
نحن الشيوعيين - الكادر اقترحنا على اليسار الأوربي إعتبار كل الإختلافات التي وردت بين السلف الشيوعي ضمن التراث الماركسي، وأن ما طرحوه كان أفكارا ومحاولات لإغناء هذا الفكر وليس لتحريفه أو خيانته. خاصة وغالبا ما يكون المنطق جميل ومتسلسل مترابط حول قضية ما، لكنه لا يصلح أن يكون حلا.
ومن جانب ثالث، فقد بقيت أسئلة هامة من التراث النظري أما معلقة أو وردت حيثيات تحتم إعادة النظر. على سبيل المثال، موضوعة (( دكتاتورية البروليتاريا )) كيف يكون شكلها وما هي أسسها وقد انتشرت الأتمتة وشبكة الإنترنت، ولم تعد البروليتاريا وفي الدول الصناعية ذاتها كتلك البروليتاريا التي بنيت عليها النظرية. وكذلك هناك سؤال عن الوجود الأعظم، وأقصد به وجود الله. فما افترضته النظرية الماركسية حين ألحدت كان مبنيا على معطيات معلومات منتصف القرن التاسع عشر. فماذ بعد معطيات القرن الواحد والعشرين العلمية؟ مثلما لازالت أسئلة نضالية معلقة حتى اليوم كالموقف من البطل الوطني والشهيد البار عبدالكريم قاسم، والموقف من الجبهة والتحالفات.
مختصرا، فإن كان خط الكادر قد برز في رحم القاعدة الحزبية كردة فعل على خيانة العناصر المتنفذة الآن في القيادة، وخصوصا بعد العدوان الثلاثيني على العراق عام 1991، فهناك أيضا ضرورات فكرية ونظرية أدت إلى بروز هذا التيار،،
س: فما هي بإيجاز طروحاتكم عن الأسئلة التي تشغلكم الآن؟!
ج: نحن ألغينا هدف دكتاتورية البروليتاريا من برنامجنا، ليس لخطأ فيها إنما لصعوبة التحقيق. كما آمنا بالوجود الأعظم نعني وجود الله سبحانه، وتخلينا عن الإلحاد كليا، مع بقاء رأينا بالإعتماد على القوانين الوضعية فقط في بناء الدولة. وفي المجال التنظيمي، لا نؤمن برأي مركزي يجب أن يدافع كل الرفاق عنه بعد إقراره. نحن مثلا نبيح لكل منظمة حزبية إتخاذ قرارها الذي يناسب أوضاعها، شرط، وهذا ما يميزنا عن غيرنا، أن لا يتم التسامح مع أي حالة أو فعل يشتمل الخيانة الوطنية العظمى أو يؤدي إلى الخيانة الوطنية. وفي القضية القومية، لا شيء عندنا إسمه فدرلة أو تجزئة لأرض الوطن تحت هذا الشعار أو ذاك. لا فدرالية قومية ولا فدرالية دينية ولا عشائرية. التراب العراقي كل لا يتجزأ، ويجب إعادة جميع الأراضي التي أقتطعت من العراق منذ عام 1945. على أعتبار أنه في هذا العام أقرت وثبتت خرائط الدول في مؤتمرات يالطة وبوتسدام وطهران. أما الكويت فهي أرض عراقية ولا يشملها أي قرار. كما لا نعترف بقرار تقسيم فلسطين مطلقا، وفلسطين بالنسبة لنا أرض محتلة وحسب.
س: ما الذي حدث مع الحزب شيوعي الكردي؟!
ج: هذا سؤال مغزاه أهم من منطقه. فمعناه أن وجود الشيوعي الكردي غير محسوس. وهو كذلك، لأن شق الحزب الشيوعي العراقي كان أساسا لعبة خيانية عظمى من مجموعة حميد مجيد المرتدة، وتمهيدا لفصل كردستان. والحزب الشيوعي الكردي الحميد مجيدي يتعامل مع المحتل، وهو الوجه الآخر لمجموعة حميد مجيد. والحزب الشيوعي العراقي أول من أعلن انفصال كردستان في برنامجه لعام 1993 وأول من شق الحزب، وأول من نادى بضم كركوك لما تدعيه مافيات البرزاني طلباني.
س: وماذا عن حق تقرير المصير الذي رفعته الماركسية؟!
ج: هذا الشعار معلوم منذ القدم، ولم ترفعه الماركسية قبل غيرها، إنما ثبتته كشرع. وتقرير المصير عمليا يقع ضمن باب الحريات. وجوهر الحرية أن تكون كيف شئت شريطة أن لا تؤثر على أحد. أي أن للحرية في الجوهر مشروطيات لا يمكن الفكاك عنها. ومن هنا، فتقرير المصير ليس أمرا سائبا مفتوحا بلا حدود. ولينين نفسه وكل الرعيل الأول من قادة الحركة الشيوعية والإشتراكية، قالوا أن تقرير المصير يجب في النهاية أن يخدم قضية الثورة الإشتراكية. ومن هنا، كان موقف لينين حازما جدا أزاء محاولات أقطار الإمبراطويرة الروسية الإنفضال. وقد أستمرت الحرب في أوزبكستان حتى العام 1928 ولم تنته إلا بحيلة بسيطة وهي أن قائد الجيش الشيوعي اجتمع بقائد القوى لمضادة – الأتامان، وأقر له على كل شيء، من سلطة وجيش ومعدات مثلما أقر له مرتب مجز، لقاء أن يطلب عضوية الحزب الشيوعي السوفييتي. وهكذا تم. مع العلم أن الدولة الوحيدة التي تمكنت من الإنفصال من أملاك الإمبراطورية الروسية التي أسقطتها ثورة أكتوبر هي فنلندا، وكانت مجرد محافظة تابعة إلى بلدية بتروغراد.
س: فأنتم تناقضون موقف الحزب في القضية الكردية؟!
ج: نعم! نحن لا نؤمن بالفدرلة، فليس هناك من إمكانية مطلقا لحياة دولة كردية ستكون محاطة بالإعداء من الجهاة الأربع هي أيران، سوريا، تركيا، العراق. وقد حدثت التجربة ونال من ينادي بالفدرلة إمكانية وتحت حماية الأمريكان في الفترة ما بين 1992 حتى الغزو 2003 فماذا كانت النتيجة؟ دمار وخراب ومارك طاحنةفأنقسمت المحمية إلى إثنين طلبانية وبرزانية ، ثم إلى ثالثة إسلامية لولا أن الغزو جمد التناقضات. ناهيك عن أن قضية من قبيل الفدرالية أو غيرها هي قرار عراقي عام لا يجوز أن ينفرد به أحد. وليس الشعب الكردي بمجمله مع الفدرلة وإنما حفنة من المافيات فقط. لاحظ العمليات الإستشهادية الأخيرة، هذه يقوم بها مواطنون أكراد مخلصون لوطنيتهم العراقية وحسب.
س: لكن أغلب التشكيلات السياسية تقبل بالفدرلة،
ج: غير صحيح. فما تقبل به سوى الإحزاب التي ليس لها قاعدة أو هي أساسا دكاكين مولتها المافيا البرزانية الطلبانية.
س: في هذه الحال ستقفون وحدكم في الساحة!
ج: وليكن! رغم أن هذا محال. فقد برهنت مظاهرات الأسابيع الماضية على أن غالبية الشعب العراقي تساند طرحنا ضد الفدرالية، حتى أن الشعب الكردي ذاته قد برهن في العمليتين الإستشهاديتين اللتين استهدفا مقر حزبي المافيا المناديين بالفدرلة، هتين العمليتين برهنتا على أن المواطن الكردي أشد تطرفا من أخيه العربي تجاه وحدة العراق.
المهم، على الشيوعيين أن يتركوا شخصية الشاب المناضل الداعي إلى الحقوق وحسب، وإنما يجب أن يتصرفوا من الآن فصاعدا كرجال دولة. إن البرجوازية تؤصل فينا روح النضال بالمظاهرات والاعتصامات، بينما هي تخطط للسلطة والحكم. من يريد المظاهرات والنضال عبر التصفيق فليذهب إلى الشوارع وكلها مفتوحة! أما الشيوعيون والإشتراكيون عموما، فمنذ الآن يجب عليهم أن يتصرفوا كرجال دولة وبكل ما للكلمة من معنى. وللدولة مصالح وللأحزاب رؤى، وحين تتعارض مصالح الأحزاب مع مصلحة كيان الدولة، فلكيان الدولة الأولوية.
س: نعود إلى التحالفات! لماذا لا تنضمون إلى التحالف الوطني؟!
ج: لا، ولن! وحقيقة لم يسبق لأحد منا أن تعرف على شخص رئيس التحالف الوطني الأستاذ عبد الجبار الكبيسي. ولم نرتبط بالتحالف ولن نرتبط به يوما. لا لشيء سوى أننا لا نؤمن بالجبهات!
س: لكنكم منضوون تحت مظلة التيار الوطني الديمقراطي الذي أسسه الأستاذ عبدالأمير الركابي؟!
ج: نحن لا نختلف مع التيارات الوطنية. ونحن نحترم الأستاذ عبدالأمير الركابي تجربة وشخصا، وتربطنا به علاقات ودية ومواقف مشتركة، ناهيك عن أنه لا يمثل تنظيما معينا وإنما توجها يمكن أن يتلائم مع هذا التيار اليوم أو مع ذلك غدا. لكن الإشتراك بالرؤى شيء والإنظمام إلى تنظيم شيء آخر.
س: لكنه مثلكم في اجتماع باريس في نهاية عام 2003!
ج: نعم! مثلنا لأننا كنا من المدعوين للإجتماع ولم نتمكن ولظروف مالية بحتة من الإشتراك بالمؤتمر فألقى الأستاذ الركابي كلمة عنا باللغة الفرنسية. والكلمة لم نقرأها حتى اللحظة لكوننا لا نحسن الفرنسية، لكننا على ثقة بأن الأستاذ الركابي تكلم في الخطوط العامة التي لن يختلف عليها الوطنيون. المهم إننا منفردون ونحن الذين نمثل أنفسنا ولا يمثلنا أحد.
س: ما هو موقفكم من القائد الشيوعي السابق الأستاذ باقر إبراهيم؟!
ج: هذا رفيقنا المخلص ومنهلنا في الوطنية. وكم نتمنى أن يتخلى عن عناده ويقودنا تنظيميا. الأستاذ باقر إبراهيم علم وطني بارز وكادر شوعي له تاريخه الناصع. وحتى اللحظة لازلنا على استعداد لأن يقودنا تنظيميا، لكنه يرفض لمجرد أنه لم يعد يؤمن بالتنظيمات. وهذا كل الفرق بيننا وبينه. ما عدى ذلك فمواقفنا واحدة وتشارنا يومي تقريبا.
س: يبرز الآن موضوع المرجعية الدينية ما هو موقفكم منها؟
ج: هذا يعتمد على أية مرجعية يجري الحديث. فالإمام السستني له منا كل تقدير واحترام، حيث له فتوى قبل الغزو كفر فيها المتعاونين مع الغزاة وأخرجهم عن الدين. كما نقدر كل التقدير الإمام الخالص والبغدادي والجزائري، وعلماء السنة وعلماء كردستان. وهو التقدير ذاته الذي نكنه لعلماء الصابئة والمسيح والكلدوآشور والشبك واليزيديين واليهود. وكل هذا على أساس الموقف من القضية الوطنية، فمن تعامل مع الأعداء خرج بنظرنا ليس من الدين وإنما من الوطنية أيضا. وأخيرا ففي هاذ المجال، فنحن علمانيون، ننظر إلى الدين كعلاقة شخصية بين الفرد وخالقه سبحانه. وليس بقوانين الدين وحدها تقوم الدول. وعلى أية حال فالوطنيون السلفيون والمرجعية الوطنية وكل الوطنيين من الجانب اللاهوتي هم حلفاؤنا ويربطنا وإياهم مصير واحد وموقف واحد تجاه الغزو. وكلنا نؤيد المقاومة الوطنية العراقية الباسلة ضد الإحتلال.
س: مع من تقفون على خارطة التيارات السياسية العراقية؟!
ج: نحن مجموعة الكادر مستعدون للتنسيق، وليس التحالف، مع جميع الوطنيين العراقيين. فلنا استقلاليتنا الكاملة. ولن نتحالف مع أية جهة لأمور أهمها:
- أستقلاليتنا التي لا نراهن عليها ولا نتقاسمها مع أحد
- إن الحليف الجيد والأمثل هو السلاح - البندقية والفكر والموقف الوطني.
- قلة عددنا ورغبتنا في أن نكون مسؤولين شخصيا وجماعيا عن المواقف التي نتخذها.
- أن همنا الأساس هو تحرير الوطن من الإحتلال لذا فنحن مع المقاومة المسلحة ونحرض عليها. أما همنا على الصعيد الحزبي فهو إعادة الحزب الشيوعي العراقي إلى موقفه الوطني المشرق ونضاله المعلوم على الساحة السياسية،
- إن حليفنا الوحيد هو المقاومة الوطنية العراقية، ونحن نقف معها وقوفا كاملا أيا كانت مساربها، علمانية أو سلفية أو من الجيش العراقي الباسل العائد الآن إلى الساحة كأقوى ما يكون.
نحن مجموعة الحزب الشيوعي العراقي – الكادر، نؤمن إيمانا كاملا بأننا لسنا صوى صدى لتنظيمات المقاومة الوطنية العراقية. ونحن وكل الهيئات السياسية في العراق الآن ولولا المعادلة التي فرضتها المقاومة الوطنية العراقية البطلة على الساحة والعالم، لما كان لنا وزن وما كان لأي حزب وزن. والإحتلال ولولا قوة المقاومة التي كالت له الضربات الموجعة المباركة، هذا المحتل الشرس، لا ولم يكن بوارد إحترام أي حزب أو تشكيلة خارج مؤسساته. بدليل أن الإحتلال جاء بوزرائه وموظفيه وطاقمه الإداري كاملا وجميعهم أمريكان، بالأصل والجنسية وليس بينهم عراقيا. أما مجلس الإمعات وغلمانهم الوزراء فهي خطة طارئة أفترض بها المحتل مخرجا لما يعانيه جراء ضربات المقاومة.
المهم إن المقاومة الوطنية هي صاحبة القرار وهي الحليف الوحيد لنا ولكل القوى المقاومة للإحتلال. ناهيك عن المسلمة الحالية وهي أن الشعب العراقي هب لقتال المحتلين، ولا يجب إلهائه بالجبهات والتحالفات السياسية. ولا يجب أن يفهم المحتل أن هناك جهة يمكنه التحدث إليها غير المقاومة.
لسنا ضد التحالفات وسنقف منها موقف الصديق، لكننا لا ندخل بها. بل نرى ونؤمن إيمانا كاملا، أن أفضل ظرف للوحدة الوطنية العراقية متوفر الآن وتحديدا في أن نقف جميعا خلف المقاومة الوطنية الباسلة.
س: أليس هذا غريبا؟!
ج: لا! بله الموقف الأصح. ولذلك نكرره، بأننا لا ندخل بتحالفات، ولا نؤمن بجبهة مع غير المقاومة الوطنية العراقية، وهي التي تتفاوض وهي التي تقرر، ونحن صدى لها وحسب.
س: فالمقاومة أغلبها سلفي، أو بعثي،،
ج: ولو! رغم أن هذا، وأنا مسؤول عما أقول، كلام حق يراد به باطل. إن مثلثية المقاومة أمر سفيه، بأبسط دليل وهو العمليتين الإستشهاديتين في كركوك. والشهيدان اللذان نفذاهما فتى وصبية كرديان. كما يشترك الأكراد الفيلية في كتائب الحسين والفاروق المقاومة ويشترك الصابئة والمسحيون والكلدان والآشوريون وكل طوائف العراق وأثنياته مع المقاومة. فإن لا يبدو هذا واضحا للعيان، فهي مسلمات حروب الأنصار بأن يكون العدد المحارب قليلا وأن لا يهتم بإلإنتماء الطائفي أو العرقي أزاء الإنتماء الوطني. المقاومة عراقية، وكفاها فخرا هذا الإنتماء!
س: والإنتخابات؟!
ج: نحن ضدها ليس كمبدأ. لكن كآلية. وأتذكر الآن ما شرحه الأستاذ الحسيني قبل أيام على فضائية عربية، وهو موقف نعتنقه كاملا. مبدأ الإنتخاب جيد، لكن ليس والشعب يخوض الآن حرب أنصار ضد الإحتلال. فلم يحدث في التاريخ أن نودي لإنتخاب والشعب يقاوم الإحتلال عسكريا. كما إن الأنتخاب الذي وضع شروطه سماحة الإمام الجليل السستاني، هذا المبدأ مشروط بموافقة إرادة لا عراقية وهي الأمم المتحدة، التابعة كما نعلم للقرار الأنجلوصهيوني. وبوش لولا أنه على قناعة بأن المقاومة الوطنية العراقية لن توفر له جلده قبل أن يخرج من العراق كليا، لوافق منذ زمن على إجراء الإنتخابات. على الأقل من جهة أنها ستخرج له أمام العالم بمجموعة يتفاوض معها على ما سيقتطعه من نفط وأرض العراق.
لكن بوش يعلم جيدا أن الإنتخابات لن تله المقاومة، لذا لم يقل بها.
هذا ولا تنس ما يعيشه العراق الآن من فوضى عارمة وهرج سياسي واجتماعي، سيسهل جدا من بروز أناس لا يمثلون مصالح الشعب وبالدرجة من الضعف تسهل على المحتل فرض شروطا إحتلالية عليهم تغنيه عن الخسائر اليومية.
على أية حال، الإنتخابات لا تعنينا ولا تعني المقاومة الوطنية العراقية، ولا تعني الشعب العراقي.
س: لكن هذا يلتقي مع طروحات بريمر!
ج: بريمر ليس له طروحات وكل سياساته الآن هي ردات فعل يومية وحسب. كانت له طروحات ولكن قبل أن يتعرف عن قرب على ليوث الرافدين المقاومين. ولكن والحق يقال، نعم! نحن نشترك مع بريمر ولكن في موقف واحد فقط وهو الإحتقار الشديد الذي نكنه لمجلس الإمعات (الحكم) وغلمانهم. فهو يقودهم قود الغنم، ونحن نسميهم (إمعات) بسبب هذا القود.
س: يا ستار منكم ومن طروحاتكم!
ج: لماذا، حاط العباس وياك؟!
س: تتكلمون وكأنكم كتبية من الفيتكونج!
ج: لا لا! نحن صدى لأناس أبطال لا يقلون شرفا ونضالا مشرقا عن ثوار الفيتكونج! نحن صدى أفواج ليوث شنعار المقدسة!
س: تكثر من كلمة شنعار بدل العراق؟
ج: شنعار تعني أرض الإله سين – القمر، يوم كان القمر معبودا كواحد من تجليات الخالق سبحانه. ومن هنا فكلمة شنعار تعني تحديا (أرض الرب).
س: لكن إذا انتصرت المقاومة سترجح كفة السلفيين!
ج: وليكن!
س: أو عودة البعث!
ج: ربما!
س: فما الذي تحصلتم؟!
ج: لا أحد يحسبها بالمغانم؟! من يخوفنا برجوح كفة السلفية بعد إنتصار المقاومة هو أمريكا وجلاوزة أمريكا المرعوبون الآن من دخول السلفية الوطنية على الساحة. السلفية الدينية السنية والشيعية ومن كل الأديان في الوقت الحالي هي العدو الأشد لأمركيا. وليجبني أحد: هل أكثر سلفية وطائفية من مجلس الإمعات؟! هل هناك أشد سلفية من جماعة بدر وتيار الحكيم؟! هل من جهة كانت ستتجرأ وتصدر قانونا كقانون المرأة رقم 137 الذي أصدره مجلس الإمعات الأكثر دعاية وتخويفا لنا بالسلفية؟ هل هناك طائفية أشد من تياري البرزاني طلباني وأكثر شوفينية منهما وعداءً للطوائف الأخرى؟!
السلفية بمعناها البغيض مثلما الطائفية وبمعناها الأشد بغضا، موجودتان الآن بفضل الإحتلال وفي مجلس الإحتلال وفي تشكيلته. وحيث تحارب المقاومة الإحتلال ومؤسساته فهي إذن بالضرورة ضد الطائفية وضد السلفية بمعناهما الذي حاول الأمريكان تأصيله في وعينا. أما ومعيارنا ومعيار السلفيين هو الوطنية. فإن قهرنا الإحتلال وانتصرت المقاومة عند ذلك فهي ديمقراطية يأخذها الأكثر عددا. ولعبة الديمقراطية لا تحابي طرفا دون غيره. وإذا أصبح السلفيون أقوى منا فقد أعدوا لهذه اللحظة وهم إذن يستأهلون. ثم ما المانع أن نبدل نحن سلوكنا من متفرج أو مقيم لما يحدث إلى فاعل في الأحداث مؤثر فيها فنكون أيضا أقوياء عددا وعدة مثلهم؟!
ثم ما هو البديل لقوة الإسلاميين مثلا، هل نطلب منهم أن يضعفوا أو يوقفوا النضال، أم نطلب من المقاومة أن توقف قتالها؟؟؟
س: فلو انسحبت أمريكا،،
ج: أها عدنا إلى الإسطوانة ذاتها!
عزيزي لتنسحب أمريكا، وبعدها فلو تناحرنا فليس عليها الجريرة. ولقد فعلت أمريكا المستحيل لتشعل الحرب التي تخوفنا الآن من إشتعالها لو انسحبت. كم من مرة حاولت إذكاء فتنة طائفية وفشلت؟! ليخرجوا ويبرأوا ضميرهم من الجريرة. وعلى أية حال، فلتوفر أمريكا ويوفر جلاوزتها على أنفسهم الفذلكات. المحتلون خارجون فوق النعش أو تحته. وليتصرفوا ضمن هذه المعادلة! ولندع هذه الطروحات السفيهة التي طبلت لمثلها إسرائيل 20 عاما في لبنان وتبين أنها هراء. لا يوجد ما يفرق بين القوى الوطنية الحقيقية شيء، والعدو واحد وهو أمريكا وإسرائيل، ومن يدور في فلكهم، وهدف إعادة بناء الوطن سيبقى ساريا وسيوجد لدينا نحن الوطنيين الكثير لإنجازه ولن يوجد هناك فراغ للتفكير بالمماحكات، علما بأن أصحاب المماحكات والمفرقون هم جماعة الحل الأمريكي وهم الطائفيون.
س: لماذا لا تنفصلون نهائيا عن الحزب الشيوعي العراقي؟!
ج: لن ننفصل ولسنا بوارد الإنفصال. فهذا حزبنا وليس حزب هذه المجموعة المرتدة. ولدينا مسؤولية أمام آلاف الشهداء ومن تدمرت حياتهم لأجل القضية الوطنية ولأجل قضايا التحرر والسلام العالمي. ولن نتخلى عن هذه المسؤولية. إن الحزب هو حزب فهد وسلام عادل وكل الشهداء وليس حزب هؤلاء الأراذل الذين لم يخرج من كل حياتهم النضالية غير الخيانة والسجود الأغريقي أمام الإمبريالية الأمريكية.
وقد بدأ الناس ينعزلون عن القيادة المرتدة فلم يستطيعوا يوم أسر صدام حسن سوى إخراج مظاهرة بثلاثين شخصا، رغم ما دفعه لهم الأمريكان من أموال، ليظهروا للعالم فرحة الشعب العراقي.
وبالمناسبة فآخر تعليمات القيادة المرتدة إلى قواعد الحزب أن تروج للإعتراف بإسرائيل وتحتفل بيوم سقوط بغداد كعيد وطني!!
هذا من جانب المسؤولية الشخصية والأدبية تجاه التراث الشيوعي. ومن الجانب الآخر، فليس من إمكانية لحياة الإنشقاقات.
س: قرأنا للكادر مقالا على هيئة بيان يذكر أسماء أشخاص في الحزب الشيوعي العراقي قبضوا من أمريكا أموالا. هل من تفصيل أو إعادة توضيح؟
ج: كما ترى لم تعد العمالة بوجهة نظر المرتدين، سبة، وهم علنا يعملون مع المحتل، وجاؤوا معه واحتفلوا على الجبهة أثناء قتال الجيش العراقي للمحتل، وهم كانوا أصلا على قلة عددهم (40 شخصا) مع القوات الغازية. ثانيا هاهم الآن يعملون مع مجلس المحتل، وكل الأخبار الواردة من العراق تتأنف من سلوكهم المشين حيث يعملون وشاة للعدو على الوطنيين العراقيين. وعن الأسماء فقد وردت أسماء السادة، فقد تحدثنا عنها كثيرا ومؤرشفة في العديد من المقالات على الحوار المتمدن وعلى موقع الكادر. ولسنا مصدر الأسماء.
س: ما هو مستقبل الكادر؟!
ج: مستقبل كل قوة سياسية يعتمد على موقفها الوطني. ولسنا نخطط للكثير فلسنا طلاب إمارة أو توزير.
س: هل تتوقع إنسحابا مبكرا للمحتلين!
ج: قرار الإنسحاب يد المحتلين أنفسهم. فالمعادلة من قبل المقاومة الوطنية بسيطة وليس فيها أي تعقيد، وهي تتمثل بجملة واحدة (( إيها المحتلون أنتم خارجون فوق النعش أو تحته، فعجلوا وغادروا حفاظا على أرواح شبابكم المساكين ))!
س: والشعار الذي ترفعون هو،،
ج: مقتطع من آية قرآنية كريمة ((إقتلوهم حيث ثقفتموهم،، ))
س: أين يطلع الراغب على أفكاركم؟!
ج: على موقعنا في الأنترنيت
www.alkader.net
أو على موقع الحوار لمتمدن
www.rezgar.com
ثم يبحث في الأرشيف عن إسمي الكادر الحزبي أو إسم – نوري المرادي