أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر الناصري - فرقة مقامات... حين تخترق الموسيقى جدران العزلة














المزيد.....

فرقة مقامات... حين تخترق الموسيقى جدران العزلة


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2385 - 2008 / 8 / 26 - 09:01
المحور: الادب والفن
    


لست ناقدا موسيقيا وان ما ساكتبه لايعدوا ان يكون سوى مجموعة أنطباعات شخصية حول ما قدمته فرقة (مقامات) بقيادة الفنان انور ابو دراغ في مساء يوم الجمعة المصادف 22 أب الجاري، حيث كانت وبحق مسك ختام فعاليات مهرجان أيام الثقافة العراقية في كوبنهاكن . من الؤكد ان الاستماع الى المقامات العراقية والاغاني التراثية في هذا الزمن لابد وان يحيل المتلقي الى فضاءات وذكريات وهموم سابقة ، في نفس الوقت الذي يدفعه وبقوة لاطلاق حسرة على ماضي هو بكل الاحوال لم يكن جميلا لكنه كان امنا وان الاستماع الى أغنية ما لم يكن قابلا للتأويل او للاسقاط او للتفسيرات الخاطئة...
أبحرنا مع فرقة (مقامات) في مجموعة من الاغنيات والمقطوعات الموسيقية العذبة والجميلة وقادتنا ودفعتنا للعيش عبر ذكريات لاتخلو من الحزن الشفيف او المؤلم حد البكاء ، الى فضاءات بغداد وشوارعها ولياليها الجميلة والى شواطىء دجلة الخير وزاد من شدة هذا الاحساس المؤثرات الصورية التي أعدها وأخرجها طارق هاشم لتكون مرافقا مؤثرا في ذائقة المستمع والمتلقي بحكم الانطباع الذي يتولد لحظة مشاهدة صور لشوارع بغداد القديمة او مقاهيها او حدائقها وأسواقها ، صور للزهاوي والرصافي، داخل حسن وحضيري ابو عزيز، لعفيفة أسكندر وناظم الغزالي او صور لبعض العازفيين من ذلك الزمن ، اذ ان هذه الصور كانت تظهر تباعا في خلفية المسرح لتزيد من حميمية وألفة الحضور وأنشدادهم وتفاعلهم مع الدفق الموسيقي الجميل الذي ينبعث من حناجر والالات أعضاء فرقة مقامات وعازفيها المبدعين.
لقد توافرت لهذه الفرقة عناصر النجاح رغم انها تنشط خارج مكانها الطبيعي وخارج حاضنتها وجمهورها وفضاءاتها ولعل من اهم تلك العناصر مجموعة العازفين البارعين الذين يجيدون العزف على الات شرقية بحرفية عالية وبحس طافح بالنغم الموسيقي وبثقافة موسيقية وأكاديمية متقدمه (علاء مجيد..عازف ناي، كاظم ناصر...عازف عود، قاسم عبد ...عازف سنطور، ستار الساعدي ...عازف طبلة، محمد الربيعي ...عازف رق، انور ابو دراغ ... مغني وعازف لاله الجوزة والعود) ... نقول ان هذه الفرقة تنشط وبنجاح خارج مكانها الطبيعي ولايجمعهم مكان واحد، لانها تتكون من مجموعة من العازفين الذين يعيشون في بلدان مختلفة... هولندا، بلجيكا، السويد وألمانيا...الخ ، لكن ما يربطهم هو حبهم لفن لايريدون له ان يتوارى او ان يكون مجرد ايقونة في متاحف التراث او مجرد مثال في الابحاث والدراسات . لايبحثون عن الربح او الشهرة المرضية ، وان بامكانهم ان يطورو عملهم من خلال تنويع ما يقدمونه ودون الاعتماد على مغني واحد رغم حلاوة صوته وأحساسه العالي .

أن ما يميز عمل فرقة مقامات هو سعيها لانقاذ نوع من الغناء العراقي الجميل تمكنت السلطة السابقة في العراق من تشويهه بشكل بشع ودفعت بالجمهور العراقي الى مواجهته بموجة من التندر والسخرية وحتى الكراهية كونه اصبح ، أي المقام والاغاني التراثية البغدادية القديمة ، مصدرا للازعاج بسبب اصرار السلطة على تقديمه عبر شاشات التلفزيون بشكل متواصل ومستفز وبواسطة مؤدين رافقهم الفشل كونهم اصوات لا تمتلك الموهبة والقدرة على التطريب ولكنها تمتلك القدرة على أزعاج المتلقي و المستمع والقدرة ايضا على تشويه غناء تقدمه دون أحساس . السلطة السابقة ومؤسساتها الاعلامية سعت الى ابراز المقام كأنه فنها او اداتها الفنية التي تعبر عنها مقابل ما كان يقدم من نماذج غنائية سائدة في ذلك الوقت. ان جدارا من العزلة قد فرض مابين فن جميل وبين متلقى تواق للتمتع بنغم موسيقي شفاف وحنجرة طرية وطربية ، وان تواصل نشاطات فرقة مقامات ومساهماتها في الفاعليات العراقية المختلفة في بلدان العالم بامكانه ، وكما تحقق في في مساء يوم الجمعة الماضية 22 آب الجاري، من اختراق جدران العزلة ، فالموسيقى لغة لايستطيع احد نكرانها وليس ثمة لغة اخرى قادرة على ان تكون بمستواها.

بلا شك فان الاغاني والمقطوعات الموسيقية التي قدمتها فرقة مقامات كانت تتويجا جميلا لمهرجان أيام الثقافة العراقية في كوبنهاكن وانها كانت مسك ختام المهرجان .. دون ان نبخس حق الفنان فنار غالي ومحاولته الجميلة والمبدعة في تقديم الاغاني العراقية والعربية باسلوب وتوزيع معاصر خلال الامسية الاولى من المهرجان الذي اعطته الموسيقى روحا حية ومختلفة عن الفعاليات والانشطة الاخرى



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مدينتنا حوزة
- هل العراق دولة إسلامية أم علمانية..؟
- طالباني وباراك و الاشتراكية الدولية
- عن الأسود والحملان في عراق جلال الدين الصغير
- إلى متى الصمت عن مآسي النساء في البصرة؟
- حرائق الطائفية في العراق...الجزء الثاني
- حرائق الطائفية في العراق...الجزء الاول
- المصالحة والتعايش ...أستغاثة الافكار من سطوة الاسلحة
- من يحكم من... النزعات الانسانية أم التعصب القومي؟؟؟؟
- التمدد الانساني في مواجهة الجموح الشوفيني
- المرأة العراقية...موافقة فجواز فمحرم...!!!
- في الذكرى الاولى للاءات كمال سبتي الاربع
- آفاق الانهيار...على شرف الذكرى الرابعة لأحتلال العراق
- شذى حسون... الق وأمنيات
- الى عبد الرزاق سكر ,,,,حين تجاهلوك فقد تجاهلوا كيف يكون الاب ...
- كركوك ....بحثا في الحلول العصية
- حوار التقريب ...حوار الكراهية
- عادل عبد المهدي وقرار الاحتلال الاحمق
- هزائم التيار القومي العروبي ما بين عواء الذيب وردح البكري
- عن الأعدام وصدام حسين وذاكرتي


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر الناصري - فرقة مقامات... حين تخترق الموسيقى جدران العزلة