زاهر بولس
الحوار المتمدن-العدد: 2385 - 2008 / 8 / 26 - 04:25
المحور:
الادب والفن
قالت شهرزاد:
جاء الحمار والغزال والجمل يوماً ليث الغاب عاتبين عليه لصمته، فكيف يصح في عُرف الغاب أن يهدده فأرٌ هزيلٌ بالضرب، ولا يؤدّبه وهو القادر؟!...
فأجابهم موجهاً كلامه لشبلِهِ ولي عهده:"أي بني، إيّاك أن تضرب فأراً او تجعل فأراً يضربك، ففي كلا الحالين أنتَ المُهان.".
وأنشأ يقول:
وكلّ شجاعة في المرءِ تُغني ... ولا مثلَ الشجاعة في الحكيم
وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً ... وآفَتُهُ من الفهم السقيمِ
ولكِن تأخُذ ُ الآذانُ منهُ ... على قَدَرِ القَرائحِ والعُلُومِ
وزأر الورد دون أن يرِدَ، فقفز الغزال خوفاً وسقطت سنمة الجمل الهرِم، أمّا الحمار!!... وما أدراك ما الحمار... فأخذ يدافع عن انجازات فأر الغابة وتاريخه العريق، فرفع السبع غيلهُ وتجاهل الحمار سائراً نحو العرين حيث حُفر على مدخله بأنياب الأسود:"من هنا مرّ المتنبّي" فقال الغضنفر:كفاك فخراّ أبا الطيّب قولك:"لكِ يا منازلُ في القلوب منازلُ..." وأعذر من أنذر.
#زاهر_بولس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟