أحمد الخنبوبي
الحوار المتمدن-العدد: 2385 - 2008 / 8 / 26 - 04:18
المحور:
الادب والفن
لقد غزت السينما الهندية بأفلامها الوفيرة، القاعات السينمائية المغربية ،منذ فترة الحماية إلى اليوم، حيث وجدت هذه الأفلام في الجمهور المغربي ،عاشقا ومحبا كبيرا لها،و التي غالبا ما تتضمن أفلامهما أغان تصويرية. إن الموسيقى الهندية، والأسيوية بصورة عامة، تتميز بزخمها، وتنوعها، وجمالها في الوقت نفسه . وهكذا كان أعضاء مجموعة موسيقية تسمى" تيتار" ،كغيرهم من شباب سبعينيات القرن العشرين، مولعين إلى حد الجنون بالألحان، والموسيقى الهندية، لكنهم في ذات الوقت ،كانوا مرتبطين بجذورهم وبتربيتهم الأمازيغية السوسية.
و"تيتار" ،مجموعة موسيقية أنجبتها أرض أكادير، أواخر سبعينات القرن الماضي،و ما ميز "تيتار" هو تأثرها الشديد بالموسيقى الهندية ،حيث حاولت مزجها بالموسيقى الأمازيغية العصرية ،لتعطي منتوجا في قمة التألق والروعة. وهو ما جعل "تيتار" تكسب شهرة في ظرف قياسي ،كما أن إبداعاتها أسالت لعاب الكثيرين ،لاسيما و أن فترة تألقها ،عرفت تقهقر عدة مجموعات موسيقية كانت قد سبقتها إلى الساحة، كما تميزت "تيتار" ،وعلى عكس جل المجموعات الأخرى المعروفة، بتوظيف آلة "البوزق" الآسيوي ،عوض آلة "البانجو" كآلة وثرية، وكذا اعتمادها على قصائد غنائية، تتضمن كلمات عاطفية وإنسانية على وجه الخصوص، وتنتمي إلى لغة شعرية بسيطة ،لكنها عميقة من حيث الدلالة والمعنى، فتقول مثلا قصيدة "أزطا" :
الدونيت تگا أزطا گين أوسان إيفلان
الحياة عبارة عن نسيج و الأيام كالخيوط
إيفيلي إيغال ويسنيت دان كملن
كل خيط يعتقد أنه أيل للنهاية
يا الله يا الله ئيگوت ما ينان أوال
هيهات لقد تكلم وتحدث الكثيرون
إفلن گيس باب الله أورتن سول إكميل
لكن الكثير منهم وصل منتصف الطريق و قعد
للمجموعة ما يقرب من ثلاث إصدارات، ومن أبرز عناصرها : إبراهيم مبتسم ، حسن أقديم ، بن الشيخ، حتمات(35).
ويظهر أن مجموعة "تيتار"، كانت قد استفادت الكثير من المجموعات التي سبقتها إلى الساحة، خصوصا مجموعة قديمة و منسية الآن ،هي مجموعة "إزماون" .حيث كانت هذه الأخيرة بدورها ،قمة في اللحن ،والغناء ،والكلمات، والعزف .إلا أنها لم تستمر كثيرا كما أن حضورها الإعلامي كان باهتا ،لكنها مجموعة كبيرة تستحق إعادة الاعتبار شأنها شأن" تيتار".
35. معلومات اٍستقيتها من تكريم لمجموعة"تيتار"،منظم من طرف جمعية الخيمة للتنمية الاجتماعية و الثقافية و الرياضية بأكادير ،تحت شعار "الموسيقى تربية و أخلاق"، يوم 5 أبريل 2007.
#أحمد_الخنبوبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟