أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تحسين كرمياني - فن النصر














المزيد.....

فن النصر


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2385 - 2008 / 8 / 26 - 04:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بنيت الحياة على نقائض،أو ما تسمى ثنائيات،كل كفة تمتلك من الوسائل ما تساوي أو تدمر الكفة المجابهة،على إيقاع هذا الميزان المتأرجح ينزف الإنسان أحلامه ويصرف أوراق عمره،وكما هو معروف أن العاقل من يتخذ من الحياة السابقة وعبرها طلاسم تؤمن سيره،ما بال ساستنا لا يكلفون أنفسهم ولو قليلاً من العناء لقراءة التأريخ الحافل بكل وسائل تحقيق المنجزات وعلى كافة الأصعدة،أو ـ بسبب ضيق وقتهم ـ اتخاذ أصحاب إطلاع واسع ولا نقول(خبراء حياة)أو رجال ثقافة كمستشارين،وهذا ليس بعيب طالما الملوك والرؤساء فعلوا من قبل ذلك كي يكونوا أكثر نفوذاً وأقرب إلى الجوانب الغامضة والبقع المهمولة لبلدانهم،وربما إعطاء شعوبهم صوراً ناطقة إنهم(كلّي المعرفة)إن جاز التعبير،أن الذي يجري في راهن وقتنا من ملابسات وخلط ربما بتعمد في أوراق العملية السياسية،قد تكون لها حلول حتمية،وقد لا تكون مكلفة كونها حلول جاءت في أزمان عالجت مشكلات مشابهة،ولنقرأ معاً حكاية امرأة انتبهت منتصف الليل أن هناك من يقف على رأسها وآخر يعالج(دولابها)بحثاً عن شيء ثمين،استخدمت دهاءها وتمكنت من التخلص من السارقين،لم تصرخ طلباً للنجدة،وربما استحضرت في ذهنها،أن الصراخ يجلب لها فيما بعد سوء الظن بها أو تلطيخ سمعتها بين نساء لا يجدن في بلدنا فسحة للحرية والعمل على دفع الحياة نحو الأمام،أبكت طفلها الرضيع بقرصة مقصودة وبينما تهيأ الواقف على رأسها لمعالجة أية مبادرة منها،قالت بصوت واثق:لا تبكِ يا بني دعني أساعد خاليك على السفر..!!،تداعت الرغبة وتحول السارقان إلى أخوين،قال أحدهما:يحرم بيتك علينا يا أخت..!!ولنقرأ ما فعله(الصينيون)حين سئموا من عدوٍ حاصرهم،أرادوا النصر وأبعاد الشرور عن بلادهم كي يتفرغوا لصناعة الحياة،عملوا طائرة ورقية وحلقوها في الهواء يوم هبت الرياح بما اشتهوا،وحين قدروا المسافة بين الفريقين من خلال قياس طول الخيط،حفروا خندقاً وباغتوا أعداءهم من خلفهم وصنعوا نصرهم بجهد أقل وتضحيات تكاد لا تذكر،ودخلوا التأريخ كمكتشفين لأوّل تحليق ورقي،لقد أحتال الملعون بالله(إبليس)من أجل تحقيق(الإغواء)أقذر الأهداف قاطبة للوجود،هو النيل من عدوه بعدما سجدت له الملائكة وكُرِم إلاّ هو(أبى وأستكبر)وصار عرّاب الملعونين،وما بال قائد(إنكليزي)في الشمال الأفريقي أمر بجلب أسير من (الألمان)فتّش ملابسه الداخلية وعرف من خلال قذارة بدنه أن عدوه لهالك وساعة الحسم قد أزفت،عرف أن جنوهم جوعى وعطاشى،وليس لديهم ما يدفعهم للمقاومة،قاد حملته بعد طويل صبر وحقق النصر،ليس من البطولة أن تجابه عدوك السيف بالسيف،لقد انتهى زمان(هل من مبارز)،بتنا في زمن تداخلت فيها الأشياء،وصار العلم سيد الموقف،أنفتقت الأذهان وزادت كمية المكر والخديعة وباتت المصالح الكبرى تتطلب مزيداً من الحكمة والصبر لمعالجتها،كون الحروب كانت في البراري وخارج أسوار المدن والقلاع،أما حروب اليوم لا تستهدف الإنسان مباشرة بل تبغي وسائل بقاءه حياً،كي يكون التدمير أشمل وأسرع بعدما زادت البشرية بشكل مهول،ليس أمام حكوماتنا سوى اللجوء إلى وسائل العقل لمجابهة وسائل الجهل،هل ينبغي إشهار سلاح بوجه طفل حمل سلاحاً محشواً ومهيئاً للشروع،أم القضية تتطلب مهما أستغرق الوقت أن نصل أليه بحكمة قبل أن يرتبك ويضغط على الزناد،لم نحشد الشباب المسلحين في الشوارع ونعطيهم أهدافاً سهلة الصيد،من باب فرض الأمن،أليس من الواجب البدء بسور البلاد المهشم والمسالك غير الشرعية للدخول إلى المدن،لم لا نقوّي السياج كي تبقى حدائقنا منيعة ضد الطارئين والعابثين،وبالتالي نكون قد أوقفنا سيول المجاري القادمة ألينا وتم قطع دابر كل ما هو يؤذي ويفتك بالناس،فالنصر لا يأتي من فراغ ولا البسالة الهوجاء حررت الأمم من نير العبودية،و(كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله)،لقد أنتصر المسلمون في معاركهم وفتوحاتهم بقلة المؤن والجند،استندوا على اليقين والعقل،ألم ينتصر(طارق بن زياد)بمجرد حرق السفن الحربية التي عبر بها البحر،لقد كانت رسالتين لجنده وعدوه،أراد من خلاله،أننا جئنا لنبقى من جهة،ومن جهة أخرى،قطع دابر كل وسيلة للهروب أو التفكير بما تركوه وراءهم،في معركة(الخندق)ألم يتمكن ذلك الفتى(علياً)(رض)من كسر شوكة أعداء الإسلام بقتله(عمر بن ود العامري)الذي كان يساوي ألف فارس في حومة الميدان،أحتكم لعقله وصرعه في تلك الواقعة الشهيرة،بالصبر والعقل والدهاء المدروس،يمكننا أن نصل إلى الحلم المؤرق للبشرية،حلم النصر على الظلام وبسط النور كي يمشي الإنسان مرفوع الرأس وينعم بالخير الصالح،وفي التأريخ مواقف صارت أساسيات لصناعة الحياة،صنعتها عقول أوان الأزمات والمواقف الحرجة،قد نحتاج لشهر بغية عبور نهر،المهم هو أن تأتي ثمرة الكفاح والتضحية،نتيجة حتمية ونهائية كي نحتفل بما جنينا،لا أن تتبعها محاولات جديدة وخطط تتبع سابقاتها تحت مسميات جذّابة غير مقنعة على حساب أرواح وقوت الناس،والله ولي التوفيق..!!



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيت كاميران
- أصطياد فأر....مونودراما
- غريب الدار
- حتى انت يا جمعة
- موت الواقع في رواية (موت الأب) لأحمد خلف
- السيرة الدرامية للمبدع(محي الدين زه نكنه)في كتاب ل(صباح الأن ...
- جمال الغيطاني في(حرّاس البوابة الشرقية)هل دوّن ما رأى أم سرد ...
- بين دمعتي(احمد خلف)و(حسين نعمة)دمعة كاذبة
- القارة الثامنة
- الرجل الذي أطلق النار
- في حوادث متفرقة
- مسرحيات مفخخة//حين يكون المبدع أداة مجابهة// محي الدين زنكن ...
- أينما نذهب ثمة ورطة
- إنهم يبيعون الإهداءات
- أغتيال حلم..أو شاعر آخر يتوارى
- تواضعوا..يرحمكم الله
- سيرة الدكتاتور..من الفردانية..إلى الأفرادية..
- بلاد تائهة..
- سر هذا الضحك
- من سيربح العراق


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تحسين كرمياني - فن النصر