أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - خطر إقصاء -الأقصى- عن -السلام-!














المزيد.....

خطر إقصاء -الأقصى- عن -السلام-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2385 - 2008 / 8 / 26 - 04:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


إنَّها "مُسلَّمة" أن أقول، وأن يقول معي كثيرون من القانطين من السياسة العربية، إنَّ "المسجد الأقصى" ليس بذي أهمية تُذْكَر لدى العرب، دولاً وقِمَمَاً؛ ولعلَّ خير دليل على ذلك هو أنَّ الزعماء العرب لم يجتمعوا، ولو مرَّة واحدة، ليقرِّروا "الأحمر" و"الأخضر" و"البرتقالي" في موقفهم من قضيته، التي يُظْهِرونها، في شعائرهم وطقوسهم السياسية ـ الدينية على أنَّها قُدْس أقداس السياسة الرسمية العربية.

أمَّا في العالم الواقعي والحقيقي للسياسة التي ينتهجون ويمارِسون فقد أتوا إلينا بكل دليل مُقْنِع ومُفْحِم على أنَّ السلام مع إسرائيل ممكن وضروري وحتمي ولو ظلَّ المسجد الأقصى، والحرم القدسي كله، إلى الأبد على ما هما عليه الآن، وكأنَّ بقاء "الأقصى" خاضعاً لاحتلال إسرائيلي أبدي، لا يقف، ويجب ألاَّ يقف، عقبة في طريق السلام (وتطبيع العلاقة بأوجهها كافة) مع "الدولة التلمودية"!

حتى "الشيوخ"، الذين يستسهلون الإفتاء في كل شيء، ويتوفَّرون على إنتاج وتسويق الفتاوى في أمور أهمها من قبيل "الرِجْل التي ينبغي لنا شرعاً أن نَدْخُل فيها الحمَّام"، فضَّلوا أن يغيبوا غياب "البدر" في الليلة الظلماء، فَلَم يكلِّفوا أنفسهم عناء الاجتهاد الديني في أمر "الأقصى"، فيُبَيِّنوا للعامة من المسلمين "حُكْم الشرع" في سلام مع إسرائيل يقوم على بقاء المسجد الأقصى على ما هو عليه.

أحد كبار الزعماء الدينيين اليهود مِمَّن كانت لهم مساهمة كبيرة في عقد اجتماعات ومؤتمرات "التطبيع الديني" مع شيوخ كبار، دعا إلى "حوار ديني جاد"، بدعوى أنَّ لدى "التوارتيين" من الحُجَج (المُقْنِعَة والمُفْحِمَة) ما يسمح لهم بتقليل وزن المسجد الأقصى (وفلسطين كلها) في "الميزان الديني" لدى المسلمين!

إنَّنا لا ندعو الدول العربية، أو بعضها، إلى "تحرير" المسجد الأقصى، فلا يكلِّف الله نفساً إلاَّ وسعها؛ كما أنَّ "الدعوة" هي في حدِّ ذاتها مساهمة في بث ونشر مزيدٍ من الأوهام.

ما ندعو إليه فحسب هو أن "يُجامِل" السلام (العربي) مع إسرائيل ولو قليلاً المشاعِر الدينية الإسلامية والمسيحية لشعوبنا ومجتمعاتنا، فجعل "السلام"، في معاهداته واتفاقياته، مشروطاً، على الأقل، بحلٍّ انتقالي (مؤقَّت) دولي لمشكلة الحرم القدسي والأماكن المسيحية ككنيسة القيامة، يقوم على إنهاء كل مظهر من مظاهر السيادة (والاحتلال) الإسرائيلية، هو ما كان يجب أن يُفكَّر ويُعْمَل فيه عربياً، أي لدى المؤمنين من العرب بالسلام مع إسرائيل خياراً استراتيجياً لهم.

وكان لا بدَّ لذلك من أن يشغل حيِّزاً من نصِّ "مبادرة السلام العربية"، التي كلَّما تقادم عهدها تأكَّد أنَّ حِمْلَها، على ضآلته، ناء وينوء حامله، فالمسجد الأقصى، ولجهة ضرورة انتزاعه من براثن السيادة الإسرائيلية، لَمْ يؤتَ على ذِكْرِه في تلك "المبادرة"!

وربَّما لا يتأخَّر كثيراً مجيء يومٍ تُعامِل فيه الدول العربية، التي أعْجَزَها كثيراً "تحدِّي الأقصى"، المسجد الأقصى على أنَّه "شيء فلسطيني صرف"، يعود إلى "المفاوِض الفلسطيني"، المُثْخَن بجراح "مفاوضات السلام"، والذي يملك من "أسباب الضعف" ما يُفْقِده صفة "المفاوِض"، بتَّ أمره، لِيُعْلِن العرب بعد ذلك (كما أعلنوا من قبل) أنَّ أهل مكة أدرى بشعابها، وأنَّهم على عهدهم باقون، يقبلون ما يقبله الفلسطينيون، ولن يكونوا أبداً فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم؛ فهذا "الخطاب العربي"، الذي يقطر "أُخُوَّةً" من رأسه حتى أخمص قدمه، هو خير مساعدة تُسْدى إلى "المفاوِض الإسرائيلي" في حَلْب وعَصْر "المفاوِض الفلسطيني".

إذا جاز لنا ما لا يجوز، وهو اشتقاق "السياسة" من "الدين"، فلا بأس من أن ندعو إلى استصدار "حُكْمٍ شرعي"، مستوفٍ لشروط جعله مُلْزِماً، في أمر سلامٍ يقوم على بقاء المسجد الأقصى على ما هو عليه الآن.
وعلى المعترضين على هذا "الاشتقاق" أن يتخلوا هُمْ أيضاً عن "تديين" سياسة السلام مع إسرائيل، فخير لنا، ولهذا السلام، أن يظلَّ "سياسياً خالصاً"، بينه وبين "الآيات" و"الأحاديث" برزخ.

وهذا الاعتراض على "المعترضين" إنَّما يستمدُّ أهميته (وضرورته) السياسية من "خوف عظيم"، هو الخوف من اتفاقيات سلام، تُحْفَظ فيها وتُصان، الحقوق الدينية الإسلامية في المسجد الأقصى؛ ولكن في مقابل التفريط في كثيرٍ من "الحقوق الدنيوية"، أي "القومية"، للشعب الفلسطيني، كأنْ يُدْفَن "حق العودة" في "مقبرة إسرائيلية"، وتُضمُّ إلى إسرائيل الأجزاء التي تريد من "القدس الشرقية" والضفة الغربية، في مقابل أن نَشْعُر ونحن نصلِّي في المسجد الأقصى أن القدسية الإسلامية لهذا المكان أصبحت بمنأى عن كل "تدنيس يهودي"!

"خطاب النصر" هذا يجب ألاَّ يقع على أسماعٍ شعبية (فلسطينية وعربية) تشبه أسماع مُلْقييه، الذين سيُفْرِطون في "التزيين الديني" للتفريط في تلك "الحقوق الدنيوية"، قائلين لنا: لقد ضَحَّيْنا بالغالي والنفيس (من تلك الحقوق) في سبيل إنقاذ الأقصى!

كلاَّ، فـ "الحل" لن يكون في هذا "الاشتقاق" أو ذاك.. "الحلُّ" يكون في حلٍّ لمشكلة "الأقصى"، يجعل المشاعر الدينية الإسلامية بمنأى عن "الاستفزاز التلمودي" المستمر لها؛ ولو كان "السلاميون العرب" طُلاَّب سلام حقيقي وفعلي، وأهلاً له، لسعوا أوَّلاً إلى إنهاء هذا "الاستفزاز" عَبْر حلٍّ انتقالي دولي يقوم على "التطهير الدولي" للحرم القدسي وللأماكن الدينية المسيحية من سيادة إسرائيل واحتلالها، ولجعلوا هذا "الإنهاء" شرطاً أوَّلياً للسير والتقدُّم في طريق السلام.

لقد استصغروا، عن اقتناع أو عن اضطِّرار، "الأهمية السياسية" لهذا "الأمر الديني"، فَعَظُم الخطر الذي يتهدَّد السلام، طريقاً وهدفاً!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم اختلف.. فهل اختلفت عيون العرب؟!
- -الإعلام الإلكتروني- يشبهنا أكثر مما نشبهه!
- -العلمائيون- و-السياسة-.. في لبنان!
- -إيراروسيا-.. هل تكون هي -الرَّد-؟!
- ثرثرة فوق جُثَّة السلام! -دولتان- أم -دولة واحدة ثنائية القو ...
- ما معنى جورجيا؟
- مات -آخر مَنْ يموت-!
- الصفعة!
- النفط -الخام-.. سلعة أم ثروة للاستثمار؟!
- -قطار نجاد-.. هل يتوقَّف؟!
- -الموت-.. في تلك الحلقة من برنامج -أوبرا-!
- طهران أفسدت -مناورة- الأسد!
- صُنَّاع الخزي والعار!
- -شاليط الأصفر- و-شاليط الأخضر-!
- ما هو الكون؟
- مؤتمرات تكافِح الفساد بما ينمِّيه!
- الأخطر في أقوال اولمرت لم يكن القدس!
- -قضاءٌ- وظَّف عنده -القضاء والقدر-!
- جريمة في حقِّ -العقل الفلسطيني-!
- تفاؤل رايس!


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - خطر إقصاء -الأقصى- عن -السلام-!