يحيى السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 2384 - 2008 / 8 / 25 - 09:15
المحور:
الادب والفن
كان غـصـنا ً فوق الأرض ...
هو اليومَ جَـذرٌ في رحمها ، ســيَـلدُ بسـتانا ً في الوطن الحـرّ ، يتفيّـأهُ أطفال الغد السعيد ..
سـقط مضرَّجا بحب العراق .. مخـَضـّـبا ً بنور الشهادة .. تحـفُّ به قـلوبُ الشـغيلة ِ ، وسـنابلُ دجلـة ونخـيـل الفرات ..
لن أرثيه ... فالآمرون بالديمقراطية والحرية ، الـناهــون عن الديكتاتورية والإستبداد ،" أقوى " من الطلقات المخاتلة ، و"أعلى " من دخان ضغـينتهم ...
إسـتهدفه الطائفيون لأنه لم يكن طائفيا ..
ولأنه آمن بالشعب والغد والنور ، وكـفـَرَ بالأباطرة والعتمة وبأمس ِالجهالة ، فقد كانت ريح الظلاميين ومسدسات أعـداء الطفولة ، وعاشقو الظلام ، تبحث عن قنديله لإطفائه ..
خطيئته أنَّ يده أنصع من مَـراياهم ... وسـريـرته أطهـرُ مـن صلواتهم ... وأنه يعجـن طحينه بعَـرَق جبينه في زمن الرزق السَّـحْت ِ والنضال المسـتأجر والجهاد المفخخ ...
عرَفـَهُ محرابُ الحرية ِ سـادنا ً ... وخـَبَـرَهُ حـقـلُ المحبة ِ فلاحا نبيلا ً ، يحرث ُ ويزرع ُ من أجل أنْ تمتليء مائدة ُ الفقراء بخبز ٍ
يليق بكرامة الإنسـان ـ فلا عجبَ أنْ يسـتهدفه أعداء الإنسانية وجلادو العصافير ـ أولئك الذين يكرهون رائحة البرتقال ويعشقون دخان الحرائق ..
**
نم يا " كاملا " ً في محبته ... و" شائعا " في هـواه ..
نم يا صديقي مُتدثـِّرا بتـراب الوطن الذي حَمَلـتـَه ُ في " صُـرَّة " قلبك وأنت تـنتـقـل من منفىً إلى آخر .. ورجائي ـ حين تستيقظ في دار الخلود ـ أن تبلغ تحاياي إلى جميع أحفاد عـروة بن الورد وأبي ذر الغفاري وسفيان الثوري .. وقل لهم إنَّ الظلاميين قد ينجحون في اغتيال الأحبة ـ ولكن : هيهات لهم أن ينجحوا في اغتيال المحبة التي كتبتم أبجديتها بدم الشهادة .
أيها المترجِّل عن صهوة الأرض ، ها أنت تغدو قلبا في صدرها ، فأنعمْ بك " منجلا ً " لم يتعب وهو يجتثُّ دغـل الخطيئة ذودا ً عن القمح والعشب والياسمين ... وأكرمْ بك " مطرقة ً" ما وهنت يوما وهي تقرع باب الحرية ..
#يحيى_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟