|
حوار حول الاٍنقلاب العسكري بموريتانيا مع الباحث السياسي أحمد الخنبوبي
أحمد الخنبوبي
الحوار المتمدن-العدد: 2384 - 2008 / 8 / 25 - 02:55
المحور:
مقابلات و حوارات
أجرى الحوار/الصحفي عزيز أبو لطيفة
هل ما جرى في موريتانيا مؤخرا من انقلاب عسكري هو انقلاب على الديمقراطية ام على شخص الرئيس الموريتاني " ولد الشيخ عبد الله " ؟؟؟ حقيقة الانقلاب العسكري الدي حصل مؤخرا بموريتانيا أعتبره انقلابا على الرئيس ولد الشيخ عبد الله و حاشيته،أما الحديث عن انقلاب على الديمقراطية فهو كلام للاستهلاك الإعلامي فقط فالعارف للوضع السياسي الموريتاني يعي جيدا أن الدولة الموريتانية لم تصل بعد إلى مرحلة الديموقراطية الكاملة حتى يحدث انقلاب على الديموقراطية ،كما أنه يجب أن نعرف بأن الحاكم الفعلي حتى في عهد الرئيس المخلوع ولد الشيخ عبد الله كان هو الجيش ،كما تجب الإشارة في هدا الإطار إلى أن المجتمع في موريتانيا لم ينضج بعد حتى يتقبل الديموقراطية التي يجب أن نعلم أنها لا تصنع بين عشية و ضحاها فهي تتطلب وقتا لتتطور في النسيج المجتمعي ،إضافة إلى الإرادة السياسية بطبيعة الحال، و هو ما لم يتحقق بموريتانيا ،حيث رأينا جميعا خروج مئات المواطنين أمام القصر الرئاسي للاحتفال بالانقلاب العسكري ،كما أن الانقلابات العسكرية ليست غريبة على الدولة الموريتانية حيت الدولة التي حققت رقما قياسيا في الانقلابات العسكرية بالمنطقة،خلاصة القول أن السلطة الحقيقية بموريتانيا كانت و لا زالت دائما بيد العسكر. لماذا أقدم قادة الجيش الموريتاني على الانقلاب العسكري والإطاحة بالرئيس الشرعي " ولد الشيخ عبد الله " ؟؟؟
إن ولد الشيخ عبد الله لم يكن ليصل إلى منصب الرئاسة بموريتانيا لولا مباركة الجيش،و كما يقول المثل اٍدا عرف السبب بطل العجب ،هدا رغم الانتخابات الرئاسية التي شهدتها موريتانيا و التي أوصلته إلى سدة الحكم ورغم شهادة المنتظم الدولي بنزاهة هده الانتخابات. فأنا أقول بأنها كانت نزيهة و شفافة فقط من حيث الشكل أما مضمونها و من سيفوز بها فكان بيد جنرالات الجيش .من هنا لما أحس قادة الجيش من أن الرئيس بدأ يتخد بعض القرارات التي تخالف مصالحهم ،كما بدأ يتجاوز الخطوط الحمراء التي رسموها له أصبحوا يحاولون عرقلة سياسات الرئيس مستعملين عدة وسائل ،كالضغط على بعض النواب البرلمانيين من أجل الوصول إلى أزمة سياسية بالبلاد و من تم الإطاحة بالرئيس ،وغيرها من الوسائل الأخرى .ولما فشلت كل تلك الوسائل لم يبقى بيد القادة العسكريين الدين أصبحت مصالحهم السياسية و الاقتصادية مهددة سوى القيام بانقلاب عسكري لم يكلفهم الشيء الكثير حيث تم كل شيء في ظرف ساعات قليلة اٍد تم تطويق مقر الرئاسة و بعض المصالح الحيوية بالعاصمة نواكشوط و انتهى الأمر. هل هناك أطراف خارجية تعبث بالساحة الموريتانية كما حدث في بعض الدول العربية التي افتعلت فيها بعض الأزمات الداخلية وتطورت إلى مواجهات مسلحة ؟؟؟ هدا غير صحيح ،فلا دخل لأطراف أجنبية لما حصل بموريتانيا ،فالوضع الداخلي بالبلاد معقد جدا حيث أن المجتمع الموريتاني يعتمد بالأساس على الانتماء القبلي،كما أن سلطة العسكر موغلة في بنية الدولة الموريتانية ،أما أن يؤدي الانقلاب الأخير إلى أزمة داخلية فهدا مستبعد جدا في نظري حيث أن البلاد حطمت الرقم القياسي في الانقلابات العسكرية بالمنطقة و رغم دلك تمر أجواء الانقلابات التي يمكن أن أسميها ب "الخضراء" دون حدوث توترات أو أزمات داخلية.أما مقارنتك بين بعض الدول العربية و موريتانيا حول إمكانية حدوث مواجهات مسلحة و هنا أعتقد أنك تقصد لبنان أقول مرة أخرى بأن الوضع الموريتاني مختلف تماما عن لبنان ،و أمر حدوث مواجهات مسلحة غير وارد تماما فالسلاح بموريتانيا موجود بيد الجيش و بيد شيوخ القبائل و هؤلاء لن تمس مصالحهم و مكانتهم الاجتماعية حتى يضطروا إلى المواجهة المسلحة و بالتالي فاٍن الوضع الأمني سيبقى مستقرا بموريتانيا رغم حدوث الانقلاب العسكري. من أين يستمد قادة الانقلاب الموريتاني شرعيتهم وخاصة بعد ما شاهدنا كافة الأحزاب المعارضة والبرلمان الموريتاني ينددون بهذا الانقلاب ؟؟؟
يمكن القول بأن قادة الانقلاب العسكري يستمدون شرعيتهم من الأمر الواقع ،فهم يمتلكون القدرة العسكرية و السياسية على ردع أي معارضة قوية يمكن أن تزحزحهم عن مربع السلطة،و بالتالي فما يهمهم كثيرا ليس هو المشهد الداخلي بقدر ما يهمهم الاعتراف الخارجي بشرعيتهم ،و ما هو متوقع الآن على الصعيد الداخلي من أجل أن يثبت الانقلابيون و ضعهم هو التسريع في القيام بانتخابات رئاسية و تشريعية شكلية و صورية ،فسيحاولون أن تبقى السلطة الفعلية بيدهم كما كان الحال دائما .أما بالنسبة للمواطن الموريتاني العادي فهو غير مكترث بهده الصراعات حول السلطة في بلاده فهمه الوحيد هي لقمة العيش و تدبير معيشه اليومي لاسيما و أن موريتانيا تعتبر من أفقر دول العالم ،كما أنها لا تتوفر على موارد اقتصادية كثيرة.
دول غربية استنكرت هذا الانقلاب بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي ، لكن هناك محاولات من قبل الجامعة العربية وبعض مبعوثيها إلى موريتانيا للاعتراف بشرعية هذا الانقلاب وخاصة بعد التطمينات التي اتخذها قادة الانقلاب بالمحافظة على الديمقراطية ، ما تعليقك ؟؟؟ فعلا الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا و الاتحاد الأوروبي و الاتحاد الأفريقي نددت بالانقلاب العسكري بموريتانيا و دعت إلى عودة الأمور السياسية بالبلاد إلى مجراها الدستوري و القانوني ،لكن هنا لابد من الوقوف على مسألة مهمة هي أن قادة الانقلاب أعلنوا على عزمهم التنحي عن السلطة لصالح المدنيين ،و هو ما يمكن و صفه بعودة الأمور إلى مجراها القانوني ،و بالتالي فمسألة الاعتراف بشرعية النظام السياسي الموريتاني الحالي من قبل القوى الكبرى في العالم ما هو إلا مسألة وقت ،كما أنه من المستبعد جدا أن يتم تدخل عسكري لهده القوى في موريتانيا لاعادة الأمور إلى نصابها نظرا لحساسية المنطقة في الحرب على الإرهاب و عدم وجودها على أجندة أولويات الولايات المتحدة الأمريكية .أما بالنسبة لدول الجوار خاصة المغرب و الجزائر فاٍنهما اعترفتا ضمنيا بشرعية قادة الانقلاب علما أن رئيس المخابرات العسكرية المغربية قام بزيارة إلى نوا كشط و التقى بقائد الانقلاب محمد ولد عبد العزيز.أما الجامعة العربية فأعتقد أنه ليس لها دور حاسم في الاعتراف كمنظمة إقليمية لان هياكلها ضعيفة كما أنها ستنحاز في نهاية المطاف إلى الموقف النهائي للمنظمات الدولية كهيئة الأمم المتحدة إضافة إلى القوى الكبرى في العالم. من إنجازات الحكومة الموريتانية المطاحة أنها أعادت العديد من الاتصالات التي قطعت مع عدد من الدول العربية ، فهل سيحافظ قادة الانقلاب على هذه الاتصالات ؟؟؟
سيحاول قادة الانقلاب العسكري بموريتانيا الحفاظ على جميع الاتصالات مع دول العالم لأنهم في أمس الحاجة إلى كسب شرعية دولية ،من هنا أتوقع الحفاظ على العلاقات الدولية التي ورثوها كما أنهم سيعملون على كسب علاقات و اتصالات جديدة مع دول العالم و مع دول عربية ،كما أن قادة الانقلاب سيحافظون على العلاقات الدبلوماسية و الاقتصادية مع إسرائيل و التي ورثوها كدلك مند عهد الرئيس المخلوع معاوية ولد سيدي أحمد الطايع.
موريتانيا بلد فقير ويعتمد على المساعدات الخارجية فإلى أي مدى سيؤثر هذا الانقلاب وعدم وجود استقرار سياسي في البلد على الوضع الاقتصادي لموريتانيا ؟؟؟
بطبيعة الحال فالوضع الاقتصادي بموريتانيا سيتأثر سلبا جراء الانقلاب العسكري ،علما أن الوضع الاقتصادي يعاني أصلا من أزمة بسبب قلة الموارد الاقتصادية و ارتفاع معدلات التضخم و البطالة،و ستشهد البلاد هروبا لرؤوس الأموال الأجنبية التي حطت بالبلاد بعد الاستقرار السياسي النسبي في عهد الرئيس ولد سيدي عبد الله ،من هنا فالدولة الموريتانية في حاجة إلى وقت طويل لتلتئم الجروح و ينتعش الوضع الاقتصادي من جديد .كما أن العقود التجارية التي أبرمتها موريتانيا مع شركات أجنبية للتنقيب على البترول ستتأثر بدورها جراء الانقلاب العسكري.
#أحمد_الخنبوبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر،تاريخ وفن-مجموع
...
-
كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر، تاريخ وفن- مجم
...
-
كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر، تاريخ وفن - مج
...
-
كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر، تاريخ وفن-مجمو
...
-
كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر،تاريخ وفن-مجموع
...
-
كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر،تاريخ وفن-مجموع
...
-
كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر،تاريخ وفن-مفتتح
...
-
كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر،تاريخ وفن- تقدي
...
-
حوارصحفي حول المهرجانات و أبعادها السياسية بالمغرب مع الباحث
...
-
قراءة الأستاد علي الزهيم الجلوي الباحث في الأدب الأمازيغي في
...
-
حوار حول كتاب -المجموعة الغنائية العصرية السوسية..فكر،تاريخ
...
-
حوار حول العمل الجمعوي الأمازيغي بالمغرب مع الباحث السياسي أ
...
-
ورقة للنقاش مقدمة للمؤتمر الوطني التاسع لجمعية تماينوت
-
حوار صحفي حول كتاب -المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر،
...
-
ورقة للنقاش مقدمة للمؤتمر الوطني الثامن لجمعية تاماينوت
-
قراءة حسن معتصم في كتاب-المجموعات الغنائية العصرية السوسية..
...
-
الأمازيغية.. والحركة الحقوقية بالمغرب
-
الأمازيغية.. و التطورالتاريخي للدستور المغربي
-
دسترة الأمازيغية بالمغرب..لغة وطنية أم لغة رسمية
-
الهوية المغربية ..في منظور الحركة الأمازيغية
المزيد.....
-
شركتا هوندا ونيسان تجريان محادثات اندماج.. ماذا نعلم للآن؟
-
تطورات هوية السجين الذي شهد فريق CNN إطلاق سراحه بسوريا.. مر
...
-
-إسرائيل تريد إقامة مستوطنات في مصر-.. الإعلام العبري يهاجم
...
-
كيف ستتغير الهجرة حول العالم في 2025؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي في عملية إطلاق ن
...
-
قاض أمريكي يرفض طلب ترامب إلغاء إدانته بتهمة الرشوة.. -ليس ك
...
-
الحرب بيومها الـ439: اشتعال النار في مستشفى كمال عدوان وسمو
...
-
زيلينسكي يشتكي من ضعف المساعدات الغربية وتأثيرها على نفسية ج
...
-
زاخاروفا: هناك أدلة على استخدام أوكرانيا ذخائر الفسفور الأبي
...
-
علييف: بوريل كان يمكن أن يكون وزير خارجية جيد في عهد الديكتا
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|