أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم حسن مرزة - ديالى تستباح لانها ديالى















المزيد.....

ديالى تستباح لانها ديالى


كريم حسن مرزة

الحوار المتمدن-العدد: 2383 - 2008 / 8 / 24 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يعرف العراقيون الشـــرفاء الاصلاء ميزات اهاليــهم في كل محافظة, فما بين وفاء الاكراد وطيبة الـــجنوب وجدية الغربية يعرف العراقــيون اخـلاص اهالي ديالى وحبــهم لأرضهم ومواطنيهم وغيرتهم التي حولتهم عبر تاريخ العراق الى ترنيمة جميلة يرددها العراقيون (ثلثين الطك لاهل ديالى) فهذه تعني ان اهالي ديالى في اوقات الــــمحن هم اول من يضحي من اجل المصلحة العليا. وهكذا وما ان بدا نور فجر العقل والرشد والحــكمة ياخذ دوره بعد محاولات يائسة وخبيثة من قوى مختلفة جمعتها مصلحة واحدة هي الطمع في تفتيت العراق ومنه ديالى ام الخير, وما ان اجتمعت قوى الخير على كلمة حق يتعافى بها الوطـن ويفرح بها ابناءه . وما ان بدأت الاف الـــعوائل تعود الى مــنازلها والى جيرانها واحبـاءها, وما ان بدأ العـــــقلاء بتضميد جراح يعرفون تماما من كان يدعم مرتكبي جرائمها , وفي ظل عملية انتظرها اهالي ديالى لتــكون عونا للـشرفاء للخلاص من العــصابات المــجرمة التي عاثت باهالي المحافظة فسادا وجورا.
حتى تاتي الصاعقة التي سقطت كقطعة من جهنم على رؤوس اهالي المحافظة , نعم ان احــداث ديالى لن تــمر مرور الــكرام ولعلها اجهــضت كثير من الاحــلام التي راودت المواطن البــسيط من انه قريب من دولة القانون وقد غادر بركــة الغباء والهم والاحــزان.
احداث ديالى لن تنتظر جوابا من احد . انها تـجيب عن نفسها لتــختصر ما يحدث في العراق . فمن يريد ان يجيب فلن يقنع حتى اصغر طفل في العراق بأن هنــاك اقل ما يمكن من اسس دولة وسيادة وقانون ومستقبل اذا ما استمرت الاوضاع بشكلها الحالي . ماذا يريد ان يجيب كل المسؤولين؟.
اذا ادعى رئيس الوزراء بأن القوة عائدة له فهـــذه كارثة ما بعدها كارثة .لان السؤال الكبير المـــباشر سيكون وماذا عن قوات حفــظ القانون والعملية الدائرة في ديالى و المسماة ببشــائر الخير؟ هل لن تــعمل بامره وبدون علــمه ؟ اذا كانت بأمرته لـماذا لم تكــــلف بالواجب او على الاقل يتم اعلامها بـالامر ؟! ولماذا يتم الاصطدام معـها ؟ الاعــتداء وقـع على مجلـس المحـافظة واهـين المجلس واعـتقل مــسؤول اللـجنة الامنية الدكتور حسين الزبيدي وقد صرح السيد رئيس مجلس المحافظة الاستاذ ابراهيم الباجلان بان القوة التي داهمتهم كانت تعاملهم (كانهم خارجين عن القانون وكانهم لم يمثلوا ابناء المحافظة ) تم الاعتداء على محافــظة ديالى وقـتل سكرتير المحـافظ ( السيد عباس التميمي رحمه الله ) وهذا الشاب الملئ بالحيوية والحب والشباب كان فعلا خسارة لمن يعرفه عن قرب وتم الاعتداء على نائب المحافظ المهندس عوف رحومي وعلى الصرح العلمي الوحيد في ديالى وهي جامـعة ديالى ليعتقل رمز الجامعة العميد نزار الخزرجي ولا نعلم اية قوة يحتفظ بها هذا الرجل لتعجز عن اعتقاله قوات الاحتلال في ديالى او قوات وزارتي الدفاع والداخلية العراقية المتواجدة حاليا لتنفيذ عملية فرض القانون في المحافظة! ولتكلف قوة من العاصمة للقيام بهذا الامر.
هل كان الامر من احد الاحزاب السـياسـية المـتنفذة في المحافظة ولو كان كذلك لــحاول احد الاطراف السكوت او تـهوين الامر لكن المحافـظ ونائب المحافظ ورئيس المجلس وكل منهم يمثل تيارا مختلفا,الجميع اعلن عن احتجاجه واندهاشه الكبير و تعليق عضويته وهذا معــناه ( وكما يعرف العراقيون بالفطرة) ان احزابهم لادخل لها بالامر فلو كان العكس لبادر احدهم على الاقــل للتمويه او التستر ,

لكن الامر وبوضوح حدث من قبل مجموعة لاتمت لمشترك في العملية السياسية له حس وطني بصــلة وهي عملية تهدف مئة بالمئة الى القضاء على بوادر المصالحة وعلى استتباب الامن . وهي بالتاكيد ليست في مصلحة رئيس الوزراء ففي الوقت الذي حقق به قفزة نوعية بأتجاه استقرار الوضع الامني ولو بشكل درامي احيانا تاتي هذه العملية لتنسف مابناه المالكي ومن
تأريخ استلامه المـسؤولية , اذاً هي عملية حالها حال تــطويق وزارة التعليم العالي واخــتطاف
كوادرها وحال عملية الســنك وغيرها فهل عدنا الى البداية. ومن هي هذه القوة ياترى؟
سابقاًً كانت اصابع الاتهام تتجه الى التيار الصدري ولجيش المهدي ولكن هذه التهمة
لا يمكن ان تنطلى اليوم بعد كل الذي حصل اذن من له مصلحة في ذلك ؟
وكيف تمر هذه الارتال عبر السيطرات من بغداد والى ديالى وهناك عملية كبيرة يتم فيها البحث عن الارهابيين والمارقين فــرداً فـردا وفي الحقول والبــساتين وتــتم مداهمــتهم بطائرات عمودية وقوات مزودة بأحدث الوسائل اللوجــستية . وفعلا تم القـبض على عدد من المطلوبين بهذه الطريقة.اذن هل مرت هذه القوات بدون علم الاجهزة الامنية العراقية
واذا كان كذلك فأما ان تكون من مصلحة القوى الامنية وهو ما اوضحنا بانه ليست كذلك او مفروضة على هذه الاجــــهزة ,بحيث لديها تخويل بالمرور دون ان يستطيع احد ايقافها لانها مدعومة من جهة اعلى من الجهات الامنية الحكومية! . ترى من هذه الجهة التي لها صلاحيات اعلى من صلاحيــــات الحكومة والقانون والدستور لاشـك ان الاجابة سـهلة جدا لان الـسؤال يطرح في شــأن عراقي ولكن هل تنبه الذين ابدوا قدرا معقولا من مراعاة مصلحة المواطن والوطن للاثار التي ستتركها هذه العملية؟!
ولماذا يتم اختيار ديالى والتعامل بهذه الطريقة ؟ ايضا الجواب اسهل لانها ديالى !
الابيه بأهلها الغنية بتنوعهم الديني والقومي والذين يشكلون به لوحة الهية للـحب والوفاء والطيبه والتفاهم والرقي الفكري الذي يميز بين ما يحط من قيمة الانسان وفكرة وبين ما يرفعه الى مستوى الانبياء , انها ديالى واهلها المصممون على ان تنبع حلول ازمات العراق من محافظتهم ومصممون ان يكونوا المثال لأرادة الشعوب المتنورة , مستمدين قوتهم من حبهم لبعضهم ولأرضهم , ومصصمون ان يضربوا مثلا سامياً في وقت تهاوت فيه المثل! ولكونهم اقتربوا من تحقيق هذا المثل الرائع الذي سيمتد تاثيره على كافة ابناء العراق وبكل تنوعهم الثري ليوفظ من غفا ضميره وتخدرت احاسيسه تحت وطاة الهجمة الجهنمية لارادات اعداء هذا البلد جاءت هذه العملية لتعكير المياه ثانية ولتضيع الحقيقة التي لا شك ان العراقيين دفعوا دماءا زكية بسببها.
ومن توهم في اهانة اهل ديالى فقد ارتكب حماقة كبيرة ففي هذه المحافظة من الخير والعزة والتبصر والتعقل والفكر الحر ما يشكل شلالا من النور الذي تسطع انواره حتى داخل اكثر النفوس عتمة, وهاهم يتحدون متجاوزين احزابهم وتياراتهم وكتلهم وقومياتهم ومذاهبهم ليكونوا يدأً واحدة وقلباً واحداً تطالب بالقصاص الاكيد من الايدي المجرمة التي تحاول ان تقضي على وعي ينهض كالبركان , ليصرخ مدويا من هنا انطلق الحرف الاول للبشرية ومن ياتي الينا مرتديا عباءة الجهل والغباء و خالعا كرامته الانسانية سنغسله بنور حبنا وسنعلمه كيف يعيد الاحترام لذاته قبل كل شئ.



#كريم_حسن_مرزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاء سلطان واسحق ليبرمان ونصير شمة!
- صاحب الغزال قادم
- التخلي عن التيار الصدري تخلي عن وحدة العراق
- الفرصة الذهبية لجبهة التوافق العراقية للانتقام
- الامتحان العملي لإرادة الشعب العراقي وقواه السياسية
- الربط الكهربائي بين العراق واميركا
- بوش يفشل وينجح البغل
- السيد يحي السماوي ..............والانتحار السيادي
- اياد علاوي وفرصة العرقيين الاخيرة في التوحد


المزيد.....




- إسرائيل.. إعلان وزارة الدفاع عن إنشاء مستشفى ميداني للأطفال ...
- استطلاع: 80% من الأمريكيين متشائمون عقب محاولة اغتيال ترامب ...
- شاهد: بوتين يقود -لادا أورا- الجديدة ويفتتح بها الطريق السري ...
- ألمانيا تعلن مبادرة لتعليم مليوني طفل بمنطقة الساحل الأفريقي ...
- تقرير يتحدث عن مؤامرة إيرانية لاغتيال ترامب وطهران تنفي
- البنتاغون: نعتزم تسريع تطوير واختبار الصواريخ فرط الصوتية
- تدمير تسع مسيرات أوكرانية فوق مقاطعة كورسك الروسية
- -نيوزويك-: أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية تشل فعالية الأسلح ...
- انقلاب حافلة عند دخولها نفقا بالقرب من برشلونة
- صيادون يرصدون تحليق صواريخ روسية فوق بحر قزوين


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم حسن مرزة - ديالى تستباح لانها ديالى