كنتُ أحلمْ... بمواعيد جديدَة
للحبيبَة
وأمي ، ترتدي عباءةً بيضاءْ .
كنتُ أحلمْ... بغناءٍ عراقي
لايمسُهُ الحزنُ
والجريدةُ الرسميَة ، تنشرُ قصيدتي .
كنتُ أحلمْ... بصناديق الأنتخاب
تتجولُ في قرى العراق
والمشافي ليس قربها مراكز الشرطة.
كنتُ أحلمْ... بشرطيٍّ
يأخذُ التحيَّة قبلَ أن يسألني
والتلاميذُ صباحاً
لايغنوا أناشيدَ الحزب الحاكم .
كنتُ أحلمْ ... أن يشترى بنفط بلادي
لصبايا بلادي
أزياء باريس وعطورها ومرايا
وللصغار أوراقاً وألواناً
لرسومهم على الجدران
ولعباً وأراجيح .
كنتُ أحلمْ... أن أتجول
وليس هناك سيطرةً للتفتيش.
كنتُ أحلمْ... أن يطرق الوزير ابوابَ الناسْ
مستفسراً عن شكوى.
كنتُ أحلمْ... أن يكون طعامنا
رز عنبر أرضنا
وحمورابي في وزارة العدل
يحملُ مسلتهِ.
كنتُ أحلمْ... لكن
عن أفياء وطني أرحل
ومن دون قبلة لرأس أمي
لم أحلم... !
دمشق 1986