زياد أبوالهيجاء
الحوار المتمدن-العدد: 2381 - 2008 / 8 / 22 - 09:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كنت عقدت العزم على متابعة حلقة الاتجاه المعاكس , متأملا أن تفضي الى بعض الأسئلة , ان لم تفض الى أجوبة , ومتمنيا انتصارا عربيا فضائيا , يثأر لجراحنا القديمة والجديدة, التي أدمت تاريخنا وجغرافيتنا, بفعل السياسة البريطانية , ولكن بريطانيا , سجلت نقاطا رائعة في ملعبنا , منذ بداية الحلقة , ذلك أن من اختار حارس مرمانا المتعب , جاء برجل هادر , هائج , مجعجع , لايلتزم بأداب الحديث ولا بمقتضيات الحوار , ولايحمل في جعبته , سوى فيض من الشعارات والشتائم, فقدم نموذجا للتلوث السمعي أو الصوتي , وهو هدف مشروع لحماة البيئة والعاملين للحد من تلوثها , ولايختلف التلوث السمعي كثيرا , عن دخان المصانع , وأكوام القمامة , فهو خادش لطبلة الأذن , حارق للأعصاب .
أعترف أنني أنتقد حلقة لم أنجح في متابعتها كاملة , فقد كان الألماني من أصل تونسي , والذي أحضره من أحضره ليذود عن حمى العرب ويحرر فلسطين , منفرا لدرجة غير مسبوقة , وأحسب أن هذه الحلقة لقيت أضعف نسبة مشاهدة كاملة , من بين جميع حلقات الاتجاه المعاكس.
خصمنا المفترض , كان في غاية الأدب والهدوء, لم يقاطع فارس العروبة المزعوم , ولم يرد على استفزازته التي لاتنم سوى عن الجهل وقلة الأدب , وقد أساء المعارض التونسي المزعو م , الى العرب , ثقافة وحضارة وقضية , وأساء الى لقبه العلمي , دكتور ....ومن حق من تابع جزء من هذه الحلقة أن يشكك فعلا في حمل هذا الرجول للقب محترم , وقد حاول الدبلوماسي البريطاني المهذب , ربما , تذكير حارس مرمانا , بأنه دكتور , لعله يرعوي ويرتد قليلا عن جهله وصراخه ومظاهرته المقززة , فناداه دائما باللقب النبيل , دون جدوى.
هنيئا بريطانيا , بالنجاح الباهر , في عقر الفضاء العربي , وأتمنى من الدكتور فيصل القاسم , أن يصارح الجمهور بمن قرر اختيار البطل العربي غير المعروف , فأسند دورا مشرفا لمن لايستحق , وأسبغ تمثيلا للعرب , على من لايمثل سوى التخلف ومقاطعة الآخر والابتعاد عن منطق النقاش العلمي والحوار المتحضر, فقدم تاريخنا النازف , هدية على طبق ....من جزيرة !
#زياد_أبوالهيجاء (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟