أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضا عبد الرحمن على - أبحاث قرآنية (قضى الله) و (أمر الله) في السياق القرآني ..الجزء الرابع















المزيد.....

أبحاث قرآنية (قضى الله) و (أمر الله) في السياق القرآني ..الجزء الرابع


رضا عبد الرحمن على

الحوار المتمدن-العدد: 2381 - 2008 / 8 / 22 - 09:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رابعا ـ شرح كل السياق القرآني الذي جاء فيه (قـضـى) و (أمـر) بما يخص شئون الانسان من حتميات ومن تطبيقه للتشريعات.

أولا : ما يخص الإنسان من حتميات :

ــ اقتباس ((يتجلى في ليلة القدر ملمحان , هما : نزول القرآن فيها , وهو ملمح انتهى ومضى ، ثم نزول الأقدار للبشر ، وهو ملمح يتكون سنوياً ، عن الملمح الأول يقول تعالى عن نزول القرآن " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ " القدر: 1 , يقول " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ " الدخان : 3 ،وعن الملمح الثاني يقول عن هبوط الملائكة بأقدار البشر ـ " تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ " القدر : " القدر : 4 , ويقول تعالى " فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ . أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ . رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ " الدخان : 4, 5 ,6)) انتهى.
كان هذا اقتباس من بحث للدكتورـ أحمد صبحي منصور .

ــ إذن بالنسبة للحتميات التي تصيب كل إنسان في هذه الدنيا ، تنزل الملائكة ليلة القدر وتحمل معها قضاء الله وقدره وما يصيب الناس من حتميات خلال العام مثل الموت والحياة والرزق والمرض ، يقول تعالى عن ذلك (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ) القدر : 4.

ــ ومن الحتميات التي تصيب الإنسان الموت أو انقضاء الأجل ، يقول تعالى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) الأحزاب ، ومن الحتميات التي تعبر عن انقضاء الأجل أيضا ما حدث لنبي الله سليمان يقول تعالى (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ ....)سبأ :14.
ــ وجاء في السياق القرآني قضى بمعنى الموت وانتهاء الأجل بالنسبة لنفس من الأنفس التي قـُـضيَ أجلها أو انتهى أثناء النوم وهو الموت المصغر ، وبقاء الأخرى على قيد الحياة إلى أن يأت قضاء الله وأمره بانتهاء أجلها يقول تعالى (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)الزمر ، وقد تأتي قضى لتفيد موت إنسان بفعل اختياري قام به إنسان أخر مثلما حدث في قصة موسى عليه السلام عندما وجد رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه يقول تعالى (فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ (15) القصص ، وهنا مات الرجل .


ــ وهناك حتميات قد تصيب قوم أو بلدة بأكملها كما في قصة قوم لوط وما أصابهم بكفرهم فقضى الله أن يهلكهم بظلمهم (وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) الحجر.
ــ وعن بني إسرائيل يقول تعالى (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) الإسراء ، فهذه حتميات قضاها الله جل وعلا مسبقا ثم حدثت في المستقبل.
ــ وقد يأت أمر الله للتعبير عن تنفيذ قضاء الله جل وعلا وإهلاك قوم كذبوا رسلهم كما في قصة هود (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58)هود ، وفي قصة صالح (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66)هود ، وفي قصة لوط (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82)هود ، وفي قصة شعيب (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)هود.

ـ ومن الحتميات التي قدرها الله جل وعلا إغراق من كفر من قوم نوح بعدما ركب نوح ومن معه في السفينة ، وهنا قول الله جل وعلا يوضح أنه لن ينجو من قضاء الله في ذلك اليوم إلا من رحم الله وأعتقد أن من رحمهم الله في ذلك اليوم هم من ركبوا في السفينة مع نوح (قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ) هود : 43.
ــ ومن الحتميات التي قدر الله جل وعلا حدوثها مستقبلا أن أوحى ليوسف عليه السلام أنه سينبئه بما يفعل أخوته (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15)يوسف.

ــ ومن أمثلة الحتميات في قصة موسي وفرعون والسحرة ، حيث آمن السحرة بما جاءهم من البينات من رب العالمين وما حدث أمام أعينهم من إعجاز إلهي فوقفوا في وجه الفرعون وأسلموا لقضاء الله بإيمان عميق ولم يخافوا من قضاء هذا الفرعون يقول تعالى(قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72)طه ، وهناك حتميات يشترك في توضيحها الرسل بإذن الله كما فعل يوسف عليه السلام وقضى أو فسر أو بين رؤى صاحبيه في السجن ، وأراد الله جل وعلا وتحققت هذه الرؤى مستقبلا ، كما فسر رؤية الملك وقد تحققت رؤية الملك أيضا (قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)يوسف ، وكانت رؤية الملك أعظم أثرا على مصير سكان مصر وجيرانها في ذلك الحين ، وما نزل بهم من ابتلاء في رزقهم ، ومن المعروف أن الرزق من الحتميات.

ــ وهناك من الحتميات ما يقدره رب العزة جل وعلا مثلما أراد للمؤمنين النصر يوم الفرقان في بدر حينما التقوا بجيش الكفار وأبا سفيان عند بدر وكانوا أكبر منهم عدداً ، ولكن الله جل وعلا جعل المؤمنون يرونهم أقل عدداً ، وجعل الرسول يراهم في منامه أقل عددا حتى لا يفشلوا ويتنازعوا في الأمر ، وجعل الكفار يرون المؤمنين أقل عددا ليهملوا الاستعداد للقائهم ، ليتحقق قضاء الله بالنصر للمؤمنين يقول تعالى (إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43) وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44)الأنفال .

ثانيا : تطبيق الإنسان للتشريعات:

ــ وأول ما يجب ذكره هنا هو تطبيق خاتم النبيين عليهم جميعا السلام لشرع الله ، وهنا موضع يبين أن الرسول عليه السلام كان يحكم بين الناس بما أنزل الله (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)النساء ، ويقول جل وعلا في موضع آخر يوضح أن الرسول عليه السلام كان يحكم بينهم بوحي الله وشرعه (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ)المائدة 49، وهنا أمر واضح لتطبيق شرع الله للرسول ولنا من بعده ، وأمر أخر موجه لخاتم النبيين من رب العالمين عن الصلاة يقول تعالى(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ)طه : 132.

ــ ومن الأمثلة الواضحة في التشريع القرآني أمر موجه لخاتم النبيين أن لا يتخذ وليا غير الله وأن يكون أول من أسلم يقول تعالى(قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14)الأنعام ، وأمر أخر أن يتبع صراط الله المستقيم كما أمره الله جل وعلا هو ومن اتبعه (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) ، وأمر يوضح أن خاتم النبيين أُمـِرَ أن يعبد الله ، وأن يكون أول المسلمين (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) الزمر ، وهذه التشريعات بالطبع للناس كافة بعد خاتم النبيين ، وإلى قيام الساعة فليسأل كل منا نفسه هل يؤمن بالله وحده جل وعلا مخلصا له الدين ..؟؟ ، أم يشرك به بشرا أو حجرا أو ضريحا أو رئيسا أو يعبد أموالا أو منصبا أو جاهاً دنيوياً زائلاً ..؟؟.

ــ وجاء في القرآن مشتقات الفعل قضى لتبين للناس أن ذكر الله جل وعلا واجب حتى في صلاة الخوف ، بعد آداء الصلاة يمكن أن يذكر الإنسان ربه في سائر الأحوال ، ولكن عندما تحدث الطمأنينة فيجب أداء الصلاة بخشوع كما أمرنا المولى عز وجل يقول تعالى (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (103)النساء ، وعن ذكر الله جل وعلا بعد قضاء المناسك في الحج (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200)البقرة ، أما بالنسبة للصلاة يوم الجمعة فهناك دعوة من المولى عز وجل للبحث عن الرزق والعمل والسعي في الأرض بعد الصلاة ، مع التأكيد أيضا على ذكر الله جل وعلا في أخر الآية (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)الجمعة ، هنا أمر هام جدا يجب الإشارة إليه أن ذكر الله كثيرا سببا حقيقيا للفلاح في الدنيا والآخرة ، وهذا يجعل كل من يعبد بشرا أو حجرا يفكر في مصيره .
ــ وعن عيسى بن مريم عليه السلام يقول جل وعلا (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ (55)مريم.

ــ ومن وصايا لقمان لابنه(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17)لقمان.
ــ وفي آداء مناسك الحج يقول تعالى (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)الحج.
3 ـ وقد تأتي قضى لتعبر عن مرور مدة زمنية محددة في المعاملات بين البشر مثلما جاءت في قصة موسى عليه السلام وما تم من اتفاق بينه وبين صهره (قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)القصص ، ويقول تعالى يبين انتهاء أو انقضاء الأجل في نفس القصة (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ)القصص :29 ، ومثال أخر في قصة زيد بن حارثة وقوله تعالى (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37)الأحزاب.

ــ و هنا قضى تشير إلى أمر يخص شئون الإنسان أو أفعال يقوم بها الإنسان مثلما طلب يعقوب عليه السلام من أولاده في قصة يوسف عليه السلام أن يدخلوا من أبواب متفرقة يقول تعالى (إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68)يوسف ، وفي نفس القصة عندما تآمر إخوة يوسف عليه السلام وجاءوا بدم كذب على قميصه يقول تعالى (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)يوسف ، وفي نفس القصة أيضا نذكر عندما رجعوا لأبيهم بدون الأخ الأصغر ليوسف ، وقد وضُعـِت السقاية في رحله بواسطة يوسف لـيـُبـْقىَ أخيه معه يقول تعالى(قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا (83)يوسف.
ـ وهنا جاءت لتوضح موقف بني إسرائيل من نبي الله موسى ، وكيف سيواجهونه (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110)الأعراف ، وعن نفس الموقف تكرر قول الله جل وعلا في سورة الشعراء مع زيادة كلمة واحدة في سياق الآية يقول تعالى (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35)الشعراء.

ــ وهنا جاء للتعبير عن حوار يدور بين شخصين يشتركان في أمر ما في هذه الدنيا كما حدث في قصة موسى والعبد الصالح يقول تعالى (قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)الكهف ، أو كما حدث في قصة ملكة سبأ حينما طلبت من قومها أن يساعدوها في أخذ القرار بعدما جاءها كتاب نبي الله سليمان يدعوها وقومها إلى الإيمان بالله وحده جل وعلا ، وهنا مبدأ الشورى يظهر جليا بين الحاكم والمحكوم (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32)النمل ، ولاستكمال الحوار بين ملكة سبأ وقومها يقول تعالى (قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33)النمل.

ــ وعن مبدأ الشورى نذكر قول الله جل وعلا (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38)الشورى ، وللتأكيد على مبدأ الشورى في الدولة الإسلامية حتى في حياة الرسول عليه السلام يقول تعالى (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)آل عمران : 159.
ــ وقد يأت أمَــَر للتعبير عن موقف حدث بين شخصين يقول تعالى في قصة يوسف وامرأة العزيز ، وعندما راودته عن نفسه وطلبت منه ما يجعله يعص الله جلا وعلا (وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32)يوسف ، وكما حدث في قصة إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل ولكن مع اختلاف الحدث ، حيث أمره ربه جل وعلا في منامه أن يذبح ابنه ، وكان رد إسماعيل عليه السلام لأبيه نفذ ما أمرك به الله جل وعلا يقول تعالى (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)الصافات ، ومن هذه الأمور أيضا ما حدث في قصة ذبح البقرة مع قوم موسى يقول تعالى (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68)البقرة ، (.)

ــ وهنا الحديث عن الإنسان الكافر الذي لم ينفذ التشريعات التي أمره الله جل وعلا بها يقول تعالى (كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) عبس.

كان هذا توضيحا للسياق القرآني الذي جاء فيه قضى الله وأمر الله بما يخص شئون الإنسان من حتميات مثل الرزق وانقضاء الأجل ، وما يخص تطبيقه للتشريعات ، ويتضح من هذا السياق أن المولى عز وجل هو الذي يحيي ويميت ، وهو الرازق وهو القاهر فوق عبادة هذا من ناحية الحتميات ، أما من ناحية التشريع فالله جل وعلا هو وحده الذي يشرع ويوحي تشريعاته للمرسلين ليكونوا أول المؤمنين بها ، ومن ثم يدعوا الناس لعبادة الله بما أنزل الله ، وما كان لرسول أن يأتي بآية من عنده ، وإنما يتبع ما أنزل إليه من ربه كما قال سبحانه وتعالى لخاتم النبيين في قوله تعالى(إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ{40} وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ{41} وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ{42} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ{43} وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ{44} لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ{45} ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ{46} فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ{47} وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ{48} وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ{49} وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ{50} وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ{51} فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ{52}الحاقة.

هذا التدبر القرآني لا يمثل إلا اجتهادا شخصيا بشريا يقبل الخطأ قبل الصواب ولا أفرضه على أحد.

(ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) صدق الله العظيم






#رضا_عبد_الرحمن_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفيقوا يا عرب قبل فوات الأوان : مرة أخرى -هل حماس وفتح جماعا ...
- عندما يتحول علاج مشكلة إلى جريمة في حق القرآن الكريم
- لا .... لهذا التشبيه الظالم
- أبحاث قرآنية (قضى الله) و (أمر الله) في السياق القرآني ... ا ...
- أرجو حمايتي من شيخ الأزهر
- أبحاث قرآنية (قضى الله) و (أمر الله) في السياق القرآني ... ا ...
- محضر و تحقيق بتوصية من شيخ الأزهر
- أبحاث قرآنية (قضى الله) و (أمر الله ) في السياق القرآني ..ال ...
- الحاجة لرغيف الخبز أكثر من القطار المغناطيسي..؟؟
- من المستفيد من شراء هذا القطار ..؟؟
- يستمر الغلاء إن لم تتحجب النساء..!!
- النقاب والتسول قصة واقعية..!!..3
- كيف يتعامل المسلم المعاصر مع الأحاديث .. الجزء الأخير
- كيف يتعامل المسلم المعاصر مع الأحاديث ... الجزء الأول
- الدعاء بمفهوم القرآن الكريم ..1
- الدعاء بمفهوم القرآن الكريم ..2
- ماذا فعل أهل الجنة في هذه الدنيا ..؟؟
- الطفلة نجود شاهدة عيان ... وليست اخر الضحايا
- حوار بلا فائدة حوار بلا جدوى ...3
- هل التفكير حرام ..؟؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضا عبد الرحمن على - أبحاث قرآنية (قضى الله) و (أمر الله) في السياق القرآني ..الجزء الرابع