|
أحمد الفلاحي
رحاب الهندي
الحوار المتمدن-العدد: 2380 - 2008 / 8 / 21 - 09:44
المحور:
مقابلات و حوارات
العماني أحمد الفلاحي يفتح قلبه في حوار ثقافي
الثقافه في بلادي يلزمها الكثير .. والفجوة ما زالت واسعة بين الطموح والواقع
في البلد نقاط ملتمعة لا يمكن تجاوزها ونكرانها
لا مكان للتشاؤم عندي .. فانا متفائل بالغد - وان كان بعيدا!!!
الفارس والمثقف ووجه التشابه والإختلاف !!!
أخوف ما أخافه الفقر الذي هو مذل الاحرار
كتبت ــ رحاب الهندي
الأستاذ احمد الفلاحي وجه عماني غني عن التعريف له بصمات خاصه تشير الى شخصية مختلفة وليست متخلفه ، اشبه بالناسك المضيء حكمة وتجربة ، متواضع كالأنبياء وهو ليس بنبي ، في حديثه عمق وخبرة حياتية ، وذاكرته محملة بالوجوه والمدارس الأدبية والأمكنة ، يطلق عليه ( شيخ المثقفين ) أو ( الأب الروحي ) / مناظر ومجادل في كل أشكال الثقافة التي قلما نجد شخصا يمتلك هذا الوعي ، انه ( صندوق حكايات) كما قال عنه يحي المنذري ، هو الذي كان يحلم مثل غيره من المثقفين العماننين بانشاء اتحاد أو رابطة للكتاب والأدباء العمانيين منذ أكثر من 20 عاما ، وتحقق هذا الحلم الآن فقط ، كان مدير تحرير مجلة ( الغدير) التي كانت في زهوها ومجدها أنذاك ، و هو رجل ( البطين ) كما قال عنه سماء عيسى ( تجربة الأستاذ الفلاحي حيال وطنه والكتابة والثقافة تتلخص في فهمه لما يربطه بالعالم والبقا ء) .. " الزمن" تستنطق ذاكرته وتحاوره في امور الحياة والثقافة ، نبدأ بالسؤال حول :
* المستشار هل يقدم معلومات أم نصائح ام تخطيط لحل أفضل للمشاكل التي تواجهها الوزارة؟ هل تحب النصحية وهل تتقبلها؟ - المستشار في اللغة العربية هو الذي يقدم المشورة حين تطلب منه ومن هنا قيل (المستشار مؤتمن) بمعنى انه مؤتمن في حفظ سر ما يستشار فيه ومؤتمن في الاخلاص في النصح وتقديم المشورة بأقصى ما يستطيع من الصدق والامانة لا يكتم ما يجب اظهاره وابرازه ولا يتجاوز عن أمور جوهرية ينبغي التركيز عليها وان يجتهد ما وسعه في تقييم الأمر المستشار فيه من جميع جوانبه ودراسة تفاصيله ودقائقه وتوقعات نتائجه وابراز ايجابياته وملاحظة مخاطرة والموازنة بين الخيارات المتاحة فيه وترجيح ما يمكن ترجيحه منها وتوضيح النقاط السلبية والايجابية التي ستترتب عليه ليتخذ طالب المشورة وقراره وهو على بصيرة وبينه . وهو بالتأكيد يبني مشورته عندما يقدمها على المعلومات الدقيقة المتكاملة لموضوع المشورة ويشارك في التخطيط لحل اشكالات ذلك الموضوع وتقديم ما يتصوره بانه افضل الحلول مسديا النصح بشفافية وفق ما يتراءى له من ممكنات حيال الأمر المطلوب مشورته فيه. والمستشار غير المشير كما لعلكم تعلمون فالثاني هو من يبادر من تلقاء نفسه لعرض مشورته لمن يرى تقدديمها إليه خلافا للأول الذي يأتي بمشورته عندما تطلب منه اما ان كنت أحب النصحية واتقبلها ؟ فنعم أحب ذلك جدا وأشكر الناصح لي وأتقبل نصيحة و( رحم الله من أهدى إلي عيبي) وبصرني بما يظن انه الصواب أو الخطأ من وجهة نظر وليس بالضرورة أن يكون كذلك فقد لا تكون رؤيته دقيقة او محيطة بكل الجوانب ولكنها لاشك تضيء بعض الجوانب ان لم تكن كلها ولذلك انا أرحب بالنصحية وأثمنها ممن أتت من الصديق والقريب والزميل في المقام الاول بل ومن كل أحد أشعر بصدق نصحه ولا اضيق بذلك أبدا وأسعد به وأتقبله بمحبة وأمتنان وأقدم خالص شكري لكل ناصح أمين أرشدني ووجهني وابدى لي الملاحظات النافعة المفيدة.
* قيد الانتظار * الرمح/ هو المثقف/ الرماح في السلطنة كثيرة لكنها برأيك هل سددت في المكان الصحيح؟ الرماح كثيرة في السلطنة وفي غير السلطنة والرمح هو المثقف كما جاء في السؤال وهو يقوم بدوره وفقا لما تسمح به الظروف وليس كل المثقفين سواء فمنهم المتطرف والمتوسط والمهادن وليس كل الدول سواء فمنها من يحتمل للمثقف ومنها يضيق به ومنها من يحاربه ويطارده وأحسبنا في السلطنة أفضل من كثير غيرنا حيث لم يقهر مثقف او يضطهد حتى وان تجرا وكتب ما يزعج او ما لا يرضي وأعرف أحد كتابنا وقد كتب كتابا فيه كثير من التحدي والكشف عما لا يراد الكشف عنه ولم يتعرض لأي أذى بل لم تمنعه جرأته في كتابه من نيل جائزة من جوائز الدولة المهمة حين قررت لجنة التحكيم المتخصصة انه مستحق لها . وفي البلد نقاط ملمعة لا يمكن تجاوزها ونكرانها فيما يخص الثقافة والمثقف كاحتضان جمعية الفنون التشكيلية والسيمفونية العمانية وإنشاء دار الاوبرا ومتحف مسقط برعاية مباشرة من السلطان نفسه أما قصة وضع المثقف في المكان المناسب كما يشير السؤال فأنا أظن ان هذه قضية اشكالية في كل بلد من بلدان وطننا العربي ومع ذلك نجد في عُــمان سيف الرحبي يرأس مجلة "نزوى" ونجد هلال العامري مديرا عاما للثقافة ونجد فلان مسؤول عن الملحق الثقافي في جريدة كذا وفلان يشرف على المؤسسة الفلانية المعنية بالثقافة أولها بها صلة ما. اقول هذا وأنا أعلم انه ليس كل شيء على أتم ما ينبغي وان هناك أمور عديدة ومهمة ما زالت قيد الانتظار وان المثقفين لم تتحقق كل تطلعاتهم وان الفجوة ما زالت واسعة بين الطموح والواقع وان الثقافة ما زالت تنتظر الكثير ويكفي ان نقول ان المجلة الثقافية الأدبية الشهرية التي وعدت بها الدولة منذ المرحوم عبدالله الطاائي أول وزير للاعلام سنة 1970م ومرورا بكل المسؤولين الذين جاءوا بعده على مدى ما يزيد عن سبع وثلاثين سنة لم تنفذ بعد حتى هذه اللحظة والمجمع الثقافي الذي أمر به السلطان في عام 1985م وأكد الامر مجددا بضرورة تنفيذه عام 1996م لم يرى النور حتى الآن وكذلك المكتبة الوطنية وقد أمر السلطان بانجازها في عام 1996م ولا ندري ماذا حصل بشأنها بعد 12 عاما من ذلك الأمر وكذلك جائزة عُــمان الثقافية وأشياء كثيرة اخر تهم المثقف والكاتب عامة وذاتية هذا ما لدي عن الرماح وتسديدها وأشياء نحن سعداء بها وتريحنا واشياء نتوق لها وما زلنا ننتظرها ونظن انه ليس بالكثير على وطننا وإنساننا ان يحققها وقد حقق وأنجز ما كان يعتبر من ضروب الاحلام والخيالات ونسأل الله ان يقينا تسديدات الرماح وان يجنب وطننا طعناتها وآلامها.
* فضاءات أخرى
• إذا لم يكن الفارس الذي يسدد الرمح في مكانه الصحيح فهو ليس بفارس والمثقف اذا لم يكن في المكان الصحيح خسرت الدولة الكثير. ذلك صحيح الى حد كبير فالفارس وهو يسدد رمحه لابد ان يختار موضعه الملائم ليستطيع تأدية دوره والاستفادة من رمحه كما يجب اما المثقف فهو في الغالب الذي يختار لنفسه ما يراه مريحا له ومفيدا لتجربته والدولة لاشك عليها مسؤولية كبيرة ويعول عليها في مساندته وتهيئة الظروف له بحسبانه أحد كنوز الوطن ولكن المسؤولية لا تقع على الدولة وحدها وانما يتحمل المثقف جزء منها وكذلك المجتمع والمثقف على أية حال وضعيته المناسبة دوما هي حريته وفضاءه الممتد بقيود وكما تعرفون فان الكثير من المثقفين هجروا أوطانهم ليس بالضرورة بسبب القهر والدكتاتوريات وانما وجدوا فضاءاءتهم في بلدان اخرى فاستقروا بها ليبدعوا ويكتبوا حيث نجد عدد من مثقفي فرنسا واسبانيا وامريكا من استقر في المغرب او مصر أو اليمن أو بلدان اخرى من العالم الثالث من آسيا وافريقيا
* متفائل لأبعد الحدود
* بين التشاؤم والتفاؤل وتعذيب الذات نقاط مشتركة ونقاط متباعدة عدة برأيك ما هو المختلف وما المشترك؟ أنا متفائل بطبعي الى آخر الحدود مهما أشتدت الامور وضاقت الاحوال ومهما بدا ان الطرق مسدودة وان المخارج مغلقة ولديى إيمان ان من صعوبات المحن تنبثق الانفراجات ومن ظلمات الليل ينبلج الفجر ومن كثافة العتمة يلتمع النور والحكيم العربي قال منذ عشرات القرون (أشدي أزمة تنفرجي) وانا مع هذا القول مطلقا. نعم قد يمتد الزمن وقد تمضي سنوات طويلة يراها الناس دهرا ثقيلا ويفقد بعضهم او كثير منهم الامل ويصابوا بالياس ولكن انقشاع الغمة لابد ان يأتي ولا مجال عندي بالمرة للتشاؤم ولا لتعذيب الذات وأشعر دوما ان قلبي عامر بالثقة مليء بالثبات ولا علم لدي بما هو المشترك وما هو المتباعد بين التشاؤم والتفاؤل فانا لا مكان للتشاؤم عندي وان تعاظمت الخطوب وأعلم علم اليقين ان الإنسان على مدى أجياله المتعاقبة وحقبة الزمنية التي لا يدرك احد متى بدأت مر به من الاهوال ما يفوق التصور ومع ذلك تجاوزها واستمر في حياته يعمر ويبني ويترك المئاثر الخالدة التي استحال على الزمن محوها وإفناءها . أما صفات المثقف فينبغي ان تكون الصلابة والاستقامة كما هو اسمه المشتق من الرماح وهي صلبة مستقيمية ولا يمكن لها الا ان تكون كذلك لتستطيع انجاز مهمتها وقد ورد هذا التوصيف في سؤالكم الاول. والمثقف العماني هو مثل المثقف العربي والمثقف في كل بلاد العالم لا يختلف عن نظرائه كثيرا سوى باختلاف البيئة والمجتمع والثقافة وتأثيرات محدودة وان بدالنا من الظاهر انها ليست كذلك ولهذا نحن نقول ان الادب عالمي يمكن ان يقرأ بكل اللغات ويتقبله الناس في أي بقعة من الارض ونجاحه وانفعال الناس به يكمن في أصالته وقوة الموهبة التي قذفته كما نرى من تأثر الناس بطاغور وإقبال ونيرودا وديستوفسكي ونجيب محفوظ والمتنبي ومارتين وماركيز وناظم حكمت وشوقي ونزار وأمادو وغيرهم من اعلام أدب العالم وفكرة .
* أخطاء المثقف القاتلة * هل قرارات المثقف غالبا صائبة ولماذا وما هي الإنسان المثقف من وجهة نظرك .. وبالذات المثقف العماني؟ لا لم أجد في اي مكان من العالم من شرقة ومن غربة ان قرارات المثقف دائما صائبة فهو في النهاية إنسان من البشر وليس الاها ولا نبيا معصوما وفي بعض الاحيان تكون للمثقف أخطاء القاتلة شأنه كشأن أي إنسان ولكن المثقف والمبدع – على الاغلب- أودع الله في نفسه وموهببة الشعر والموسيقى والرسم والقدرة على الكتابة والابداع الفني مما لا يتيسر لسواه من الناس مع الفارق أيضا بين موهبة هذا وموهبة ذاك كما نرى بين المتنبي مثلا – ان جاز ضرب المثل - وبين عشرات من معاصريه من الشعراء الذين ذهبوا ولم يعد اليوم من يعرف حتى اسماءهم وبينه الذي ظل خالدا يتجدد عبر القرون وكذلك الروائيين العظام الذين نبغوا وتعرف العالم عليهم بكل اللغات كمثل تولستوي ودوستوفسكي ودينز وهمنجواي واضرابهم ومئات الروائيين الذين ظهروا في وقتهم أو بعد ذلك عاشوا وماتوا ولم تحفل بهم الدنيا ولشاعرنا الكبير المبدع والمتميز نزار قباني بيتين من الشعر اعتبرهما خير مثال لما أقول: اني أضات وكم خلف أتوا ومضوا كأنهم في حساب الارض ما خلقوا غدا ستحشد الدنيا لتقرأني ونخب شعري يدور الورد والعرق
* فرض وجوده * المثقف العماني لم يأخذ دوره الحقيقي بعد في الوجوه المثقفة/ العربية تعتقد ما الاسباب؟ الى ما قبل نصف عقد من الزمن كنا نقول ذلك اما اليوم فأظن ان الحال تغير واصبح المثقف العماني له حضوره في المشهد الثقافي العربي حيث ظهرت كتبه في بيروت والقاهرة ودمشق وعمان وغيرها وحيث باتت الدعوات تأتيه للمشاركة في الملتقيات الثقافية والادبية وحيث استطاع قلمه فرض وجوده في الصحافة العربية كما رأينا في مجلة "أخبار الادب" القاهرية التي أفردت ملفا كبيرا للقصة العمانية وكما نرى في صفحات "الحياة" و "الشرق الأوسط" و "الخليج" وغيرها وان كان المبدع العماني ما زال حضوره في الملتقيات العربية وفي الصحف العربية أقل مما ينبغي ونأمل ان تقودنا البدايات المبشرة الى ما هو أكبر واوسع في قابل الأيام.
* رموز مرئية • كرسي الاعتراف بلا تجمل هل يعترف الإنسان المثقف بنسبة أكثر من الآخر؟ المثقف كائن بشري وهو يعترف بالآخر ويعيش معه ويحيا حياته وليس صحيحا لا يعترف الا بنفسه فذلك تجن على المثقف واتهامه بالباطل والمثقف له دوره الفاعل في قضايا مجتمعه وأمته وهو دوما يحمل التنوير ويضيء لمن حوله ظلمات الدروب وحتى ان تجاوز أو شطح فانه يظل علامة بارزة في المجتمع لا يمكن الاستغناء عنها وتفتخر المجتعمات عادة يمثقفيها وتعلي مكانتهم وتعتبرهم رموزها المرئية من ابعد الامكنة والثابتة على مدى مسافات الزمن وحقباته المتوالية.
* خصوصية المكان
• جمال الطبيعة جمال قائم بحد ذاته لكنه قد يزداد جمالا من اهتمام الدولة بالتركيز عليه وإصلاحه او تجميله أكثر ما تعليقك؟ أنا أوافق على ذلك تمام بشرط ان لا يؤثر هذا الاصلاح والتجميل على شكل المكان وخصوصيته ونحن لدينا الكثير من الاماكن الطبيعية والاثرية يمكن لها ان تغلب الدور الاكبر في مجال السياحة على ان تهيء بجانبها المرافق اللازمة من دورات مياه واماكن مأوى ومطاعم ومقاهي وصناعات محلية تمثل ذلك الآثر ذاتة في المقام الاول والآثار العمانية الاخرى في اشكال مختلفة وفي خامات متعددة من الخشب والخزف والفخار والجلد والخوص والليف والفضة والنحاس وتمهيد الطرق المناسبة الموصلة الى المكان واقامة الدرج ورصف ما حول الاثر ليس بـ "الانترلوك" والبلاط وانما بالحجر المحلي بـ "الصاروج" العماني بحيث تكون المرافق كلها منسجمة مع بعضها ومع طبيعية المكان ليكون مشهدها غير نافر عن طبيعتها وشكلها الاصلي.
* سرقة الزمن • لو حملتك أجنحة الذكريات للماضي اين تتوقف وهل أنت مع القائل" ألا ليت الشباب يعود يوما"؟ نعم بالتأكيد "ألا ليت الشباب يعود يوما" وأن للشباب ان يعود فالايام تمر والسنوات تعبر وكلما تقدم العمر وهن الجسم والذاكرة وتاججت العواطف بالحنين نحو الطفولة والشباب وأيام يراها المرء زاهية جميلة وان لم تكن كذلك فهو يتأمل فيها الشباب الذي فر ويستحل رجوعه اما اين اتوقف فلاشك ان ثمة وقفات كثيرة مفصلية لا يمكن تجاوزها ونسيانها بالنسبة للذات كان هناك الطموح والآمال باشياء كثيرة ضاع الزمن ولم تتحقق وأمنيات للأسرة كنا نروم انجازها فلم نستطع وتوقعات للوطن تم بعضها الى حد ما وبعضها كان دون المبتغي وبعضها سرقه الزمن وضاع في دهاليزه المعتمة وأحلام كبار للأمة تراجعت وتقلصت ثم انهارت الى أبعد ما يكون الانهيار ووصلت الامور الى مستويات من التردي لم يكن المرء يتصورها أو حتى تخطر له على بال لانها كانت من المستحيلات غير الممكنة في زمنه ذاك ومن كان يتصور سقوط العراق المدوي هذه القلعة الضخمة الكبيرة في منظومة العمل العربي ومن كان يتصور ان تصبح إسرائيل هذه القوة الخرافية التي هي اليوم ومن كان يتصور ان يصل التشرذم العربي الى ما هو عليه في لحظتنا الراهنة احباطات موهنة وانكسارات اليمة وجراحات غارت في اعماق النفس ومزقت اللحم واسالت الدم واشعلت النار في الوجدان . ومع ذلك فانا متفائل بالغد - وان كان بعيدا – ولدي ثقة ما اكبرها وأصلبها في ان هذه الأمة لابد من نهوضها وانطلاق وثبتها طال الزمن أو قصر . أمة العرب لن تموت واني أتحداك باسمها يا فناء فلن يصح في النهاية الا الصحيح " ولن تجد لسنة الله تبديلا" واشتداد ظلمة الليل فيه إ]ذان باشراق الضوء في أول الصباح وان ارجف المرجفون وتوهم الواهمون فللتاريخ قوانينه وللكون سننه الثابتة وأديبنا العماني الكبير الشيخ عبدالله الخليلي الذي تربينا على أدبه يقول:- وصباح رأيته يفلق الليل بسيف من ضوئه ينتضيه انت يا صبح كم بعثت لقلبي أملا في إرادتي أجتليه وها أنا ذا أتامل مرحلة الماضي بانكساراتها وتذبذاتها للذات والأهل والوطن والأمة ولكني أمد بصري الى المستقبل والغد القادم فأرى عجبا من تحقق الاحلام والوصول الى الآمال وانجاز الاشياء التي كانت طموحا يراود النفوس المؤمنة الواثقة المطمئنة.
* استعذاب
• الحب العام/ الحب الخاص تأثيرها في حياتك؟ انا محب للحياة بطبعي وان تنغصت من أيامها وعذبتني أعوامها أعيش الحياة مستعذبا أحاول حعل مذاق المرارة حلاوة وأهرب من ملامحها القبيحة والبغيضة الى جمالها وتجليات حسنها وفي الحياة حسن وجمال ينبغي ان نهرع له ونركض اليه ونتقصده قصدا وحتى ان غاب عنا هذا الجمال او لم نستطع ادراكه فعلينا تخيله والاحساس به ولو عن بعد كما قال شاعرنا نزار قباني: (لو لم نجده عليها لاخترعناه) بيد ان هناك كما اسلفنا في الحياة الكثير من صور الجمال جمال الطبيعة في الشجر والحجر والماء والبحر والشاطيء والصحراء والرمل وجمال الكائنات الحية على تنوعها واختلاف صنوفها من برية او بحرية او طائرة بجناحين وجمال البشر الراقي الذي تبعث رؤيته في النفوس الصفاء والهدوء والاستمتاع وانا من عشاق الجمال الى آخر حد ومفتون به بلا قياس يسحرني الوجه الجميل ويثير كوامني ويلهب عواطف نفسي حتى لكأنني لا اقدر على تركه والتزحرح عنه ولكني أستطيع امساك نفسي في اللحظة المناسبة عن التمادي والافراط والابتذال محتفظا بوقاري والتزامي ولسان حالي بيت نصييب الشهير: ولولا ان يقال صبا نصيب لقلت بنفسي النشا الصغار ولكلا الحبين العام والخاص تأثير بالغ في حياتي والتذبهما واستمتع الى اقصى الحدود نشأت على حب الجمال وعشقه بفطرة نفس تستهام وتسحر فتيا وفي حال الشباب ولم أزل يهزني الوجه الوسيم ويأسر
* * حالة السعادة
• نهايات الاشياء تحمل في طياتها فرحا او ترحا ماذا تعني لك نهايات الاشياء؟ يقول الشاعر العربي:- اذا تم أمر بد نقصه ترقب زوالا اذا قيل تم وهذا البيت جاء من تجربة الإنسان الطويلة التي يتخللها الحزن والفرح والعناء والسعادة والمعاناة في الحياة هي الغالبة على لحظات المسرات والإنسان يحيا بحياته كما هي ساعيا الى حالة السعادة ما استطاع وهي نادرة على كل حال وانا كما قلت لكم في جواب سابق متفائل بطبعي وقد اعددت نفسي لمواجهة أقدارها أيا كان كان نوع ذلك الحال الذي أجد نفسي فيه اصبر واحتمل ان جاءت الصعوبة وضاقت الامور وافرح وأسعد ان حل ما يبهج ويفرح ولو كان في أيسر الاشياء واقل القليل وكما قال شاعر عربي آخر وهو من الحكمة بمكان: ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقائها فرجت وكنت أضنها لا تفرج وأنا اتقببل نهايات الاشياء كما أتت وان كنت دوما أتمنى ان تكون النهاية سعيدة ومفرحة.
* مذل الاحرار • الخوف في حياة الإنسان وضع وارد بالتأكيد ما الذي يخفيك؟ انا في النهاية بشر وفي الحياة الكثير مما يفزع ويخيف الإنسان يسأل الله دائما السلامة وان يجنبه الاخطار والكوارث والمحن وأكثر ما يخيفني صديق غادر أو حكم جائر او خيانة محب وأخوف ما أخافه الفقر الذي هو مذل الاحرار وأخاف المرض بالطبع وأرتعب منه وادعو الله باستمرار ان يميتني ويريحني من منغصات الحياة قبل حلول الامراض في بدني فانا اتقبل الموت ولا اخشاه ولكن المرض هو الذي يقلق نفسي سائلا الله ان يجبني الابتلاء به وان يعيدني اليه وانا في صحة طيبة سليم العقل والبدن وان يتقبلني قبولا حسنا برحمته وعفوه .
* استنباط الحلول
• علق أحد الوزراء في الأردن الشقيق بأن اي مشكلة مهما تكن مستعصية لها حلول الا الموت .. ما رأيك؟ أنا اقول ان الموت هو احد الحلول وكم ممن عداوات ومن حروب ومن مشكلات انهاها الموت وتوقفت الى الابد بسببه وانا ارى ان على الإنسان ان يسعى ويبذل الجهد لاستنباط الحلول لمشاكل حياته والبحث بجدية عن خلاص من المأزق والصعوبات التي كان هو نفسه تسبب في الكثير منها والعاقل هو دائما من يسلك المسلك المؤدي الى انقاذ الحياة والبشر والنأي عن المخاطر والاهوال لان الحياة أقصر من ان تستهلك وتضاع في الحروب والدمار والخراب والذي سيبقى ويخلد في التاريخ هو المعمر والباني والمانع لاثارة الاحقاد والضغائن والممتنع عنها ما الذين يشعلون نيران الحروب يكون وقودها في الاول شعوبهم وابنائهم ثم ابناء البشر جميعا فهم الحمقى الذين سيلقي بهم التاريخ في مقر النفايات وستلاحقهم لعنات الدنيا ببشرها وكائناتها وجمادها والامر لله من قبل ومن بعد وهو الذي اباد الطغاة ودمر المعتدين وحطم الامبراطوريات العظمى وانهى كبريائها وغرورها وتسلطها على الامم فاصبحت وكأنها لم تكن شيئا مذكورا.
#رحاب_الهندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هذيان إمرأة نصف عاقلة إمرأة لاتعرف الحب !!!!
-
هذيان امرأة نصف عاقلة يارب !!!
-
حين يشبهنا نصفنا الأخر !!!!
-
إمرأة برسم الخدمة !!!!!
-
هذيان إمرأة نصف عاقلة !!! كبيرة على الحب
-
الهروب من الحب الى الحب !!!!!
-
الفنان الفلسطيني حسام ابو عيشة لا بطولة في الفن الفلسطيني !!
...
-
الحياة كأس وإمرأة !!!!!1
-
حواء أو ليليت !!!!!1
-
وباء إسمه .............!!!!!!
-
بعد الزواج .....التحول إلى جني مصباح علاء الدين(شبيك لبيك) و
...
-
وليمه جسد !!!!!!
-
الزوجة الثانية لص بعقد قانوني!! الزوجة الأولى:ليت العالم يعي
...
-
هذيان إمرأة نصف عاقلة !!
-
العنوسة مشكلة الرجل !
-
هذيان إمرأة نصف عاقلة !!! رجل ككل الرجال !!!
-
برامج التعصب القبلي بإسم الفن
-
هذيان إمرأه نصف عاقلة !!!! إمرأه في هذا الزمن
-
إشتعالات !!!!1
-
هذيان إمرأه نصف عاقله !! الشيطان ودودا !!!!
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|