أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - إلا درويش يا صهيون!














المزيد.....

إلا درويش يا صهيون!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2380 - 2008 / 8 / 21 - 11:33
المحور: الادب والفن
    


سجّلتْ معنا إذاعةُBBC حلقةً حول محمود درويش. كنا أربعةً علي الهاتف: الناقدة د.رضوي عاشور أستاذ الأدب الإنجليزي، الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، الروائي جمال الغيطاني، وأنا.

قدمّ أولئك المصريون الكِبار شهاداتٍ رفيعةً حول الرمز الفلسطيني والشعري الكبير، في كلماتٍ تليق بهم، وتليقُ به. ولأن الأبنودي يمرُّ بأزمة صحية، زادها رحيلُ صديقه درويش وجعاً فوق وجع، فقد أوجزَ كلمتَه الفاتنة حول تجربة درويش الاستثنائية الشعرية والإنسانية ثم أنهي المداخلة.

كذلك فعل الغيطاني بعدما أشار إلي "الجدارية" كونها قصيدة كونية خلّدت تجربة درويش مع القلب المفتوح فذكّرت "قلبَ" الغيطاني بالتجربة ذاتها التي مرّ بها. ولم يبق علي خط البرنامج إلا د. رضوي، وأنا.

وكانت الناقدة الكبيرة تحلل مراحل درويش الشعرية فنياً وسياسياً، لنفاجأ بالمذيع وقد أدخل معنا علي الهاتف صحفياً من عرب الداخل ينقل لنا تصريحات جريدة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية. ولم أندهش من نهج إسرائيل في الصيد في الماء العكر، فتلك لعبتها الأثيرة. صبرتُ، مطمئنةً إلي حقنا في الرد علي ترهات الصحفي.

وحينما سُمح لنا بالتعليق تساءلتْ د. رضوي، برقة لكن بحدّة: كيف لم تخبرونا أن صحفيا إسرائيليا سيداخل معنا؟ فأجاب المذيعُ عن سؤال آخر قائلا: كنا نود أن نعرف كيف استقبل العدوُّ نبأ رحيل درويش.

ثم طلب إليها استئناف الحديث عن درويش متجاوزا سؤالها، الذي لم يجب بعد! فأعادتِ السؤال بهدوء: أسألُكَ لماذا لم تستأذنا حول وجود إسرائيلي معنا، لنقبل أو لنرفض؟ فلما حاول المذيعُ القفزَ مجددا علي سؤالها، أنهتِ الأستاذةُ المكالمةَ قائلة ببساطة: مع السلامة. ووضعت السماعة. وبقيتُ أنا علي الخط، لأعلّق.

أما ما قاله الصحفي فكلمات مضحكة: حزنتْ إسرائيلُ وشعراؤها علي درويش كونه صديقها وصديق شعرائها! وسوف تُقرّر قصائدُه في مناهج التعليم الإسرائيلية.. سأله المذيع: قصائد المقاومة؟ فأجاب الصحفي بقحة: لا، لا، لدرويش قصائدُ كثيرةٌ في صداقة إسرائيل!

والحق أنني لا أندهش من تصريحات إسرائيل. فالقحةُ من كيانٍ وقحٍ لا عجب فيها. إسرائيل تخشي أن يتحول درويش إلي أيقونة بعد موته فحاولت قتله مرة أخري. لكنها نسيت أن الأيقونات لا تموت، لأنها عابرةٌ للزمن، ونسيت أيضا أنه ليس الموتُ هو الذي جعله أيقونة، بل قصائده وفلسطينيته وعروبيته، وهي أمورٌ لا ينزعها الموتُ، ولا وقاحةُ الوقحين.

والحقُّ أيضا أنني حرصتُ علي التعقيب، لا دفاعا عن درويش، بل عن أنفسنا، كوننا أحياءَ نشهدُ مَن يحاول وضع بقعة فوق ثوبٍ أبيضَ، ولا يصحُّ أن نصمت. ثوبُ الذي قال: "شمألتُ، شرّقتُ غرّبتُ، أما الجنوبُ فكان قصيا، عصيا علي، لأن الجنوبَ بلادي". تحدثتُ حول الخيارين المتاحين أمامنا بشأن فلسطين: الحلمُ الثقافي، والخيار السياسي.

أما الحلمُ الثقافي، فمزروعٌ في قلب درويش وقلب كلِّ عربي، وهو خروج إسرائيل من البيت دون قيد أو شرط. وهو حلمٌ أقرب للمستحيل، إن لم يكنه. فإسرائيل هي القوة العسكرية الخامسة عالميا، والأولي في الشرق العربي. وهنا نلجأ للخيار السياسي المر. والسياسة هي فنُّ الممكن، وليس المفترض والجميل.. و.... هنا شكرني المذيعُ وأنهي اللقاءَ متعللا بنشرة أخبار السادسة!

لدرويشَ أقولُ: مَن شاءَ بعدَكَ فَليمُتْ، فعليكَ كُنّا نحاذرُ.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طار إلى حيث ريتا!
- لأني إذا مِتُّ أخجلُ من دمعِ أمي
- العادات الشعبية بين السحر والخرافة
- تأنيث العالم في رواية ميس إيجب. من الذي قتل مصر الجميلة؟
- على باب فيروز
- شجرةُ البون بون
- قارئة الفنجان
- هنا فنزويلا
- اِستمرْ في العزف يا حبيبي!
- لسه الأغاني ممكنة؟
- ارفعْ مسدسَك عن أنفي، أُعْطِكَ فرجينيا وولف
- سؤالُ البعوضةِ والقطار
- ترويضُ الشَّرِسة
- مَن يخافُ -حين ميسرة-؟
- ولم يكنِ الفستانُ أزرق!
- أعوامٌ من النضال والاعتقال-مشوار فخري لبيب
- إلى أين تذهبُ الشمسُ... يا جوجان؟
- انظرْ حولك في غضب
- ثقافةُ الوقوف في البلكونة !
- بالطباشير: فقدانُ الهالة


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - إلا درويش يا صهيون!