سهيلة بورزق
الحوار المتمدن-العدد: 2379 - 2008 / 8 / 20 - 10:58
المحور:
الادب والفن
كيف أسأل عن ذهابك الليلة وقلبي فاتحة لمحبتك وجنون عروبتك؟
أذهبتَ حقاً أيها المحمود العربيّ المتوَّج باللغة والوطن والغربة؟
أذهبتَ لكي تسخر من البقاء وتتلو عليه صمتك الأخير شعراً وغناء؟
أذهبتَ لكي تؤكد لي وحدي أن الحصار بالحصار برتقالة عطش تنعش الروح لا مفرّ؟
كيف أصدِّق عبورك إلى الغياب وأنا قائمة في أسئلة الماء والحب والذهاب؟
كيف أصدِّق نظرتك العميقة وهي تلهب قلب الكلام عن دفء؟
كيف أبوح لك اللحظة بجنوني بك وأنت قائم في البعد؟
ما لون اللغة في صمتك؟
وما لون القصيدة في غيابك؟
وما لون الحرف في وداعك؟
وما قيمة الحصار إن لم يحاصره شعرك؟
أهي الحقيقة والبداية والرعشة المستكينة في عمق الحرف؟
أكان يمكن أن نتواصل أكثر لولا القلب...؟
تَعِبَ قلبُك من لهاثه خلفك وأنت تقاتل لأجل الإنسان، وأنت تقاتل لأجل فلسطين التي تنبض بها.
عفواً أيها المحمود..
عفواً لمسيرتك الطويلة التي عانقت العالم وأَسرتهُ بغنائك، وعفواً لمحمود درويش الذي لا تعرفه غير العصافير في الخلد، وعفواً لِما تبقى من نشيج الروح يترامى في روحي والشموع من حولي تتلو قدسيتها عليك... وعفواً على بقائناً جميعاً..
من دونك نحاصر حصارنا لا مفرّ تحت سماء كلها دموع ...وأحبك.
#سهيلة_بورزق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟