أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - عار الشامتين














المزيد.....


عار الشامتين


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2377 - 2008 / 8 / 18 - 10:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في‮ ‬ندوةٍ‮ ‬بمجلس الدوي‮ ‬في‮ ‬المحرق،‮ ‬منذ شهور،‮ ‬تساءل الأستاذ جاسم مراد‮: ‬هل قدمت التيارات الإسلامية فنانا أو شاعرا أو أديبا،‮ ‬قبل أن‮ ‬يعلق بما معناه،‮ ‬طالما كانت قائمة المحظورات والمحرمات لدى هذه التيارات بالاتساع الذي‮ ‬هي‮ ‬عليه‮ ‬،‮ ‬فمن‮ ‬غير المنطقي‮ ‬أن تقدم أناساً‮ ‬موهوبين في‮ ‬الحقول التي‮ ‬أشار إليها‮.‬ يمكن تعميم هذه الملاحظة النبيهة لأبي‮ ‬زياد بالقول إن الموهوبين أدباً‮ ‬أو شعراً‮ ‬أو فناً،‮ ‬حتى لو نشأوا في‮ ‬معاطف التيارات الإسلامية سرعان ما‮ ‬ينتهي‮ ‬بهم الأمر إلى التمرد عليها،‮ ‬حين تدفع بهم موهبتهم إلى آفاق جديدة من المعرفة،‮ ‬تكشف لهم محدودية هذه التيارات وضيق أفقها،‮ ‬ووقوفها،‮ ‬في‮ ‬أوجه كثيرة،‮ ‬على النقيض من السوية الإنسانية حين تجعل من الفن وما هو في‮ ‬حكمه عيباً‮ ‬أو حراماً‮.‬ تذكرت قول الأستاذ جاسم مراد وأنا أطالع التعليقات التي‮ ‬نشرت على بعض المواقع الاليكترونية من منتسبي‮ ‬حركة حماس وغيرها من التنظيمات الإسلامية في‮ ‬البلدان العربية،‮ ‬بعد رحيل الشاعر الفلسطيني‮ ‬الكبير محمود درويش،‮ ‬وهي‮ ‬تعليقات،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن استهانتها بحرمة الموت والميت،‮ ‬تفضح خواء أصحابها وضحالة تفكيرهم،‮ ‬وافتقادهم ليس فقط للحساسية الثقافية والفنية وحدها،‮ ‬وإنما الحساسية الإنسانية‮.‬ أكثر من ذلك تفضح هذه التعليقات طبيعة الورش التحريضية ضد كل ما هو تقدمي‮ ‬وأصيل وحضاري‮ ‬داخل تنظيماتهم،‮ ‬لأن هذا النوع من التفكير لا‮ ‬يأتي‮ ‬من الفراغ،‮ ‬إنما‮ ‬ينطلق من تربية حزبية تقيم تصوراً‮ ‬قائماً‮ ‬على نفي‮ ‬الآخر،‮ ‬فكرةً‮ ‬كان أو موقفاً‮ ‬أو رأياً‮.‬ علينا تخيل فداحة الأمر حين نلحظ أن التعليقات المسيئة تأتي‮ ‬في‮ ‬حق شاعر ومناضل بوزن محمود درويش،‮ ‬هو بإجماع العالم قيمة شعرية وإنسانية كبرى،‮ ‬لا للفلسطينيين والعرب وحدهم،‮ ‬وإنما لكل عشاق الحرية والنور والحضارة والحياة في‮ ‬كل مكان‮.‬ يحق لفلسطين وللفلسطينيين أن‮ ‬يفخروا ويتباهوا بأن بلادهم أنجبت محمود درويش الذي‮ ‬قدم فلسطين للعالم،‮ ‬بمقدار لا‮ ‬يقل أبدا،‮ ‬لا بل‮ ‬يفوق،‮ ‬ما قدمه المناضلون بالسلاح‮.‬ وأظهر الفلسطينيون من مختلف الأعمار والمناطق الذين احتشدوا بمئات الآلاف وهو‮ ‬يودعون شاعرهم الكبير إلى مثواه الأخير في‮ ‬رام الله،‮ ‬شعورهم الفطري‮ ‬السوي‮ ‬تجاه شاعرهم الكبير،‮ ‬وقدموا أنفسهم في‮ ‬أروع صورة‮ ‬يمكن لشعب أن‮ ‬يقدم نفسه للعالم،‮ ‬كشعبٍ‮ ‬متحضر‮ ‬يقدر قيمة الإبداع،‮ ‬ويدرك ما الذي‮ ‬يمثله محمود درويش في‮ ‬وجدانه،‮ ‬هو الذي‮ ‬ارتقى بشعره وبقضية شعبه إلى مستوى النشيد الكوني‮ ‬المتسامي‮ ‬على التعصب والكراهية،‮ ‬والمنحاز بعمق وبرهافة إنسانية عالية لقيم التسامح والعدالة والتقدم والأخوة بين البشر في‮ ‬وجه صناع الحروب والاستبداد والعسف‮.‬ وهذا‮ ‬يظهر إلى أي‮ ‬مدى تبدو تعليقات الانترنت المشار إليها خارجة على الروح السوية للبشر،‮ ‬وعلى هشاشة المشروع الذي‮ ‬يحمله كتبتها،‮ ‬الذين‮ ‬يتوهمون،‮ ‬كما هم في‮ ‬كل مكان،‮ ‬إن النضال لم‮ ‬يبدأ إلا معهم،‮ ‬مُسقطين بذلك التضحيات الجليلة لأجيال سبقتهم وتيارات أعرق منهم،‮ ‬يوم كان الإسلام السياسي‮ ‬لصيق السلطات وحليفها‮.‬ ‮ ‬النضال ضد الاحتلال هو معركة حضارية في‮ ‬المقام الأول،‮ ‬ولا‮ ‬يمكن لأمرئ‮ ‬يملك الجرأة للشماتة بموت محمود درويش أن‮ ‬يكون مناضلاً‮ ‬جاداً،‮ ‬فمعاداة الحضارة والثقافة هي‮ ‬سمة المستبدين لا المناضلين‮.‬




#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود درويش
- وجوهنا وحدها تُشبهنا
- من الجيل الجديد وعنه
- أطراف الحوار
- الأغلبية الصامتة
- ٢ ‬أغسطس ‮٠٩٩١R ...
- يوسف شاهين
- هيبة القضاء وتعميم ديوان الخدمة
- الروسيات بعد‮ ‬ البنغاليين والحبل على الجرار
- دراجة تشي‮ ‬غيفارا
- ترشيد الخطاب السياسي
- هكذا تكلمت المرأة
- كلمة الأمين العام للمنبر التقدمي د. حسن مدن في افتتاح المؤتم ...
- مصير الاستراتيجية‮ ‬ الوطنية للشباب
- مَنْ‮ ‬كُلّما شعرنا‮ ‬ بالتعب إليهم ...
- عن إصلاح النظام الانتخابي
- عن الاستخدام السياسي‮ ‬لدور العبادة
- صناعة -‬التعصب-
- معراج الفكرة نحو النضج
- حياة أخرى في‮ ‬طهران


المزيد.....




- ماذا قال بوتين في أول زيارة إلى كورسك منذ الهجوم الأوكراني؟ ...
- حرب التعريفات.. كندا تفرض رسوما جمركية على الواردات الأمريكي ...
- لحظة تصادم سفينة شحن بناقلة نفط أمريكية في بحر الشمال
- بوتين في كورسك.. على جيشنا تحريرها كاملة
- الولايات المتحدة.. قاض يمدد حظر ترحيل طالب من جامعة كولومبيا ...
- محللون: اتفاق غزة خرج عن مساره وترامب يريد وقف الحرب بشروطه ...
- لماذا علاقة ترامب وبوتين مثيرة للمخاوف بشدة؟
- إيران تعلن تسلمها رسالة من ترامب بشأن المفاوضات النووية
- سوريا.. أحمد الشرع يستقبل وفدا من الاتحاد العالمي لعلماء الم ...
- باكستان.. نشر فيديو لاختطاف قطار واحتجاز رهائن


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - عار الشامتين