|
أحاول الآن ، أن أترك لكم الاختيار ؟؟؟
إبتهال بليبل
الحوار المتمدن-العدد: 2377 - 2008 / 8 / 18 - 08:55
المحور:
كتابات ساخرة
نحن نعيش في فوضى تهريجية مصاغة بطريقة هجومية متبادلة غير بناءة ، في جو من المهاترات والمشاجرات ، بعضها علني ينشر في الصحف اليومية والآخر لا ينشر في الصحف بل ينشر على الملأ بأرتفاع أصواتنا وتبادل الاتهامات ، والقذف ، حتى تصل بنا الامور الى التشكيك في مرجعية الشخص ونسبهُ ..لماذا نجد أن مثل هذه النقاشات وصيغ الجدل والاختلاف لدى الغرب هي القاعدة ، والخصام والهجوم هو الشواذ ؟!ولماذا نجد العكس في بلادنا ؟ هل هي قاعدة في بلادنا تتبع ، بأن لا يخرج من حلبة النقاش سوى شخص واحد.. فكرة النقاش والجدل والاختلاف في الرآي ، فكرة خاطئة وتدعو الى السخرية ، ملغمة بحقد شخصي وهجوم سرطاني ، والذي لا يُعبر عن أي قيمة لاحترام رأي الآخر حتى وأن كان على خطأ .. أنهُ لمن المخجل ماحصل لي اليوم ، أن أدخل في نقاش مع شخصية تبتعد كل البعد عن أحترام الآخرين ، فكيفما بآراءهم ؟!! أنا أعترف أن قضية النقاش هي قضية معقدة تنزوي لأبعاد نفسية أكثر من أن تكون منطقية ، فقد أكدت لي هذه الشخصية وبحدة ، وهجوم ، أننا كنا نعيش في زمن مضطهد للأنسانية ، وأننا اليوم في سعادة ورفاهية ، كما أنها تحمد الله على هذه النعمة التي وهبها لشعب العراق ، ألا وهي وجود الاحتلال على أراضينا ، وباركت هذا الوجود ، وأتهمتني بأني شخصية مريضة ، وأن شعب العراق لا يعاني من أي معاناة ، وأن المعاناة موجودة في داخلي أنا فقط ... حاولت بشدة أن أفهمها أننا نخضع للأحتلال ، ونسير وفق مايشتهي المحتل وحسب رغباتهُ ، كانت تحاول مهاجمتي بكل الطرق ورفضت أي براهين وأدلة ، وأكتفت برحمة الله لنا وكرمه علينا بالاحتلال ، وعندما أشتد النقاش وتعالت الأصوات ، وصفتني بأني غير موضوعية ، غير متفهمة ، محدودة التفكير ، كما أنها رمقتني بنظرات مشحونة بحقد دفين ، وقالت لي هل أنتِ عراقية ؟؟ وهي تعلم من أكون ، عندها هبطت كلماتها الاخيرة والتي تعبر عن الكثير من الأمور ، ربما أنا لا أفهما ، وقالت وهي خارجة وبصوت مرتفع : أنا اتشرف كوني عراقية ، وكون أمريكا تحكمنا ، ولو كان شارلون فسأصفق لهُ ترحيباً .. لا شك أن قيمة الانسان تساوي مايحدثه من تغيير في مجرى التاريخ ، حقيقة هذا مافكرت فيه للوهلة الاولى ، بعد خروجي من هذا النقاش ، وربما فعلا أكون خاطئة ، عندما حاولت رفض فكرة أن أكون محتلة ، أو التحدث عن معاناتنا ، وقد تكون فكرة مطابقة الافكار مع السلوك فكرة جميلة ومنطقية ومثالية ، لكنها على مايبدو غير واقعية .. أنني أطالب ببساطة ، كل كاتب وأديب وناقد أن يكون في سلوكهُ اليومي على مستوى نتاجه ، يكفي أن نسمع ونتحدث مع أشخاص ، لا يملكون أي صفة للأنسانية ، واحترام الاخرين ، وأن حاولت أن تدخل معهُ بنقاش ، لأصبتَ بخيبة وقهر نفسي ... اليوم أشعر بأن الكلمات لا تجدي ، الكلمات التي حاولت أخراجها من نبضك ، من معاناتك ، من أعصابك ، وقفت تتحدث مع ذاتك وتحاوره ،وتنتقده ويجادلك وتجادله ، لكنك في نهاية نقاشك مع ذاتك ، تتفق معهُ .. أطرح على نفسي سؤالاً لماذا أكتب ، ولمن ، وعلى ماذا ؟؟ هل أكتب كي أقف أمام هذا وذاك ، كي يرمقني بنظرات تشعرني بالغربة والقرافة ، هل أكتب عن معاناتكم ، كي تصفوني بالجنون والمرض ... وجدتني أضحك وأضحك وأضحك ، لماذا ننقذ حياتنا وحياتهم ؟ كي نموت قهراً من ألسنتهم التي تشبه ألسنة الأفاعي ، أو نموت بأنكماش أرواحنا وهي تنزف وجعاً ، ملوثة بأنهيارات عصبية .. أذن لماذا نصنع معدات حربية ونستخدم رصاصة ومدفع وو، لقتل أحدهم ؟؟ لا داعي لذلك فالكلمة الجارحة تكفي لقتل من أمثالي .. والآن ، قررت أن أكتب عن الفنانة نانسي عجرم وأليسا وهيفاء وهبي ، وأكتب عن شهرة روبي عندما طرحت ألبومها الغنائي الجديد ، وأكتب عن عملية نفخ الحاجبين ( التاتو ) للسيدات ، لما يضفي من أغراء عليهن ، وجاذبية ، أو ربما سأكتب عن أخر ماطرح في الاسواق من مقاطع البلوتوث ، وعن نغمات الاجهزة النقالة ، أو أكتب عن فضائح الشهيرات وووو.بربكم ألا تستحق هذه المواضيع أن نكتب عنها ونصفق لمن يكتبها ..وعندما فكرت يوماً ، بكتابة تحقيق عن المخدرات ، وطرحت الموضوع على مديري وافق ورحب بالموضوع وقال أنهُ جدير بألاهمية ، لكني صُدمت من أدارة أحدى المصحات لعدم تعاونهم معي ورفضهم الموضوع بطريقة مهذبة ومبطنة ..عندها صرفت النظر عن كتابة هذا الموضوع ..وقبل شهور مضت ، قررت كتابة تحقيق مهم ، رفضوا ، وأستنكروا هذا ، وصرفت النظر عن كتابة هذا الموضوع ووو هكذا .. التفاهات كلها التي تحدثت عنها ، لم تعد تهم أحداً ، كلها أشياء مكررة وعادية وقد قمنا بأستهلاكها ، لكن هناك أمور أكبر وأعمق كلها تحاك لكي يبقى الشخص تافهاً وجاهلاً ، همهُ فقط الكليبات الحديثة وأفلام الآكشن .. أنا تعلمت أن الابداع ينبع ويُعبر عن معاناة الشعب ، وأن الاخلاق هي سمة المبدع ، والكاتب بلا مبدأ ، كالمركب بلا قبطان ، وأختلاف الرآي يولد الابداع ، قاعدة يرتكز عليها المبدعون ، أما عن الأستبداد بالرأي وتجاهل الاخلاق وارتفاع الاصوات والقذف ، فهو سمة ... . أحاول الآن ، أن أترك لكم الاختيار ؟؟؟
#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وزيرة المرأة الدكتورة نوال السامرائي ترفض التطرف المقيت لمفه
...
-
أسطورة وثنية لرجل قديس ..
-
برلمانية تهدي للعراقية..اكاليل من الأمل ينسكب بمنحنى الودق و
...
-
رسامو الجدران .... فنانون أم مخربون ...
-
من أنا؟! ماذا أريد أن أكون؟! وكيف؟!
-
هموم أمراة ( الليلة الثانية )
-
العدالة المطلقة
-
أرهاب سحري ...
-
من المسؤول .....عن جرائم القتل والخطف
-
هموم أمراة ..( اليوم الاول )
-
عبث أمراة ...
-
حذار من أحتراق أوراقنا مرة أخرى
-
الديمقراطية سمكة غربية استحالت حوتاً
-
عربة مجهولة الملامح
-
أتغوص في بحور ،،، جنيةُ نصفُها يشبُهكَ
-
مقابر الغدر
-
تحرير المرأة بطريقة الأحزمة الناسفة
-
نكبة أعيادنا وأحزاننا
-
خليخ خراف نومكَ
-
تجارالموت المجاني
المزيد.....
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|