احمد الجاسم
الحوار المتمدن-العدد: 2377 - 2008 / 8 / 18 - 10:04
المحور:
الادب والفن
الزوجة على الجهاز ، منهمكة في القراءة ، والزوج مستلقيا على السرير ، ينتظر فراغها .
الزوج : ألم تفرغي من عملك بعد ؟
الزوجة : اشش .
الزوج : ( يحاول اغراء زوجته في الصعود إلى السرير ) أنا انتظرك يا عزيزتي . . أنا انتظر .
الزوجة : اشش .
يدير وجهه إلى الجهة الأخرى ، ويتظاهر بالنوم . تنهي الزوجة قراءة النص الذي بين يديها ، تسترخي على كرسيها ، محركة ذراعيها ، ومادة ساقيها .
الزوجة : آه ، لم أكن أتوقع أن الأدب عالم سحري أخاذ بهذا الشكل . ماذا يفعل هؤلاء الكتاب ؟ كيف يتمكنون من صنع كل هذه الروعة بالكلمات فقط ، فتراهم يرسمون عالما من الوهم ويأخذونك إليه على جناح الدهشة . ما كنت أتوقع أن امتلاك الموهبة شيئا صعبا إلى هذا الحد ، وان الأدب طريقا شائكا ومحصنا بكل هذه القوانين التي تجعله امنع من قلاع الملوك . ( أتعرف ) الأدب ليس المكان الأمثل لك يا عزيزي . . هذا الجهد البشري الخلاق أوسع مدى من كل أحلامك .
الزوج : ( وقد كان يسمع إلى كل كلمة من حديثها ، يجلس مستفزا ) أنت تخونيني . . تخونيني مع هذه النصوص ، والله يعلم أي رسائل تبعثين لهؤلاء الكتاب الجهلة .
الزوجة : الخيانة عمل بشع ، حتى عندما تكون لرجل . . . .
الزوج : اكلمي ، لماذا تصمتين ؟
الزوجة : حتى عندما تكون لرجل بشع ، هل تعرف أنني تعلمت أن الخيانة هي أبشع شيء في الحياة ، والكذب جريمة لا تغتفر . كل تلك الرذائل التي سمعنا شجبها على السنة ناس مختلفين ، لم نحس ببشاعتها يوما ، مثلما ترعبنا تلك البشاعة ونحن نقرأها في سطور نص أدبي . ياه ، ما أروع عالم الأدب .
الزوج : ( غاضبا ) والآن أطفئي جهازك ونامي ، فلدي سفر غدا .
الزوجة : ( وهي تطفئ الجهاز ) حسنا ، حسنا ، تتمتع أنت بالأضواء والشهرة ، بينما ترقد هذه النصوص الحية على صفحات الموقع . أية خيانة هذه ؟ . . أية خيانة ؟
#احمد_الجاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟