ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 2377 - 2008 / 8 / 18 - 08:56
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
قوى الظّلام تحرصُ على إدامة الظلمة حتى تعمش الأبصار فلا ترى ماتفعل . قوى الظلام خفافيش ترى في الظلمة وتحيك مؤامراتها وتنفذها بعيداً عن النور الذي يكشف أسرارها . هكذا ديدن الأنظمة الدكتاتورية والعنصرية والطائفية البعيدة عن ضمير الأمة واليائسة من كسب رضاها ودعمها الحقيقيين .
عقودٌ مرّت وكلّ حاكم بأمره يأتي مدعياً الثورة على من سبقه ويمارس نفس السياسة في الحفاظ على الظلمة ، ولو بأساليب مختلفة ، واحدهم يقضي فترة حكمه بفرض نظام الأحكام العرفية ونظام العشائر بحجة أن البلد متخلّفٌ ويتطلّب تطويره جهوداً إستثنائية للتعجيل في مسيرة اللحاق بركب الحضارة الحديثة . وآخرٌ يقضي زمان حكمه في التأرجح بين اليمين واليسار مستخدماً نظاماً بوليسيّاً عسكرياً بجيش جرّار من قوى الأمن والإستخبارات بحجّة توقّّي مؤامرات الإستعمار . وآخر وآخرٌ ثمّ آخرٌ حرموا الشعب من بصيص النورالذي قد يسمح للفرد أن يأتمن صاحبه على سرّ . وسيق العراق إلى حروب لا مصلحة له بها وقدّم من أبنائه البررة الآلاف من الشهداء . ثمّ تأتينا شُلّة أكفرُ من سابقاتها تفرّقت فيما بينها أوّلاً وفرّقت الأمة شذر مذر بالطائفية والعنصرية ؛ فِرقٌ تتحارب وتقتل عباد الله على الهوية دون رادع من ضمير.
ظلامٌ حالكٌ يعيشه العراق ، ومن يضع اللوم كلّه على الإحتلال فهو على خطأ مبين ، فالعامة من الناس في إستكانة ، يغلي الحقد الدفين في القلوب على الوضع دون وجود مخرج ، وقادة الفكرمن السياسيين الوطنيين المخلصين والكتاب والأدباء والفنانين متقاعدون متقاعسون أو أنهم في خدر أو شلل .
أيها الشرفاء من قادة الفكر الحرّ ، الفكر غير المدنّس بالطائفية والعنصرية المقيتة ، الفكر النيّر الخالص من جميع الشوائب ، هبوّا لنجدة العراق وإستنهاض الهمم ، كلٌّ بمِعوله ِ يصارعُ الظلام ويكون المنار الهادي للناس . نظّموا الشعب في أحزاب وجمعيات ونواد ، وأيقظوه من آثار الأفيون المُسقى وعلموه روح التحدي والنضال من أجل حقوقه المهضومة بعيداً عن الخوف والإستسلام .
ففي الليلة الظلماء يُفتقدُ البدرُ .
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟