أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - تحسين كرمياني - بين دمعتي(احمد خلف)و(حسين نعمة)دمعة كاذبة














المزيد.....

بين دمعتي(احمد خلف)و(حسين نعمة)دمعة كاذبة


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2377 - 2008 / 8 / 18 - 08:54
المحور: كتابات ساخرة
    


[الدموع جليد الروح المذاب]...
تعبير منطقي من قبل الكاتب اليوناني الكبير(نيكوس كازانتزاكس)..
كون الدمع لا يهبط إلاً بوجود جوٍ محموم،وهذا الجو قابل التوزع العادل والخادم حسب كل ظرف بين النقيضين،بين حزن جارف وفرح غامر،الحزن والفرح حالتان ليستا استثنائية بطبيعة الحال،كون الموازين الحياتية تتكون من ولادة ورحيل،وما بينهما رحلة توافق نقيضين لابد منها،ولادة تجلب نماء وبهجة وتواصل ورحيل يرافقه ألم وندم وحسرة،كلتا الحالتان لهما وسيلة واحدة رادعة،تزيل كابوس اللحظة أو صعق الصدمة،زخات ماء تتدفق من أعماق الجسد وعبر المآقي،تطفأ النيران المتأججة،فالفرح يبكي ويستدر الدمع أيضاً مثلما الحزن،لا نريد الغور في موضوع شائك ومتشعب،قدر تعلق المقال بحالات قد تبدو عابرة،بيد أنها تخفي أو تطوي في قطرة أو بضع قطرات من هذا الجليد المذاب تواريخ حافلة بالتضحيات،فكل استذكار ليس أجل وأسمى تعبير عنه سوى الدمع،وحده يفهم أو يفرش في لحظة واحدة العذاب المديد والكفاح المثمر كحل بديل منطقي عن الكلام الكثير،أردت أن أستذكر ثلاثة مواقف،هن قريبات،موقف ليس ببعيد عن ذاكرة الناس،رآه من رآه من على شاشة التلفزيون قبل رياح التغيير،ولكن من دون قراءة تمحيصية لخلفيات اللحظة،وموقف آخر حصل قبل عام من على قناة الشرقية،والموقف الثالث ربما رآه جمع من مثقفي البلد وطلاب الثقافة،داخل قاعة احتفالية،مع عدم اعتمادي على التسلسل التاريخي للمواقف الثلاثة..
[الموقف الأول]..
وقف رجل البلاد أمام زبانيته وهو يستلم ما أعد له من سيوف لا تحارب ومصاحف للزينة،حاول أن يستدر ولو دمعة واحدة كي يوهم أو ينال رضا الشعب المغلوب على أمره،لكن الدمع رفض أن يهبط،ربما لسبب وجيه،هو أن الدمع لا يمتلك سوى جوازي مرور،جواز الحزن وجواز السرور،وكان هو بين بين،وقف وتعالت التصفيقات كي تأتي لتغطية الفشل الذي تحقق على الهواء مباشرة،وكانت دمعة كاذبة استحقت أن أستذكره ولو بعد حين،تلك هي خصال الكاذبين في التاريخ،لم يدخروا وسعاً من أجل زيادة أرصدتهم التواجدية في قلب الزمان،لكن صروح الرمال تنهار لأوهن رياح،هكذا تنطق الطبيعة ويشهد عليه التاريخ..
[الموقف الثاني]
من على قناة الشرقية تم تقديم برنامجاً ذكياً باستضافة رموز الفن العراقي الأصيل،كان ضيف الشاشة،الفنان المنسي(حسين نعمة)الذي جاهد كي يحافظ على أصالة فنه وكلامه،لقد ذرف دمعة ويا لها من دمعة عند أولي الألباب،دمعة نبعت من صميم إنسان عراقي منح روحه الجميلة عصفوراً لطالما أسعد الناس وأدخل السرور إلى قلوب العاشقات والعشاق،دمعة عبرت عن تاريخه الطويل وهو يفلّس حياته على مسرح بلده كي يشعر الناس أنهم أصحاب تراث لن يضيع،دمعة(حسين نعمة)كانت صادقة أبكت عيون عشّاق الفن والحياة وأبكت أعداء التجديد أيضاً،وربما كانت دمعة صادقة على ما أرتكب من أخطاء إجبارية أيام الظلام،سنقول له لا تهتم(العزيز أنت)وليس(هو)..
[الموقف الثالث]
موقف توزع بين فرح وحزن،كان ذلك يوم اختيار صديقي الأثير الكاتب القدير(أحمد خلف)مبدعاً من قبل كلية اليرموك الجامعة،وبجهد يحسد عليه من قبل زميلي الفاضل الدكتور(فاضل عبود)لقد توقف لسان(أحمد خلف)لحظة أراد أن يسرد أو يستذكر مسيرته الإبداعية الطويلة ومعاناته الشخصية والعائلية المحفوفة بالسهر والحرمان،هبطت من كوكبي عينيه دموع الحرص والتفاني والإصرار التام ليكون إنساناً منتجاً ومصدر سرور لعشاق الكلمة الشريفة والنزيهة للناس وبلده،دمعة(حسين نعمة)ودمعة(أحمد خلف)هما دمعتان عراقيتان،هبطتا من أعماقنا وعرضتا أمامنا أيامنا الجميلة وذلك التواضع الذي افتقدناه،شتان ما بين الدموع الثلاث،رغم أننا صرنا أكثر البشر ذرفاً للدموع،وصار الدمع عنواننا في الحياة،صرنا نذرفه على ماضينا الذي ضاع ومستقبلنا الذي طال مثلما نذرفه على ما نفقد من أحباء كل لحظة..



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القارة الثامنة
- الرجل الذي أطلق النار
- في حوادث متفرقة
- مسرحيات مفخخة//حين يكون المبدع أداة مجابهة// محي الدين زنكن ...
- أينما نذهب ثمة ورطة
- إنهم يبيعون الإهداءات
- أغتيال حلم..أو شاعر آخر يتوارى
- تواضعوا..يرحمكم الله
- سيرة الدكتاتور..من الفردانية..إلى الأفرادية..
- بلاد تائهة..
- سر هذا الضحك
- من سيربح العراق
- لا تلعنوا آب رجاء..
- هل حقاً كاد أن يكون رسولا..
- ما الشعر
- لغة الثقافة ولغة السلطة..تاريخ شائك بالتحديات
- أصل الكورد والبحث عن الهوية


المزيد.....




- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - تحسين كرمياني - بين دمعتي(احمد خلف)و(حسين نعمة)دمعة كاذبة