أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - إليكم جميعا ... السلام عليكم....................انى مسافر ..لا تنتظروا عودة قطاري















المزيد.....

إليكم جميعا ... السلام عليكم....................انى مسافر ..لا تنتظروا عودة قطاري


مازن حمدونه

الحوار المتمدن-العدد: 2377 - 2008 / 8 / 18 - 10:03
المحور: الادب والفن
    


لم يعد حاضري سوى إطلالة الماضي .. استأنس به ليوم عودتي ..
انا بت كالحجر المهشم من عنق ربوة في بحر داهمته الليالي ...
انا ماضٍ وانت حاضر ..فشتان بين حاضرك والماضي الذي ذهب معي
كلمات وجع صفعت وجه التاريخ .. ورسمت أثاره على ثنايا الوجه خارطة لم تعد سوى تعبير عن ماضي لا تمحوه الا عودة الجد بلا حفيد ..
أصبحت ايامى لا يطفئ وميضها .. أوج لهيبها .. جمارها سوى الحفرة التي تنتظر قدومي
انا انتظر عودتي الى ذاك القصر الذي لم تكتمل فصوله إلا في خيالي ..
انتظر ان أكمل الحلم في قبري الذي ينتظر فرحى..
أراقب الليل فأرى دموع تنهال على وجنات الليل ..
أرى عيونا قد غاب البصر عنها .. فأنا لم اعد بعد حديقة أحلامك
انت التي رسمتى لفرحي حزنا .. وكنت كخمارة في حذاء طوته الأيام فبات معتقا برائحة الموت .. بألوانه الداكة الباهتة .. وجسد بارد بلا حياة ..
ذهبت متى ذهبت ليلة فرحتي .. ليلة انتحار أمالي وأحلامي على بوابة فجورك .
اعتراف أمام الحياة ...
انا ليس رقما بين كومة أرقام .. ليس يوما بين سجلات الأيام .. ليس صورة على جدار .. انا مدونة تاريخ خلت ومضى ربيعها .. لم تعد تحمل سوى أطلال على عتبات الذكرى .
انا لا اعاند الله في امرى .. لا استسلم لليأس رغم قدري
حاصرني المرض .. الفقر .. الأسى ؛ الا ان الله منحنى الصبر والجلد .. فمازلت كأشجار اللوز .. كالرمان.. اعشق ألوان الحياة .
اخشي ان يكون فصل الخريف أكثر حنانا من فصل الربيع القادم .. اخشي ان يكون الشتاء بلا أمطار .. والصيف بلا شمس .. وتصبح الحياة بلا دوران ..!!
أخشى ان الماء يقف جواري وأنا عطشان ..!!
اعتراف أمام الموت ....
انا سقطت بين الكلمات .. بين المفردات .. ابحث عن معزوفة الحاني ..
بالله عليكم دثروني يا احبتى بالأكفان .. فاني زهدت الدنيا .. عزفت ألوانها ..
لم يعد لي فيها مقعد .. سوى تلك الربوة الرابضة في وجه البحر ..
بت اعشق الموت كعشق المتيمين بالحياة .. انى بت ركاما من الماضي .. لم تعد كلماتي سوى إطلالا .. غبارا من الماضي .. ادعوكم احبتى ان لا تتوقفوا عند محطة قطاري .. فاني لم اعد أكثر من تذكرة من الماضي ..
نبض الفؤاد اضطرب .. لم تعد معزوفته لها عنوان ثابت .. فكتاباتها وجعا .. ألما .. تسير بلا أوزان ..
الى التي تنتظر قدومي ....
ادعوك ألا تنتظري قدومي .. فانا منتحر على ضفاف الزمان .. قد يطول انتظارك .. ومركبي في نهر مضى بلا قبطان
كنت اعشق الليل والنهار ..كنت ارسم لوحات الزهر .. أشم رائحتها رغم أنها لوحة من الوانٍ صنعتها يداي ..
ادعوك ان تنقذيني من عذابي ... اطلقى رصاصة الرحمة ولا تدعيني على كف الزمان أعانى .. أنقذيني من رحلة لا يكبح همجيتها ربان .. أنقذى جنوني .. فاني بت بؤساً فلا تكوني عذابا في وجداني ..
استحلفك بالله ان تمسحي أسمى من دفاترك .. ولا تطلبي ان أمحو كلماتك .. مفرداتتك .. صورك .. فهي ما تبقى لي في وحدتي .. تؤنسني في وحدتي على وسادتي .. حين رسمت ذكراها على صفحة الفؤاد .
اني راحل شئتي أم أبيتي ...
ادعوك ان تكوني لحنا في الحياة .. لا اطمع .. سوى ان تقرئي لي في صلواتك .. تدعى لي بالرحمة .. فاني ماض لا تتوقفي عنده .. كحافلة بلا ركاب .. بلا محطات ..
الحياة أمامك ربيعا .. وأنت زهرة واعدة في بستان .. عانقي الحياة وانتصري .. وأنا سأبقى كظلك .. كمعطف دافئ في فصل الشتاء القارص .
لا تنتحري على هامش الزمان فأنا جالس على ربوة في وجه البحر .. انتظر قدوم مركب عودتي ..فإني مسافر ولن أعود من غربتي .. سفرى كسفر العزيز الذي رحل عن الدنيا ولم يبقى من بعده سوى مدونات تذكر من بعده انه كان في رحلة من ذاكرة الزمان ..
لا تحزنى .. لا تغضبي .. فان الله منحنى الحياة وهو الذي منحنى الرحيل والفراق والموت .. والرحيل رحلة يتذوقها الغنى والفقير .. العزيز والمهان ..
استحلفك بالله ان لا تبكي على قبري .. على أطلالي .. فدموعك كالشهب على الجسد .. وكوني ككل الزاهدين المتعبدين الذين صنعوا من الموت أملا .. ورحلوا في غيبة كغيبة فارس أحلامي الذي انتحر على بوابة وعتبات الزمان في غفوة من سفر في قطار الزمن ..
إلى التي تترقب رحيلي ..
انى بت حجارة مهشمة فاجمعي حجارتي واصنعي لي منها قبرا .. ورتلي على قبري آيات الرحمن من القرآن .. وضعي شواهد قبري ولا تمضي قبل ان تضعي زهرة على قبري .. وامضي .. ثم عودي متى شئت ان تذكريني ..
انى أمانة في عنق لسانك .. فلا تمطريني الا بدعواتك ورتلي على قبري آيات الرحمن ولا تتردى ..ولا تحزني
لا تذرفي الدمع إذا جف الحلق من ذاكرتك لذكراي .. ارتدى حلة زهرية على قبري ..
بددي تاريخي باللعنة إذا كانت حياتي غصة في ذاكرتك
اتلي على قبري آيات اللعنة من صحف الشيطان .. عددي غضبك .. وارسمي صفحة آلامك ولوعتك من تاريخي .. ولا تنقبي في مهجعى .. عن عظامي .. فانا لن أذكرك بأحزاني .. بغضبي بوجعي بآلامي .. فأنت كنت معولا لكل وجعي ..
وتذكري انى كنت خيمة رغم أوجاعي ..
تذهب أفراحك تحت مظلة أحزاني .. وتحضرك الأحزان ولا تحضرك أفراحي ..
لن أعود لماضي تاريخ أنت سطرتي رحلته .. فبت على أبواب السفر .. وانا مازلت انتظر على محطة .. قطاري الذي سيمضى بتذكرة رحيلي .. فان ذهابي لن يكون من بعده إياب .. فارسمي لوعتك بعيدا عن ادوارى ..
اعلم ان الفراق ألما .. ولكن لن يكون سوى سطرا من وجع في ذاكرة الماضي ..


حديث الليالي ....
قالت لي الليالي وانا في ذروة حيرتي .. عليك بالصمت وانتظر ..
عل الليالي تطوى أحزاني .. تتحول يوما تشرق الشمس وتصنع لي لحنا على وتر ترانيمه تعزف أنغاما تحول البكاء .. العويل .. النحيب الى طرب وغناء .
قالت لي الليالي : سأغطى حاضرك بحلتي .. بردائي ,, سأحجب عنك عيون المتربص بك للدمع .. للألم .. ذاك الفاجر خلف خمارة الوجع ..
لن امرر له مشاهدك حتى لو بت على قارعة الأيام .. تحت وضح النهار .. حتى لو فضحت ظلالك غفوتي .. وأسدلت الشمس أنوارها على ردائي .
سيدي ...
أدرك.. اسمع.. أشاهد .. أحس ان لسانك غابت جداوله .. وشفتاك غطتها البرود .. فقدت ألوانها .. فبت اعلم انك في حضرة الموت الأخير ولكن ...
قد تكون اقرب منى لعودة الروح بعد ان ارتديت ثوب حدادي على حاضرك ..
قد يكون لك في الحياة عودة كقرب النقطة على مفردة .. على حرف لا معنى له .. قد يتحول اللحن الحزين .. الوجع إلى طرب والحان .. فاني مازلت أقف عند بوابة الأمل والصبر مازال يسكن على جبيني رغم كل الوجع والجوى .. رغم كل أحزاني .





#مازن_حمدونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين انكفأت على وجهها ومازلت تبكي !!!
- حوار التناظر مع الكاتبة هاله عالم
- الحوار المتجدد وصية ميت...!!
- الحوار المتجدد - عرس على صدر بحر .. غزة
- الحوار المتجدد - رثاء قبل الرحيل .. الأخير
- الحوار المتجدد (صور قلمية) - مختار ... فكة !!!
- بين الأمل والألم نفق... مختلف جداً!!
- كارم الكريم .. القدر يلوعه .. ومازال شامخاً
- شياطين في حضرة ... القاضي
- العتاب الأخير... قبل انهيار الجدار
- في ربوع الادب السياسي - حوار البحر
- حوار التناظر مع الأديب محمود الريماوي
- مدرسة الحوار المتجدد - حوار التناظر مع الأديب فضل الريمادوي
- حوار التناظر مع القاص محمود سيف الدين الإيراني
- مدرسة الحوار المتجدد - حوار التناظر مع الأديب الشاعر عمر شبا ...
- مدرسة الحوار المتجدد - حوار التناظر مع الأديب الكبير عمر حمّ ...
- مدرسة الحوار المتجدد - حوار التناظر مع الأديب الكبير عمر حمّ ...
- مدرسة الحوار المتجدد-في ربوع الأدب السياسي- حوار التناظر مع ...
- في ربوع الأدب السياسي- حوار التناظر مع الأديب الكبير جبرا إب ...
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الشاعر معين بسيسو


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - إليكم جميعا ... السلام عليكم....................انى مسافر ..لا تنتظروا عودة قطاري