أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن كم الماز - وداعا محمود درويش














المزيد.....

وداعا محمود درويش


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2377 - 2008 / 8 / 18 - 10:24
المحور: الادب والفن
    



لم يختف محمود درويش أبدا , بل انبعث من جديد , ربما تغير الزمان و ربما أن أشعار درويش لم تعد هي التي تحرك وجدان الملايين كما كانت , ربما استبدلت بفتاوى تعطي صورة مختلفة عن الصراع و أهدافه , ربما تراجع كما تراجع حتى الجمال و الإبداع نفسهما في حياتنا , لكن تضحيات درويش , أشعاره , حبه لفلسطين و إبداعه , احتفظت له بمكان هام في قلوب الناس , بقي درويش جزءا رئيسيا من ضمير الشعب , يفسر هذا كل هذا الحزن و الإحساس بالفجيعة , و تراكض الجميع من كل حدب و صوب لرثاء الفقيد , بالفعل كم هو مزعج و ربما مقزز كثرة من يتنطح لرثائك يا درويش , خاصة من مثقفي السلطان و فضائيات القصور , هل تغلبوا أخيرا على خوفهم من عشقك للجليل و لأزهار اللوز الفلسطينية ؟ ألم تعد الأزهار نفسها تثير رغبتهم في اقتلاعها كما فعلوا مع شعبك ؟ لم يجب أن يكون الرحيل هناك في تكساس بعيدا عن الوطن , عن بيت الآباء و الأجداد , كما فعل معين بسيسو في فنادق لندن , هل الموت كغريب , بعد أن تحيا كغريب , هي جزء من قصة هذا الفلسطيني الذي يتجول في كل الأرجاء دائما بعيدا عن الأم و الوطن يحمل معه صليبه و خبز أمه كهويته و كتهمته و كجواز سفره ؟ يفزعني أنك مت بالفعل يا محمود , أرى شبابي , شبابنا , الذي تربى على أشعارك و أغاني مارسيل , يرحل معك , و معه ظلال عالم الطفولة , و معك كهولة أعمارنا و أجسادنا و أحلامنا , و معك مستقبل غامض يزداد غموضا يرافقك رحلتك الأخيرة , يفزعني موتك يا محمود , أنك لن تكتب و لن تثرثر و لن تلعن و لن تسمع و لن تلمس شيئا ما , و يفزعني أكثر هذا الوداع "الرسمي" الغبي الجاف الذي أحسه يريد أن يخنق روحك من جديد , يفزعني ذلك البساط الأحمر و لباس العسكر الذين حملوك , غباء كلام رجال السياسة في توديعك , ثرثرتهم , يفزعني أكثر , أنا من عشقتك لأنك عاشق كبير , عاشق للحياة و لفلسطين و للنساء و لأمك , أن ينعيك أحد ما مستخدما كلمات القضاء و القدر و السماء و الجنان و العزاء , بدا لي أنك لست أنت المسجى هناك أو أنهم نجحوا أخيرا في اغتيالك , وجدت نفسي أبكيك من جديد , أشيح بوجهي عن كل ذلك , أبحث عنك في أغنية , في ضحكة طفل أو وجه امرأة , في أزهار اللوز الجليلية , لا يتناسب هذا مع طقوسهم , مع طقوس الحزن المعتادة , و لا مع الكلمات الرزينة التي استمر الرسميون في إلقائها , لكنها روحك , فأنت العاشق , أنت الإنسان ,

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصير الشعوب و الناس في صراعات الكبار
- شتيرنر , الفرد و الأناركية
- نقاش حول البرنامج التنظيمي للاتحاد العام لأناركيين
- لا ديمقراطيين , و لا ديكتاتوريين : بل أناركيين .
- من حكم البيروقراطية إلى البرجوازية أو المتبرجزين التابع للرأ ...
- عارف دليلة و فداء الحوراني و أخيرا محمد موسى : قمع النظام ال ...
- من تحليل البيروقراطية إلى سلطة العمال
- لماذا يحتفي النظام السوري بالشهداء ؟..
- بين صعود الطغيان و تكريسه , ملامح المرحلة
- قمة الثمانية في جنوة : أحكام مخففة لرجال الشرطة
- ثورة الفن المعاصر و الفن المعاصر للثورة الجزء الثاني
- رفض سلطة قيم الجمال , اللغة , التراث , اللا إنسانية
- من الماركسية إلى الفوضوية
- ترجمة عن الدادائية
- لا ساركوزي سيتدخل و لا نحن نريد أو ننتظر تدخله...
- ثورة الفن المعاصر و الفن المعاصر للثورة ,
- عن نقد الأستاذ عمار ديوب لمشروع الرؤية السياسية الجديدة
- عن مجزرة سجن صيدنايا
- بين باريس و أنقرة و كاراكاس
- بين الاستبداد و الحرية


المزيد.....




- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...
- -حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث ...
- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن كم الماز - وداعا محمود درويش