أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبلة درويش - ودعتنا بلا وداع يا محمود درويش














المزيد.....

ودعتنا بلا وداع يا محمود درويش


عبلة درويش

الحوار المتمدن-العدد: 2374 - 2008 / 8 / 15 - 09:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


رحل الشاعر المقدام، وشاعر الثورة والحرية، رحل العظيم فرحمة الله عليك يا محمود درويش، تركتنا دون انذار، فلم ننس بعدْ اخر بسمة على شفاهنا باخر لقاء لك فودعتنا بلا وداع وتركتنا وسط الضياع.

لو انذرتنا لدفعنا ارواحنا لك، لو انذرتنا لدفعنا عجلة الزمان الى الخلف واعدناك امام اعيننا، فلم تركت شعبا يتيما وحيدا، لتترجل عن عرش الثورة شهيدا شاعرا قائدا ومناضلا.

حملت هم امة وشعب على اكتافك، نتمنى ان تتقبل اعتذارنا فلقد اتعبك الحِمل كثيرا وهرمت باكرا من ثقل القضية، تقبل منا كل اعتذار.

لقد انهكك تدفق الدم الفلسطيني - الفلسطيني على اروقة المساجد والشوارع، بعد ان طال ظلم الاحتلال لك، كم تمنيتَ ان تعود الى قريتك البروة شرقي عكا، وكم تمنيت في السنة الاخيرة زيارة غزة، فلم يقتلك يا كبير عملية في القلب بل قتلك موت الوحدة الوطنية واستباحة الدم الفلسطيني، عندما قلت "لولا الحياء والظلام، لزرت غزة، دون أن أعرف الطريق إلى بيت أبي سفيان، ولا أسم النبي الجديد. ولولا ان محمدًا هو خاتم الأنبياء، لصار لكل عصابة نبيّ، ولكل صحابيّ ميليشيا".

ولعلك انتظرت قبل رحيلك اعلان قيام الدولة الفلسطينية قبل نهاية العام الجاري، وربما هناك قصيدة بين دفاترك لهذه المناسبة، ولكنك كنت حينها ستحزن وسيغمر الدمع عيونك كما حزنت على اوسلو وغيرها، لقد جاءت نهاية العام، وسنحزن ونبكي فرادا دون اب وشاعر يملئ علينا وحدتنا ويشجينا كلاما وحروفنا لم نتعلمها يوما لا في مدرسة ولا في اي ثورة، فتلك هي ثورة محمود درويش ثورة الحرية وثورة المقاومة ثورة التحرير.

ارهقتك يا درويش قصيدة القيتها في اراضي الـ 48 بعنوان "أنت منذ الآن غيرك" حول الاقتتال الفلسطيني بين حركتي حماس وفتح في قطاع غزة، وفي هذا النثر الذي تحسرت فيه على حال الشعب الفلسطيني الذي "أصبح بدولتين" "هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق، ونرى دمنا على أيدينا... لنُدْرك أننا لسنا ملائكة.. كما كنا نظن؟ كم كَذَبنا حين قلنا: نحن استثناء!"

ولسنا استثناء ولو كان هناك امل... الان فقدناه بعد رحيلك يا درويش لنفقدك والامل معا، لكن برحيلك ...موجود بيننا وستبقى حتى لو تركناك ملفوفا بالكلمات والقصائد وحيدا هناك ولكنها ستملئ عليك وحدتك ايضا.

ليتك اخبرتنا ان لقاءاتك الاخيرة وكلامك الاخير وشعرك الذي القيته علينا في فلسطين قبل اسابيع قليلة هو لقاء الوداع، لكنا تلمسنا ما بقي لنا وقلنا وداعا والى لقاء قريب يجمعنا بالعلي العظيم، لماذا ودعتنا بلا وداع ولماذا ابقيت لنا املا بالعودة لسماعك، كما رحلت وبقي في قلبك حلم العودة الى عكا والبروة.

لمن تركتنا ولماذا ؟ وكيف ستعيش الثقافة الفلسطينية والثورة الفلسطينية بعدك، كيف تركتنا يتامى يستباح بنا السب ويستابح بنا الكلام، بلا محام ؟ يحمل كلمتنا وهمنا وقضينا وعشقنا وحبنا للحرية والعودة امام العالم اجمع.

رحلت عنا ولن ترحل منا، فانت هناك وهنا وهنا دوما في قلوبنا وعقولنا كفلسطينيين.
ماذا سنقول لمرسيل خليفة، ما هو حاله الان، يرثي صديقه وكيف سيغني لنا احن الى خبز امي وقهوة امي، وكم نحن اليك.

ما تبقى لنا كان بيدك وعزتنا ارتبطت بهمتك، ودوما سنسير على خطاك، فاحمل سلامنا للقادة العظام الذين رحلوا، ولا تنسى ان تقبّل لنا جبين ابو عمار فسيسعد للقائك، وربما ستلتقي جورج حبش لا تخبره بما يجري في فلسطين وقل له ان فلسطين موحدة، ودع ابو عمار فرحا بفلسطين ولا تخبره انها بحكومتين وهناك انقلاب هز قوة الشعب الفلسطيني، ولا تقل له اننا ما عدنا استثناء، الى جانب تمرد الاحتلال الاسرائيلي علينا.

تركت لنا الكثير كي لا ننساك، وتركت لنا كلماتك وشعرك وحبك وسعيك للحرية، فكم سيسعدنا وجودنا بين كلماتك دوما.

كم سنشتاق لك يا درويش، رحمك الله.



#عبلة_درويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجرة -مظلمة- في انوار عيد الميلاد المجيد
- هل ستكون هناك إذا ناديت عليك ؟!
- -وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا-
- الصحافة الالكترونية مستقبل واعد ومتحف ينتظر الصحافة الورقية
- لآلئ تتصدر جلسات المحاكم الاخلاقية في رام الله
- كيف أرسمه يا قلم؟!
- انتظرك هناك يا حبيب
- اليك يا حبيب:عندما يأتي المساء
- الصحافة الالكترونية:
- -الكندرجي- ابو موريس.. حكاية 58 عاما بين المطرقة والسندان .. ...
- -بيت ريا-..عين ماء تملأ الارض خضرة والسماء زقزقة باحلام العص ...
- قصة - الاحتلال يحكم بالسجن مدى الحياة على كنيسة في بيت جالا
- المرأة الفلسطينية مسألة الحقوق
- عرس صوري عن بعد في مخيم الدهيشة .. لمبعد اطفأت -التنفيذية- ف ...


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبلة درويش - ودعتنا بلا وداع يا محمود درويش