أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد العوض - يا نبي الشعر .... وداعا














المزيد.....

يا نبي الشعر .... وداعا


وليد العوض

الحوار المتمدن-العدد: 2374 - 2008 / 8 / 15 - 05:11
المحور: الادب والفن
    


يوم الأربعاء الثالث عشر من أيار العام 2008 ليس كأي يوم عادي، فلسطين كلها من بحرها إلى نهرها تتشح بالسواد، القلوب يعتصرها الألم ودموع الشباب والصبايا كما الأطفال والنساء والشيوخ تغسل الأرض الطيبة في يوم وداعك الحزين يا محمود،
الأرض الطيبة التي نسجت لها في شعرك أجمل الكلمات وزينت فيها قصائدك وقلت فيها (على هذه الأرض ما يستحق الحياة) اليوم هذه الأرض بجبالها وسهولها الخضراء بوديانها بروابيها وكل شبر منها تفتح ذراعيها لتستقبل ابنها الأعز محمود درويش.كما احتضنت في مثل هذا التاريخ قبل سبعة أعوام صديقه الذي أحبه سليمان النجاب أبو فراس،تحتضنك اليوم كما احتضنت كل الشهداء وأفردت المكان ت لتقر عينك بجوار الرئيس الراحل الذي احبك وأحببته أبو عمار وأنت من أمضى إلى جانبه سنوات طويلة من الكفاح الوطني وحققتما معا ومعكم كل الشهداء معجزات ومنجزات شعبنا الفلسطيني في مسيرة ثورته المعاصرة.
الأرض الطيبة والناس الطيبون الذين أحببتهم فأحبوك، أشجار اللوز ذابلة وسنابل القمح تنحني وأوراق العنب تجف أمواج البحر تثور وحتى الزعتر يا محمود الذي كتبته شعرا يبكيك السماء تدمع والقمر يتوارى خجلا من غيابك. يوم وداعك كل شي في فلسطين ينحني تحية لك يوم الرحيل الاليم.
البروة حيث ولدت ودير الأسد حيث ترعرعت والجديدة حيث نشأت وحزبك الشيوعي حيث خطوت أولى خطوات كفاحك يبكونك يا محمود.
بيروت يا فارس الشعر وأطفال المخيمات في صبرا وشاتيلا وكل المخيمات ،أطفال تل الزعتر الذين كتبتهم في قصائدك تملا دموعهم المقل يا درويش، اللبنانيون في شوارع بيروت ومسارحها ينتظرونك كماهم دائما ،، قلوبهم يعتصرها الألم والعرب كل العرب،، من دمشق لبغداد لتونس الخضراء لمصر والسودان والمغرب وليبيا والجزائر واليمن وكل دول الخليج العربي كل هؤلاء ومعهم كل الأحرار في العالم الذين أحبوك يبكونك اليوم .آه لو تعود حتى للحظة لترى كم احبك الناس الذين أحببت.
يا نبي .... الشعر ...أخيرا تمكن منك الموت، هذا الذي قاومته بل وتحديته في أكثر من زمان ومكان ، تمكن منك وانتزعك من على صهوة الجواد لكنه لن يتمكن من انتزاعك من قلوب محبيك، هذا الموت ،،هذه الفاجعة،، كم كرهناه وهو يخطف الأحبة ولكننا اليوم نكرهه أكثر فقد خطف زين الأحبة ، وبعد أن نال منك هذا الموت بتنا نشعر أن كل شيء متاح يا محمود.
يا نبي الشعر،،،يا فارس بلا سيف بل قلم.... أمضى من سيوف الدنيا ، رحلت ونحن في أمس الحاجة إلى كلماتك تبلسم جراحنا وتنير عتمتنا في زمن تطل فيه رؤوس الظلاميون يشحذون سيوفهم ليذبحوا فينا كل شيء جميل، رحلت يا درويش وكأن قلبك الطيب لم يعد يحتمل ما آل إليه حالنا المخجل، رحلت لأنك لم تطيق هذه الحال فأنت ابن فلسطين الواحدة الموحدة أساءك بل وأوهن قلبك أن يكون لنا كما قلت دولتين وسجنين وأنت العارف أنهما سجنين يديرهما الاحتلال ونحن نسجن أنفسنا داخل كل سجن منهما.
يا فارس ترجل قبل موعده ترحل اليوم ويحملك أخوتك ورفاقك على الأكتاف ملفوفا بعلم فلسطين الواحد لتعيد مجده بعد أن كادت الإعلام الفئوية في زمن التناحر ان تسود.
في رحيلك يا درويش سيبكي الجميع ويفتقدك الجميع إلا أولائك أعداء العلم والفكر والنور الذين لا يعرفون إلا الظلام.
ترحل يا محمود بعد أن كتبت للإنسانية ولفلسطين الكثير وستبقى كلماتك نبراسا هاديا لكل المناضلين من اجل الحرية رحلت بعد أن صغت بإبداعك السياسي والأدبي وثيقة الاستقلال الوطني ويا حبذا لو قام احدهم في وداعك وتلا ما كتبت فيها حيث قلت ان دولة فلسطين هي دولة للفلسطينيين أينما كانوا فيها يطورون هويتهم الوطنية والثقافية ويتمتعون بالمساواة الكاملة في الحقوق تصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسية وكرامتهم الإنسانية في ظل نظام ديمقراطي برلماني يقوم على أساس حرية الرأي وحرية تكوين الأحزاب ورعاية الأغلبية حقوق الأقلية واحترام الأقلية قرارات الأغلبية وعلى العدل الاجتماعي والمساواة وعدم التمييز في الحقوق العامة ،هذه العبارات الحكيمة التي نحتاجها اليوم يا فقيدنا الغالي



#وليد_العوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاءات الرئيس أبو مازن أولمرت غير مجدية في ظل استمرار العدوا ...
- في الذكرى الستين للنكبة اغتصاب وطن وتشريد شعب
- ليكن الأول من أيار يوما للنضال من اجل انهاء الانقسام واستعاد ...
- الهجمة الاستيطانية الجديدة وامكانية تحقيق السلام
- على طريق المؤتمرالرابع لحزب الشعب الفليطيني
- الهروب إلى الأمام من استحقاق انهاء حالة الانقسام
- خالد منصور يهتف في شوارع رام الله يا ضفتنا شدي الحيل على غزة ...
- عام 2007 عام المآسي
- عام 2007 عام المآسي فهل يكون عام 2008 عام الأمل..؟
- مبادرة الدكتور فياض بشأن المعابر
- على ابواب المؤتمر الرابع لحزب الشعب الفلسطيني
- المراهنة يجب ألا تكون كبيرة على مؤتمر انابوليس وعلى حماس ان ...
- كلمة وليد العوض عضوالمكتب السياسي لحزب الشعب في الذكرى الثال ...
- وعد بلفور _مؤتمر الخريف_
- رسالة حزب الشعب الفلسطيني لحركة حماس
- رسالة إلى الرأي العام....... تحريضات على القتل وسفك الدماء
- لماذا هئية العمل الوطني الفلسطيني في قطاع غزة
- رحيل رجل الوحدة عبد الشافي في زمن الانقسام
- قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بشأن احياء ذكرى النكبة
- الا الرواتب يا دولة رئيس الوزراء


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد العوض - يا نبي الشعر .... وداعا