يوسف نافذ مهنا
الحوار المتمدن-العدد: 2373 - 2008 / 8 / 14 - 11:21
المحور:
الادارة و الاقتصاد
أنه مصطلح ذو دلاله كبيرة يدل على التغيير على التطور على الرقي على التقدم على النمو، ولكن كل ما تم ذكره من مسميات لا تحدث ألا بعد جهداً شاق وعملاً كبير بل هي مثل التجربة والخطاء قد تصيب وقد تفشل، وكل اعتمادنا على التخطيط الناجح طويل إلامد، ومع الحديث عن التقدم لا بد أن نتفهم ألاختلافات السياسية والاقتصادية والتكنولوجيا بين دول العالم في عصرنا الحالي لا بل يجب أن نتفهم الفروقات الشاسعة بين دول العالم في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، لماذا هذه بداية السؤال والحديث عن الاجابه طويل جداً جداً بل مستحيل لأن كل شخص لديه وجهة نظر تختلف عن إلاخرين، وخاصة وجهات نظر الأوروبيين والعرب، فالسياسة الغربية تهتم بالتقدم الاقتصادي والتكنولوجي بشكل ملحوظ وتهُمل النواحي الاجتماعية بل هي تبيح كل محضور أما العرب فهم يهملون النواحي الاقتصادية والتكنولوجية ويهتمون أكثر بالنواحي الاجتماعية، وفي ألاونه ألاخيره باتت النواحي الاجتماعية قليلة الاهتمام بسبب ما يتعرض له الشعب العربي من غزو ثقافي وفكري في كل المجالات الإنسانية، فكيف نتحدث عن التقدم ونحن ما زلنا تحت هذا الغزو الثقافي والفكري وكيف يتحدث الأوروبيون عن التقدم وهم تحت هذا ألانحلال الاجتماعي والخلقي، ليس التقدم و التطور هو صناعة سيارة أو باخرة أو طائرة لا بل التقدم والتطور هو في صناعة الإنسان نعم فكما يقال في علم الإدارة أن أثمن عنصر هو العنصر البشري تحت مسمى ( القوا العاملة ) لأن الإنسان هو الذي يصنع هو الذي يبني هو الذي ينشئ الحضارة والتاريخ وخير مثالٍ على ذلك هي الدولة الإسلامية في بداية ظهور الإسلام وقبل وفات الرسول (علية الصلاة والسلام) لم يكن عندهم لا طائرة ولا باخرة بل كان هو الإنسان بكل ما يحمله من حبً وخير، نعم تقدم الشعوب لا يحدث ألا بتقدم الإنسان هذه حقيقة لا بد نعيها جميعنا، وهنا لا بد أن نشير إلى ما توصل أليه علمائنا العرب على مر العصور و الأزمان في شتى المجالات و النواحي كافة نعم أنة التقدم، والأسئلة التي تطرح نفسه هنا كيف تتقدم الشعوب ؟ كيف تنشاء الحضارات وتنمو ؟ كيف تنمو الثقافات ؟ كيف يرقا الإنسان ؟..... قد يكون لهذه الأسئلة جواباً واحداً وقد يكون لكل سؤال اجاباتاً كثيرة أنة ليست فلسفة بل هي اختلاف وجهات النظر لو بدأنا بتقدم الشعوب وانتهينا بنمو الثقافات لتوصلنا إلى نشوء الحضارات نعم لا تنشئ الحضارة ألا بتقدم الإنسان ونمو ثقافته، كيف تتقدم الشعوب ؟ عن ماذا نتكلم عن التقدم الاجتماعي أو التقدم ألاقتصادي أو التقدم السياسي أو التقدم الثقافي، فكلها مؤدي لتقدم الشعوب، فلو بدأنا الحديث عن التقدم الاجتماعي لنظرنا إلى هذا ألمعنا لوجدنا في ثناية معانن كثيرة أنة يتحدث عن العادات التقاليد الدين الروابط الاجتماعية العلاقات الأسرية ....الخ، فلو صلح هذا ما ذكر لصلح المجتمع، أن العادات ما تعود علية الناس من سلوك وتبعوه على أنه قانون، فمن العادات ما هو ايجابي وما هو سلبي، أما التقاليد فهي بالنسبة للجماعة، ما تسلموه وتداولوه خلفاً عن سلف، جيلاً بعد جيل، أما الدين ففي مجتمعنا العربي ثلاث ديانات الإسلام والنصرانية واليهودية، والغالب في مجتمعنا هو الدين الإسلامي، ولكن مع التغير السريع الذي يشهده العالم أصبح الناس يبتعدون عن الدين ويميلون إلى العلمانية أو ما يعني (فصل الدين عن الدولة) وهذا هو وجع ألامه نعم تركهم للقانون الرباني دلالة على تخبطهم وتشتت أرائهم، أما الروابط الاجتماعية والعلاقات الأسرية هي بحد ذاتها دلالة على الحب ولإيخاء بين الناس، وكما قال رسول الله (علية الصلاة والسلام): (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) نعم هي أساس العلاقة بين المرء وجارة بين المرء وأخيه، وهنا أقول لو صلحت عاداتنا وتقاليدنا وعلاقاتنا مع بعضنا البعض وتبعنا النهج الإسلامي الصحيح لصلح المجتمع، التقدم ألاقتصادي ما أعظم هذه الكلمة أنه الدليل الواضح على النمو، الاقتصاد كلمة تعني التوفير في معناها الضيق أما معناها الواسع فتعني ألاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية من الأرض والمال والقوا البشرية والإدارة، هذه العناصر الأربعة هي التوليفة المثلى للاقتصاد العالمي بفرعية الجزئي والكلي، أو كما تسمى (عناصر الإنتاج )ماذا نحتاج للتقدم الاقتصادي ؟ ما نحتاج أليه يصعب حصره في هذا المقال لكثرة الكلام عن هذا الموضوع بل لتعدد الآراء حول هذا الموضوع، ما نحتاجه كثير أولها العناصر الأربعة وأهمها عنصر الإدارة فبدون الإدارة لا نستطيع استغلال الأرض ولا نستطيع استخدام المال ولا نستطيع تشغيل العنصر البشري فمن يملك الإدارة الجيدة يملك الاقتصاد، لن ننهي الحديث عن هذا الموضوع فتميز عصرنا الحالي بأن المتغير هو الثابت الوحيد فيه. ماذا نعني بهذا القول ؟ نعني أن المتغير هو حاصل في كل وقت وفي كل مكان، تغيير ماذا فأنا أتحدث عن الصعيد ألاقتصادي، أذن هو التغيير في العرض والطلب والتغيير في الوضع الاقتصادي من تضخم ومديونية وانفراج وانكماش وزيادة في الثروات ونقصانها وتغير التكنولوجي، كلها متغيرات قد تؤثر إيجاباً أو سلباً على تقدم الشعوب، فكيف يكون إيجابياً وكيف يكون سلبياً، فيكون إيجابياً بالسياسة الاقتصادية الرشيدة والإدارة الحكيمة أي التخطيط طويل الأمد وتنظيم الجيد للموارد والإنتاج الممنهج والرقابة الهادفة من أجل استغلال الموارد بشكل أمثل، ويكون سلباً بإضاعة التخصص والاستغلال غير ألأمثل لعناصر الإنتاج المذكورة سابقاً وتخطيط العشوائي وقلة الخبرات الإدارية. أما التقدم السياسي فهو التقدم على الصعيد الدولي والعلاقات الدولية وشراكات الاقتصادية مع دول العالم، ولا ننسى أن الاقتصاد هو وليد السياسة. التقدم الثقافي ما أصعب هذه العبارة بعد هذا الغزو الذي تتعرض له الثقافة العربية بالعموم والثقافة الإسلامية بالخصوص، فالثقافة هي اللغة هي الفكر هي المعتقدات هي انعكاس للتاريخ فإذا حافظنا على هذه ألنواحي في ثقافتنا فعندها نقول أن الثقافة تتقدم وتنمو، فكيف نتخيل شعب بدون ثقافة وكأننا نقول أن هذا الإنسان الأول بل الإنسان الأول يملك ثقافة، أذن لا يصلح التقدم بدون الثقافة، ومع الغزو الثقافي والفكري الذي نتعرض له لابد من أحكام الرقابة على تصرفاتنا على أفعالنا على أفكارنا حتى نغلق الطريق أمام كل طامع بتغيير ثقافة الشعب الفلسطيني أو الشعب العربي ككل. ولو أنهينا الحديث عن كيفية نمو الثقافة فلا تنمو الثقافة ألا بالرقابة الذاتية على النفس وقال الرسول (علية الصلاة والسلام) "..... فكلكم راعاً وكلكم مسئولاً عن رعيته ".
فبتطور المجتمع اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً تنشئ الحضارة نعم فالحضارة ولود للنمو الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، فالحضارة أذاً هي نتاج لكل عمل جيد يقوم به كل فرد في المجتمع بل هي نتاج للتطور الحاصل على كل الصعد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. أما رقي الإنسان فهيا ولود للحضارة الجيدة بل للتحسين الذي أنتجه الإنسان على الحضارة.
وفي نهاية حديثي عن تقدم الشعوب فالإنسان هو الذي يصنع التقدم والتقدم هو الذي يرقى بالإنسان، نعم هذه الحقيقة أن الإنسان هو أساس التطور ولا أعني بالتطور التطور الصناعي والاقتصادي بل التطور الفكري والثقافي، وأقول بأن تقدم الشعوب هو تقدم الثقافة والفكر.
#يوسف_نافذ_مهنا (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟