أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - بازار المخفيّات المتبادلة














المزيد.....

بازار المخفيّات المتبادلة


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 2373 - 2008 / 8 / 14 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غدت أحداث العالم تباع وتُشترى نسبة لحركة بازار المخفيات الأميركية المتبادلة.. العالم كله اليوم رهين اللعبة الانتخابية الأميركية ومقتضياتها، قوتها وضعفها، استراتيجياتها وتكتيكاتها.. فنونها ومناوراتها.. إن العالم كله بدأ يتأثر جدا بها، وبدا وكأنه كله، لا أميركا لوحدها، يهمه هذا المرشح الجمهوري جون ماكين، أم ذاك المرشح الديمقراطي باراك أوباما.

إن العالم كله لا يعرف في أية سّلة يضع بيضه، كي يفقس بعد الانتخابات الأميركية أو يفسد! بعضهم قد يغامر في رهانه مع هذا قبل فوات الأوان، وبعضهم الآخر ينتظر على قارعة الطريق. الكل يريد تقوية أوراقه، ولكنه «بازار» تتداخل فيه المصالح والخطط الخفية.. هنا ينفع الذكاء والدهاء، وتملك قدرتك في السوق، والتفكير في نوعية الشراكات الدولية التي يريدها هذا، أو يبتعد عنها ذاك. إن اللاعبين الأقوياء في كل العالم يظهرون هذه الأيام، فهم القادرون على فرز الأوراق، كما كان يلعبها تجار بازار الشرق القدماء. إن مصالح العديد من دول العالم لا تتحرك بسرعة، إلا عند اقتراب الانتخابات الأميركية أو في خضمها. فالمعروف، إنها فرصة ذهبية لكل من يلعب من اجل زرع بذور سيجني حصادها مع الإدارة القادمة.. فضلا عن قطفه الثمار من الإدارة الحالية التي يقل وهجها بتوالي الأيام. إن قواعد اللعبة صعبة، وفيها مغامرة ومقامرة، ولكن تستخدم فيها كل الرهانات وكل التسويفات والمساومات.

في منطقتنا، يعتبر العرب آخر العارفين بدهاليز هذا البازار الذي يبرع فيه تاريخيا، كل من الإسرائيليين والإيرانيين والأتراك، أكثر من العرب. ولما كانت إيران اليوم، متهمة ومدانة، وتواجه التهديدات الدائمة، فهي تتلاعب اليوم على أوتار المماطلة مرة والمكابرة مرات! كي ينتقل بيضها من سلة الرئيس القديم إلى الرئيس الجديد.. إنها فعلا اليوم، تلعب بلعبة شبيهة بتلك التي لعبتها مع الرئيس الجمهوري ريغان ضد الرئيس الديمقراطي كارتر في أزمة الرهائن الأميركيين الشهيرة، ولكنها تعد اليوم لعبة من الوزن الثقيل. أما العراق، فلا يعرف حكامه اليوم أين هي مصالح بلادهم العليا من اجل أن يناوروا أو يكابروا، أو من اجل أن يغايروا أو يسايروا، ويأخذوا ويطالبوا في مثل هذا البازار.. إنهم منشغلون بمصالحهم الفئوية والحزبية والانقسامية، وخصوصا في كيفية تقسيم الكعكعة وبلعها من قبل هذا وذاك! إن الفرقاء في العراق يتصارعون في ما بينهم على أهداف محلية أو جهوية أو مناطقية أو طائفية وهم لا يدركون أن مفاتيحها كلها بيد واشنطن.
وان لواشنطن حسابات إقليمية ودولية ما دام العراق بقبضتها! أما اللبنانيون، فهم ما زالوا في خضم ماراثون الصراع الإقليمي لا الدولي، وأجدهم في مأزق لا يحسدون عليه.. وإذا كان الفلسطينيون، قد فشلوا حتى اليوم في المشاركة بإدارة الأزمة بسبب انقساماتهم الفصائلية، فكيف لهم القدرة في النزول إلى مثل هذا البازار؟ في حين أدركت سوريا أن من الضرورة رجوعها اليوم إلى دائرة المفاوضات مع إسرائيل من خلال العرّاب التركي.. والأضواء الدولية مسلطّة على هذا «الموضوع». فهل سيجني السوريون شيئا بمثل هذه العجالة؟ الجواب: لا، ولكن سوريا، استطاعت أن تتلاعب بالمواقف وتتبادل الأدوار، بالرغم من التنسيق السوري الإيراني والمحّرك موسكو، ومساندة شركائها وهذا ما ستعلمنا به الأيام المقبلة.

الصين، تعتبر اليوم الندّ رقم واحد لأميركا، ولحسابات اقتصادية، فهي مستفيدة من مجالات حيوية عدة في العالم، والولايات المتحدة لا تريدها فيها، ومنها: إيران والسودان.. روسيا تلعب أيضا بأوراقها في نطاق هذا البازار، والكل يدرك أن الصراع اليوم هو صراع شراكات اقتصادية أميركية وغربية إزاء انحسار الشراكات الاقتصادية مع الصين أو بلدان الشرق البعيد. وعليه، فإن رهانات الصين أو روسيا هي لإطالة أمد الملفات زمنا أطول من اجل استفادة اكبر، وان من يتعمّق في فهم طبيعة العلاقات الدولية اليوم، يدرك بما لا يقبل مجالا للشك، أن أحداثا ساخنة تحدث في أماكن معينة وأزمان مؤقتة هدفها إثارة مشكلات لهذا الخصم أو ذاك. ويتلمس أي راصد للأحداث في العالم أن الإدارة الأميركية ربما تكون مستعجلة في حسم تلك الأحداث، أو لا تبدو، مستاءة من إطالتها، والمماطلة فيها والتسويف عليها أبدا. وربما يعلن عن طبيعة مشكلة معينة أو مشكلات تسميات تشغل بال الجميع، في حين إنها تعني في بازار المخفيات المتبادلة، علاقات معينة، وشراكات لمصالح دولية أو إقليمية، ولكن من نوع آخر غير مكشوفة للعلن. إن من الصعب فهم ما يجري على الأرض، فكيف يمكن إدراك ما يتم من مخفيات تحت الأرض؟ هناك قناعات راسخة تقول بأن مصير إيران سوف يكون شبيها بمصير العراق، ولكنه النفس الأميركي الطويل مع كلّ من المكابرتين، وحذار من الاستهتار بمصير كل المنطقة، وأنت تقامر بأهداف لا يمكن تحقيقها أصلا. إن أهم ما يمكن التنبيه إليه، أن الانتخابات الأميركية، فرصة تاريخية ثمينة لمن يعرف استغلالها، واللعب على التوقعات الناجحة لما يمكن أن يكون، لا لما يمكن ألاّ يكون.




#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكوين العراق المعاصر
- عولمية عربية بلا تشريعات حيوية
- الأحْياء يخْسَرَهُم الأمْوات ! رِسالَةٌ عابِرةٌ الى كُلّ الأ ...
- الصحافة العراقية تاريخ رائع يدخل متاهة الانفلات !
- المسيري : الرحيل الاخير
- مبادئ وخطوات لا صناديق وشعارات !
- مَن يُنقِذُهُنّ مِن أيدِي البَرابِرة الجُددْ ؟
- هل من ضوابط قانونية للصحافة الالكترونية ؟
- باراك حسين اوباما : البدل الامريكي الضائع !
- مسّلة الجوع : أين سلال الغذاء العربية !!
- إشكالية - التاريخ - في الثقافة العراقية
- وقفة عند مؤرخي اسرائيل الجدد
- شرانق الماضوية والقطيعة التاريخية
- امريكا مطالبة باعتذار تاريخي !!
- قصة التحّول التاريخي من عالم بريطانيا القديم الى عالم امريكا ...
- ثقافة الكراهية .. فجيعة التاريخ !
- البرلمانيون العرب .. هل يمثلون مجتمعاتهم ؟
- مار بولص فرج رحو : علامة تاريخية فارقة على طريق العراق
- قمّة خطابية ام ورشة عمل قيادية !؟
- ديميتري مدفيديف: الخروج من عباءة بوتين


المزيد.....




- الجمهوري أرنولد شوارزنيجر يعلن دعمه للديمقراطية كامالا هاريس ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل
- كوريا الشمالية: تصرفات الولايات المتحدة أكبر خطر على الأمن ا ...
- شاهد.. ترامب يصل إلى ولاية ويسكونسن على متن شاحنة قمامة
- -حزب الله- ينفذ 32 عملية ضد إسرائيل في أقل من 24 ساعة
- بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى التجديد العاجل للخدمات الم ...
- وسائل إعلام: تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائ ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل (صور)
- إعصار كونغ-ري يقترب من تايوان والسلطات تجلي عشرات الآلاف وسط ...
- ما هي ملامح الدبلوماسية الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط ...


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - بازار المخفيّات المتبادلة