زياد أبوالهيجاء
الحوار المتمدن-العدد: 2373 - 2008 / 8 / 14 - 10:55
المحور:
القضية الفلسطينية
يوم محمود درويش , المتوهج بدموع المشاعر الوطنية والانسانية النبيلة, أعاد الى نفوس الفلسطينيين , مشاعر فخر واعتزاز , ظلت مضرجة منذ سنة ونيف , تحت ركام من سحب الخجل التي زالت اليوم , بنفوذ هذه القصيدة الجماهيرية العظيمة, التي صاغها مع الجميع محمود المسجى ....قصيدة الشوارع الغارقة بالناس في انتفاضة ذات طابع فريد, قصيدة فلسطين الواقفة من جديد بين نار الاحتلال وظلام الانقلاب, قصيدة تسير على أقدام , وترى بعيون واسعة وذكية , ويرتفع لحنها محلقا في صوت الجماهير , ويتألق دمعها في ملامح الفلسطينيين.
يوم محمود درويش , يوم الحسم الثقافي , والحضاري , والانساني , يوم اعلان الهوية الواضحة , من جديد , وبقوة , هوية شعب بمشروع وطني حضاري وتقدمي وديمقراطي , لامكان فيه لجاهلية الانقساميين , ولامكان فيه لمن اختاروا العبث بالتاريخ وبالجغرافيا.
في يوم محمود درويش , ألقى الرئيس الفلسطيني قصيدة ...بينما ألقى سميح القاسم كلمة , فلم تخن الكلمة الضاربة في السياسة , القصيدة الموغلة في الحلم , وهل كانت أشعار محمود درويش أكثر من أفق جميل لخطى ياسر عرفات؟
لكل فلسطيني أن يشعر اليوم بالفخر , بأنه فلسطيني , ينتمي لشعب يبكي شاعره الأكبر , ويجعل من رحيله يوما يؤكد فيه بأن لامستقبل في فلسطين , سوى لمجتمع فلسطيني متحرر, وديمقراطي , يرفض الاحتلال , كما يرفض الانقلابات ومشاريع التخلف , لامستقبل في فلسطين الا لفلسطين , نموذج التعددية والحريات , حتى وهي مكبلة بقيود الاحتلال.فهي اعتادت أن تتدرب على الحلم في عز الجراح , وأن تتدبر الحياة في ظلمة الموت.
#زياد_أبوالهيجاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟