سنان العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 2373 - 2008 / 8 / 14 - 11:22
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
لا يبدو ان العرب وخاصة الرجال منهم جادون في معرفة لماذا اغرمت العربيات بشخصية مهند ولماذا استطاعت رقة هذا الشاب ان تسبي نساء فحول العرب امام اعينهم فمنهم من انفجر غاضبا وطلق امرأته والاخر اشبعها ضربا وثالث حطم التلفزيون حتى دفع برجال الدين للتدخل ووضع حد لفتوحات مهند التي لم تستطع تهديدات الازواج ولا لعنات رجال الدين ايقافها . واصبح مهند بالنسبة للعربان ذالك الغازي الذي يأتي بحصانه كل مساء ليخطف زوجاتهم وهم عاجزون عن ايقافه .
والحقيقة ان مسألة مهند وما اثارته من زوابع داخل المجتمع العربي لهي في غاية الاهمية لمعرفة النقص العاطفي الذي تعاني منه هذه المجتمعات والعلاقات الزوجية الباردة واسلوب الازواج في معاملة زوجاتهم والذي لا يختلف كثيرا عن اسلوب التعامل مع الخادمة وربما اسؤا .
فشاعرية مهند قد عرت الرجل العربي من ادعاءاته المتخلفة اتجاه طرق التعامل مع الزوجة والتي زرعها فيه المجتمع المتخلف بالاضافة الى رجال الدين الذين لا يكفون عن التدخل في الحياة الزوجية للناس عن طريق الافكار التي ينشرونها في خطبهم والتي تؤثر كثيرا في الرجال الذين يحضرون هذه الخطب او يسمعونها من خلال القنوات او الراديوات ، وهي افكار مغلوطة عن المرأة وعن طبيعتها تحرف نظرة الرجل وتجعله يعاملها كعبدة لا بل يتوقع منها ان تكون كالعبدة والا فإنها ليست الزوجة المثالية التي صورها له رجال الدين فالزوجة المثالية التي يصورها رجال الدين المسلمين هي تلك المراة التي لا تلفظ كلمة (لا) امام زوجها وتنفذ كل اوامره بدون مناقشة وليس لها اي طموحات غير طموح ارضاء زوجها. فتوقع عزيزي القارئ بعد ان يعود الزوج من الجامع الى بيته وهو مشبع بكل هذه الكمية من الافكار الخاطئة عن المرأة وخاصة الزوجة ، كيف سيكون الحال ، فأول ما سيحاول القيام به هو اركاعها نفسيا ليشعر برجولته وفي حال كان للزوجة كرامة ورفضت الخنوع والخضوع بهذا الشكل المهين لزوجها فأن زوجها تثور ثائرته ويبدأ بمعاملته بقسوة كونها لا (تطيعه)، ويبدأ بالادعاء انها امراة عنيدة ولا تسمع كلامه، وبالطبع الحب والرومانسية اصبحت في خبر كان هذا ان كانت اصلا موجودة ، وهو ما يفسر ازدياد حالات الطلاق مع ازدياد التيار الديني في الوطن العربي فرجال الدين (وعكس ما يدعون ) يجهلون كل الجهل طبيعة المرأة ويتظاهرون امام الناس بأنهم العارفين بالعلاقات الزوجية، لكن الحقيقة انهم من يهدم العلاقات الزوجية بأفكارهم المضادية للمراة والتي تعكس عقد الرجل الشرقي اتجاه المرأة مغلفة بغلاف الدين.
ان الرجل العربي قد تربى منذ نعومة اظافره على ثقافة العنف القبلية و ما يسمى (الخشونة) اعتمادا على احد النصوص الدينية الذي يقول (واخشوشنوا ) لذا تعتبر الرومانسية والرقة عيبا على الرجل فهو لا يستحي من ضرب زوجته بقدر ما يستحي من تقبيلها ولا يستحي من شتم زوجته امام الناس كما يستحي من مغازلتها او على الاقل من مدحها ، وعندما يخرج مع زوجته ففي العادة يحب لعب دور المتعكر المزاج والمتزمجر على لعب دور الحبيب الذي يمشي بجانب زوجته. وحتى عند ممارسة الجنس يكون فعلا غريزيا خاليا من المشاعر اكثر منه علاقة حب بين رجل وامرأة .
وبالرغم من ان الادعاء الذي نشره العربان من ان سبب اعجاب النساء العربيات بمهند هو وسامته الا ان هذا الادعاء غير صحيح، فمهند ليس اكثر رجل وسامة ظهر على الشاشة، بل ان السبب الحقيقي هو شاعريته التي يفقدها الازواج في بلاد العربان والتي جعلت الكثير من الزوجات تحلم بزوج مثل مهند ،وكعادة العرب الذين يرفضون الاعتراف بأخطائهم فهم يرفضون الاعتراف انه لولا تصدع جدران علاقاتهم الزوجية لملا استطاع مهند ان يخترقه بسهولة ولو كانوا قد خلقوا بعض الاوقات الرومانسية لزوجاتهم لما تسمرت زوجاتهم امام التلفاز في وقت عرض نور ومهند .
ان الرجل العربي بعد ان احكم غلق الابواب على زوجته واطمئن الى حبسها في زنزانة بيتها ولفها بأمتار من قطع القماش الاسود لم يكن يتوقع انها ستهرب منه بخيالها مع شخص اخر وهنا كانت الصدمة . فلم يبق سوى عصب عيونها لكي لا يكون هناك ما تتخيله وهو ما فعله بالتعاون مع رجال الدين في منع مشاهدة المسلسل الذي لم يكن هناك ما يبرر هذه الفتوة لهذا المسلسل بالذات دون غيره من البرامج التلفزيونية التي لا تختلف عليه بمحتواها سوى انه هز موقع الديكه المنفوشة في حضائر الدجاج .
#سنان_العراقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟