معين شلبية
الحوار المتمدن-العدد: 2373 - 2008 / 8 / 14 - 08:23
المحور:
الادب والفن
الشاعر معين شلبية ينعي فقيد الأمة الشاعر الكبير محمود درويش
بسم الله الرحمن الرحيم
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
ببالغ الأسى والحزن وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره
نتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة
في وفاة المغفور له بإذن الله الشاعر الفلسطيني الكبير، معلمي الأول وملاذي الأخير
"محمود درويش"
سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه.
"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي"
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعون.
فكرت منذ أن تلقيت نبأ موتك بمحنة الكتابة، هذه المحنة التي تعيدني دائما إلى النظر في أدبيات الفقد التي طالما ارتبطت بالبكاء على الغائبين.
والآن وأنت أيها "الخاص" مسجّــى على هذا المفترق، هل يكفي أن أستعيد في هذه الكلمات زمنا من التفاصيل معك.. لا، لأن حادثة موتك المفجع بالنسبة لي تتمايز بأنها سابقة تراجيدية داهمتني دفعة واحدة دون استئذان، فموتك جاء كعاطفة عاصفة تتحسس أدق تفاصيل حياتي. كيف يمكن النظر في واقعي الآن؟ وأنا اقرأ مأساة موتك في عقلي وضميري وقلبي وروحي، فإذا كان الموت قد اختارك لان يخرجك مكللا من زحمة الزمان الدنيوي ليأخذك إلى العلوي، كأن هذا الموت يخبرنا بمدى التصاقه فينا حين دلتني عليك تلك الفراشة المحلقة التي هزت جناحها في مكان ما وسببت إعصارا في مكان آخر من هذا العالم.
لقد كان سؤال الحياة، العشق والموت سؤالك ما دمت تكتب... لقد كنت شاعرا في زحامك ومزدحمًا في شعرك كشجرة واقفة تنثر نثار التسامح والمحبة والجمال وأنت الذي عثرت على كنوز الشعر في طين الحياة جعلت من تجربتك تجربة ثورية وجودية متمردة قابلة للحياة رغم استعارات الموت العديدة حتى صغت من قسوة الحياة ألواح الشعر وجمالياته، وآلية الدفاع عن الحياة في وجه ما يجعلها عبئا على الأحياء. وها أنت الآن في غيابك، أقل موتا منا، وأكثر منا حياة !
"أثر الفراشة لا يُرى - أثر الفراشة لا يزول - هو جاذبية غامضٍ يستدرج المعنى ويرحل حين يتضح السبيل - هو خفة الأبدي في اليومي.. أشواق إلى أعلى.. وإشراق جميل" .
#معين_شلبية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟