|
بلعين مرة ....أخرى
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 2372 - 2008 / 8 / 13 - 04:17
المحور:
القضية الفلسطينية
بلعين التي أضحت العنوان الأبرز في النضال الشعبي الفلسطيني ومقاومة الجدار،دائماً تجترح البطولات،وقد أصبحت قبلة ومحج الكثير من رجالات الأعلام والصحافة والوفود التضامنية فلسطينية وأجنبية ،قبل مدة لا تتجاوز الأسبوعين،حيث أقدم جنود الاحتلال على ارتكاب جريمة حرب جديدة،تمثلت بإطلاق أحد جنودها بأمر من قائده رصاصة مطاطية من نقطة الصفر على قدم المناضل أشرف أبو رحمة"الضبع"،وهو مكبل اليدين ومعصوب العينيين،عندما توجه الى قرية نعلين المجاورة للمشاركة في مسيرة احتجاجية على جدار الفصل العنصري،الذي يلتهم الجزء الأكبر من أرض البلدة ويقطع أوصالها،وبما يثبت مدى الحقد والعنصرية عند هؤلاء الجنود،هؤلاء الجنود الذين حاولوا كالعادة إخفاء معالم جريمتهم ،من خلال ارتكابها في منطقة معزولة عن عيون الناس والصحافة ووسائل الإعلام،ولكن طفلة فلسطينية لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها تدعى سلام عميرة استطاعت أن توثق هذا الحدث،حيث قامت بمسح شريط تخرجها ،وتسجيل هذا الحدث بدلاً منه،هذه الطفلة التي حركتها الجريمة ومشاعرها الصادقة والنبيلة والمنتمية لشعبها وقضيتها،كانت عرضة لاستجواب ومساءلات الاحتلال ومخابراته،وعندما تكشفت جريمة الاحتلال بدلاً من الاعتذار ومحاكمة من قاموا بفعلتهم،قاموا باعتقال والد الفتاة التي صورت المشهد،وحكم عليه بالسجن مئة يوم،هذه الجريمة وما تبعها من اعتقال لوالد الفتاة،لم ،تحرك من يدعون الغيرة والحرص والوصاية على حقوق الإنسان من أمريكان وأوروبيين رسمين ومؤسسات حقوقية وإنسانية،والذين لو كان المجرم فلسطيني او عربي والضحية إسرائيلي،لقامت الدنيا ولم تقعد،وربما تحركت المحكمة الدولية ومعها الأمين العام للأمم المتحدة ومؤسسته الدولية،من أجل محاكمة من قام بهذه الجريمة،ناهيك عن البث المستمر لهذه الجريمة في كل الفضائيات والمحافل الدولية منددة ومستنكرة الوحشية واللاسامية،وفي "تعهير" واضح وازدواجية معايير مفضوحة ومكشوفة للقرارات والممارسات الدولية تجاه نفس القضايا. المهم توجهت أنا وعدد من الأصدقاء منهم الرفيق إحسان كامل "أبو عرب" أحد ابرز قيادات حزب البعث العربي الاشتراكي(منظمة الصاعقة) في الوطن والمناضل عمر شحاده مدير مركز ومؤسسة الهدف الإعلامية والنقابي هشام عبيدات،من أجل الاطمئنان على هذا المناضل والقائد الميداني أشرف أبو رحمة"الضبع" والتضامن مع أهل بلعين،والوقوف الى جانبهم في معاركهم النضالية الأسبوعية ضد جدار الفصل العنصري الذي يلتهم أرضهم ويقضي على مصدر رزقهم،وكانت لنا جلسة في بيت أنس أبو رحمة،حيث استقبلنا وجهاء وفعاليات البلدة وفي مقدمتهم رئيس المجلس المحلي السيد احمد عيسى ياسين والوجهاء احمد سماره وراتب سماره وعدد من أعضاء مركز الهدف السادة عبدالله أبو رحمة وثائر أبو رحمة وغيرهم،وفي الجلسة التي تميزت بأصالة وبساطة وصدق أهل البلدة،روى لنا المناضل أشرف أبو رحمة "الضبع" الحدث وقال لم أكن أعلم انه تم إطلاق الرصاص علي من نقطة الصفر،بل اعتقدت أن شظية قد أصابت قدمي،من القنابل الصوتية التي يطلقها جنود الاحتلال،حيث شعرت بخدر شديد في قدمي وارتميت على الأرض،ومن ثم نقلت في سيارة إسعاف الى البلدة وقدمت لي الإسعافات اللازمة،ويقول شقيقه عبدالله،كنت أستعد لزيارة أسير محرر،وإذا بأحد الأصدقاء يتصل بي ويقول لي بأن هناك مناحة في بيتكم،حيث اعتقدت والدة عبدالله وشقيقته،بعد أن بث شريط الاعتداء على أشرف أنه تم تصفيته من قبل جنود الاحتلال،ولم يصدقن أنه على قيد الحياة،إلا بعد ما تحدث إليهن،وفي اللقاء والذي عرج على الكثير من المواضيع،حيث القي إحسان كامل "أبوعرب" كلمة باسم القوى الوطنية والإسلامية،شدد فيها على أن جرائم الاحتلال هذه،تهدف الى كسر إرادة وصمود الإنسان الفلسطيني،وقال أن أهل بلعين وغيرها من القرى الفلسطينية بنضالاتهم الشعبية هذه، يمهدون ويعبدون الطريق نحو انتفاضة شعبية عارمة،وأضاف أبو عرب،أن شعبنا يختزن الكثير الكثير من الطاقات والإبداعات،وأنه على القيادات الفلسطينية في كافة أحزابها وهيئاتها ومواقعها ومؤسساتها،العمل على دعم ومساندة الفعاليات الجماهيرية والشعبية ضد الجدار،من خلال المشاركة الفعلية والمتواصلة،والمسألة ليست مجرد شعارات"وهوبرات"إعلامية،وشدد على ضرورة توحد كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني،في هذه المعارك النضالية،فوحدة أهل البلدة بكل ألوان طيفها السياسي والتفاف الجماهير حولها،هو وحده الكفيلة بتحقيق الانتصار،وفي المقابل شرح لنا المناضل والقائد الميداني"الضبع"،انه رغم اعتقاله ووضعه في جيب حرس الحدود،وتعرضه للضرب المستمر من قبل جنود الاحتلال،فإنه لم يتخلى عن العلم الفلسطيني وعصبة المناضل الأممي"تشي جيفارا" الملتفة حول معصمه،وأكد الأهالي أن الاحتلال شرع في استخدام سلاح جديد ضد المتظاهرين،بالإضافة للرصاص الحي والمطاطي والقنابل الصوتية والمياه العادمه والملوثة،إلا وهو سلاح"الظربان"،نسبة الى حيوان"الظربان" والذي يطلق رائحة كريهة جداً عندما يشعر بالخطر،وهذه المادة ترش على المتظاهرين من مدافع رشاشة،وهي عندما تلتصق بملابس أي من المتظاهرين،فمن الصعب جداً أن تزول حتى بالغسل والغلي بالماء،كما أن الأهالي أبدوا غضباً وعتباً عاليين على السلطة والأحزاب والفصائل،وقالوا أن تجربة بلعين في النضال الشعبي والجماهيري،يجب أن تتحول الى حالة نضالية عامة،في كل المناطق التي يلتف ويقتطع أرضها الجدار،فها هو النضال الشعبي يؤتي ثماره،وتنتقل شرارته الى باقى القرى الفلسطينية،نعلين والمعصره وسلمونه وجيوس وغيرها. وأهل بلعين بحاجة الى دعم ومساندة حقيقية في هذا الجانب،دعم يمكنهم من الصمود ومواصلة تصديهم لممارسات الاحتلال،فنضالهم المتواصل والمستمر،أثمر عن تفكيك جزء من جدار الفصل العنصري،وإذا ما لقي الدعم والرعاية فحتماً سينجح،في تحرير كل أرض القرية من براثين هذا الجدار،الذي أضراره توازي أضرار النكبة،بل وتزيد عنها قليلاً،والمؤسسة الثقافية الوحيدة في بلعين،مركز الهدف الثقافي،وفي أثناء تجوالنا به،لمسنا إمكانياته البسيطة،من تأثيث وتجهيزات،ناهيك عن الأعداد المتواضعة من الكتب على رفوف مكتبته،فحبذا لو أن العديد من مؤسساتنا وسلطتنا وأحزابنا،تعمل على دعم ومساندة هذا المركز،والذي هو حاجة ملحة وضرورية،لقرية فلاحيه بسيطة تفتقر الى الكثير من الخدمات،ولكنها على رغم قلة عدد سكانها،فهي بإرادة أبنائها والوحدة والتلاحم والتعاضد والتكاتف،تسجل نماذج حية وايجابية في معارك التصدي للجدار،وأشرف أبو رحمة"الضبع"،والذي أضحى أحد العناوين البارزة ليس لأهل بلعين فقط،بل لفلسطين في الجرأة والشجاعة، في نضاله وسلوكه اليومي في معارك الجدار،يحتاج لكل الدعم والمساندة،ومثله من يمنح الأوسمة والنياشين،لا من يتسلقون على نضالات وعذابات هذا الشعب،وبلدة بلعين الرائدة في معارك الجدار،بحاجة لأن تمنح نوط أو نيشان أو وسام القرية الرائدة والطليعية في معارك الجدار،ومع كل الاحترام للهدايا الرمزية من دروع وشهادات تقدير"للضبع "وأمثاله،فهذا لا يغني عن توفير حياة كريمة له ولأمثاله، لكي يواصلوا دورهم ويكملوا مشوارهم النضالي والكفاحي،وأنا بدوري أوجه دعوة للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية،أن تعتمد العديد من لجان الجدار والاستيطان،كمتفرغين على كادر منظمة التحرير الفلسطينية،وخاصة أن الكثير ممن هم متفرغين على المنظمة وغيرها،هم مجرد بطالة مقنعة ولا يقومون بأي دو،وهؤلاء أولى بالوظيفة والراتب من كثير من حملة الألقاب والأوسمة والنياشين،فهل هناك من يلتقط هذه الرسالة وهذا النداء،أم ستبقى مقاومة الجدار والاستيطان،مجرد شعارات ولقاءات فضائية ومتلفزة،وندوات ومحاضرات وظهور أمام الكاميرات.؟
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عام الخسارات الفلسطينية والعربية/ العظماء يرحلون بصمت!!!
-
هل اطلاق سراح نواب ووزراء حماس/ مقدمة لانجاز صفقة التبادل بي
...
-
لقاء عباس - -أولمرت- في الوفت الضائع !!
-
برسم حسن النوايا الاسرائيلية / الافراج عن خمسة أسرى فلسطينيي
...
-
مفارقة / ما بين-أولمرت- والزعامات العربية !!
-
تصفيات....اغتيالات.....هدم.....اعتقالات فلسطينية واسرائيلية
-
بين سعدات والبرغوثي
-
حزب نور وتيار مهند
-
أمريكيا ليس لها أعداء دائمين/ فهل يتعظ المعتدلون العرب؟؟؟
-
الأسرى القدماء/ ملف -شاليط- والفرصة الأخيرة
-
من نصر تموز /2006 الى نصر تموز/ 2008
-
ويبقى الوطن مستباحاً/ العراق....فلسطين....السودان....ف...
-
بلعين الجدار..... بلعين الحوار...... بلعين أشرف أبو رحمة ...
...
-
المطلوب ميزانية خاصة للأعراس والمناسبات الاجتماعية الأخرى!!؟
-
نابلس......اقتحامات....القدس.....استيطان....غزة حصار رغم الت
...
-
من ذاكرة الأسر 35
-
الصحفي الاسرائيلي-روني شكيد-والتحريض على الأسرى الفلسطينيين
-
فتح المعبر.... سكرالمعبر... ودفعوا الرواتب .... وقطعوا الروا
...
-
مفارقات غزة- المكبر - صورباهر
-
من ذاكرة الأسر 34
المزيد.....
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|