أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل الجباري - مشاهد من ‘‘الزمن الجديد’’ -1-














المزيد.....


مشاهد من ‘‘الزمن الجديد’’ -1-


كامل الجباري

الحوار المتمدن-العدد: 2370 - 2008 / 8 / 11 - 09:56
المحور: كتابات ساخرة
    


ملاحظة: ليست هذه المشاهد أفكارا لمسلسل عربي أو هندي أو ما يشابه مسلسل (حبيب و حبيبة) الذي تعرضه قناة الديار الفضائية, بل هي جزء من أفكار تلفزيون الواقع الذي تنتجه شركة (New Time) أليبرالية الجديدة الأمريكية وتسوقه باستمرار إلى جميع أنحاء العالم, لذا أقتضى التنويه.
مصائب قوم
توقفت بنا السيارة في أحد أسواق المدينة قرب بائع السمك. قال أحدنا: أنه سمك من النوع الجيد. أعترض آخر بأنه لا يأكل السمك إلا إذا كان حيا (يلبط) في حوض ماء. انتابت الجميع موجة من الغضب والحقد عليه, وتتالت عليه الكفخات –الكفخة بالعراقي هي الضرب بكف اليد على الرأس- نظر إلينا بدهشة وعلامات الاستفهام تغمر وجهه, أجابه أحدهم: ويلك إننا لا نجد الماء لنشربه وتريد ملئ أحواض السمك به.. والسبب في ذلك الانفعال هو إن معظم أنحاء المدينة تفتقد إلى الماء معظم ساعات اليوم, فقد تفوقت مديرية الماء على مديرية الكهرباء في القطع غير المبرمج, سألنا أحد أصحاب الحظوة عند أولي الأمر عن سر هذا الانقطاع. أجاب مشكورا إنهم ينقبون عن الأوساخ في الأحواض و الأنابيب لصيانتها. علق أحد الظرفاء لو أن جرذا ينقب في جبل, طيلة هذا الوقت, لنقبه, فما بال أصحابنا؟ طالبنا أخونا ( المكفوخ) برد اعتباره وديا وإلا فأنه سوف يقاضينا بعد أن أثبت بالدليل القاطع أن انقطاع الماء المستمر ذو فائدة, فقد كان هذا الشارع الذي نمر عليه يوميا, عبارة عن بحيرة اختفت باختفاء الماء عن الأنابيب. علق الظريف مرة أخرى.. مصائب قوم عند قوم فوائد.
تساكن
كنت وبعض الأصدقاء نسير في طريقنا إلى مركز المدينة وقد احتدم النقاش بيننا حول مشروع قانون انتخابات مجالس المحافظات, كما يحتدم النقاش بين أعضاء البرلمان دوما, والناس على دين ملوكها. الشارع الذي نسير فيه غريب وعجيب كالواقع العراقي. فعلى إحدى جوانبه تمتد القبور, بينما تم هدم بعضها على الجانب الآخر ليجري تشجيره, بينما الباعة المتجولون يعرضون بضائعهم المختلفة وهم ينظرون إلى المارة بترقب بعد أن انتفعوا من التكنولوجيا حيث استعاضوا بالات التسجيل لتنادي على بضائعهم وأسعارها بدلا من حناجرهم في تساكن عجيب بين الحياة والنماء والموت والفناء. أللافت للنظر أيضا الانتشار الكثيف للمتسولين الذين يزدادون عددا يوما بعد يوم.. كان من بينهم امرأة عجوز ذو وجه شاحب وبائس وقد افترشت الإسفلت وسط الشارع.. صرخ أحد المتناقشين بألم: أنظروا إلى هذه العجوز, فهل تحتاج هي وأمثالها إلى الصور أو الشعارات لحل مشاكلهم أم أنهم يحتاجون إلى البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها ذات الآليات الواقعية الواضحة؟ انتهى الشارع لنجد أنفسنا في قلب المدينة حيث ابتلعت الشعارات والصور جدران المدينة والعديد من فضائاتها.
المشهد الثالث
أجتمع المهمشون والمتسولون وسألوني بغضب: ما الذي تغير.. هل نحن حقا في زمن جديد؟ أمام سؤالهم المشروع لم أجد غير إجابة المرحوم جعفر السعدي: غريب أمور عجيب قضية. ضحكوا جميعا وشر البلية ما يضحك.



#كامل_الجباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإشكال اللبناني
- قصص قصيرة جدا -الحكاية الرابعة عشر لهلكان العريان
- رسائل (هلكان العريان)الثانية والعاشرة
- وقيدت ضد مجهول-الحكاية الثامنة لهلكان العريان
- المختصر المفيد في شرح قانون النفط والغاز الجديد
- طبقة الاوزون العراقية


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل الجباري - مشاهد من ‘‘الزمن الجديد’’ -1-