أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن لطيف علي - حبزبوز..وريادة الصحافة الساخرة في عراق الثلاثينات














المزيد.....


حبزبوز..وريادة الصحافة الساخرة في عراق الثلاثينات


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 2370 - 2008 / 8 / 11 - 10:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يمكن اعتبار نوري ثابت المعروف بأسمه المستعار "حبزبوز" والذي ذاع به صيته رائد الصحافة الهزلية في تاريخ الصحافة العراقية ،حيث أكتسب شغف الناس وكسب شعبية بينهم وصنع له طبقة من القراء والمريدين ، كان مرها من أسلوبه البسيط ولغته السلسة والأهم تملسه لهواجس المواطن البسيط وعرض همومه ، منتقدا لاذعا حالات اجتماعية وسياسية كثيرة. ويعزي البعض هذه الطرائق في الأدب و الصحافة الهزلية مردة طبيعة الحياة وقسوتها والمحن التي تحيق بالإنسان البسيط الذي يسعى إلى من يجبر خاطره ويواسي حاله ولاسيما بالهزل لكي ينسيه همومه .فالأدب الساخر في ذلك الحين كان يعكس طبيعة الناس وكياستهم وتجملهم وصرامة نظامهم الاجتماعي ولم نجد فيه موقع للشتائم والسباب والكلام المشين المجرح كما هو الحال في أيامنا الحاضرة. وهكذا لعب دورا كبيرا في الصحافة العراقية،حتى أشار إليه الشاعر جميل صديقي الزهاوي محييا جريدة حبزبوز:
الهزل في الكلام كالملح في الطعام
قليل كثير ومره نمير
رب عتاب حمد ورب هزل جد
طرائف الهزال كالدور الغوالي
امتلك حبزبوز روحا فكاهية وكانت مقلاقته الساخرة تقرأ بلهفة ، بما أحتواه من حكاوي وأحاجي وسرد لأمثال ومصدرها و"رباط" مقصدها ، وكان متأثرا بالكتاب الاتراك الساخرين واضحا جدا بالرغم من إنحسار النشر في العراق حينئذ. فقد ولد حبزبوز عام 1897 في مدينة السليمانية ، حيث كان والده ضابطا في الجيش العثماني ،ثم دخل الى المدرسة الاعدادية في بغداد ثم ذهب الى الآستانة ودخل الى المدرسة العسكرية وتخرج برتبة ملازم ، وأثناء الحرب العظمي اصيب وعاد إلى العراق فعين معاونا لمدير المدرسة الجعفرية وبعدها الى وزارة المعارف..مارس حبزبوز النقد اللاذع بأسلوب طريف وساخر ، وقد طرد من وظيفته ولجأ الى اصدار جريدته التي عرف باسمه المستعار "حبزبوز" والتي ما يزال صداها الى وقتنا الحاضر عالقة في الذاكرة العراقية.و بقيت الجريدة مستمرة الصدور لمدة ثماني سنوات حتى وافاه الاجل عام 1938 ، وقد وصف رفائيل بطي الصحفي المخضرم اسلوب حبزبوز "أسلوبه محبب الى الناس ، تمازجه تعابير دارجة عند الدهماء ، مطعمة بالامثال السائرة على ألسنة الناس على اختلاف طبقاتهم وتحليها حكايات ونوادر مما يتناقله الجمهور من عهد العثمانيين ، ويختزن الكاتب من ذاكرته منها محصولاً وافراَ".
في العدد الصادر في اليوم الثالث من كانون الثاني عام1931 صورة كاركاتورية لبعض النواب وهم يدخلون من باب كتب عليها "مجلس الامة " وعلق حبزبوز عليها قائلاًُ :
يا فتاح يارزاق رب يسر ولاتعسر . أهلا وسهلاً بالنواب .يابه أغواتنا ..جيتم ، دقعدم انتخاب رئيس :55 جعفر العسكري ، 21 جميل المدفعي ، ورقة بيضاء ... الخ
هذا كله مما لايهمني، وانما الذي يهمني أن تفتحوا عيونكم في كل جلسة ولاترفعوا الاصابع الا بعد وخزة الضمير ..هذا ودمتم لخادمك أفندم. وكم تذكرنا تلك الأوصاف بما نحن به اليوم، ولكن من يجرء لدينا وبعد ثلاثة أرباع القرن أن ينتقد عندنا حالة فلتان أو برلمان أو سلطان.



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد مطر ..شاعر الرفض والتمُرد
- د. عبد الخالق حسين : المستقبل هو للحركة الليبرالية والتيار ا ...
- الدكتور قاسم حسين صالح : النظام السابق احدث تخلخلا كبيرا في ...
- الباحث والمحقق عبد الحميد الرشودي ..حكاية الحياة والادب والص ...
- د. عقيل الناصري: ثورة 14 تموز نقلة نوعية وأول مشروع حضاري
- الشاعرة والناقدة فاطمة ناعوت : القصيدةُ الحقيقة تقول: -أنا ق ...
- عدنان الصائغ : الشعر يستوعب الوجود كله
- تركت حركة المسرح العراقي أثرها البالغ في كل عقد من العقود فا ...
- البغاء على شاشة السينما المصرية
- الباحثة امل بورتر : قابلت عبد الكريم قاسم وحزنت لمقتله
- الفنانة شوقية العطار:كانت أغنياتنا سلاحا بوجه النظام القمعي ...
- عن الزمان .. أبعاده وبنيته
- التربية على المواطنية
- من يصنع الدكتاتور ؟ .. في خصوصيات الواقع الصعب
- الإعلام العراقي بين الحرية والانفلات
- إنقذوا زهير أحمد القيسي
- الروائي محمود سعيد: المؤسسات الدستورية هي من تتيح ازدهار الث ...
- المخرج العراقي جميل النفس: بعد فيلم (ابو غريب) سأوثّق جريمة ...
- مؤسسة الحوار المتمدن تصدر كتابها الرابع في العراق.. واقع الم ...
- الشاعر عبد الكريم هداد: المتغيرات الجديدة في العراق لن ينجح ...


المزيد.....




- إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب ...
- الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال ...
- الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف ...
- الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم ...
- الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها ‏أغام بيرغر تلتقي والديها
- -حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م ...
- -الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
- ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا ...
- خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في ...
- الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن لطيف علي - حبزبوز..وريادة الصحافة الساخرة في عراق الثلاثينات