ابراهيم زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 2370 - 2008 / 8 / 11 - 09:54
المحور:
كتابات ساخرة
يوم توجهت اصابع الاتهام الى وزارة التجارة بوجود فساد في عقودها من قبل احد السادة البرلمانيين الذي اصر في حينها على استدعاء السيد وزير التجارة الدكتور عبد الفلاح السوداني واستجوابه امام مجلس النواب ، جاء الرد سريعا من
الوزير بالاعلان عن حملة وطنية لمعالجة الوضع في وزارته ووضع جميع ملفاتها امام الجهات الرقابية من باب اثبات سلامة موقفه كما يقولون.
وقد استبشرت خيرا بهذه الحملة التي رافقتها تصريحات للسيد الوزير يؤكد فيها استيراد مواد الحصة التموينية من مناشىء عالمية معروفة لتحسين وضعها ، فضلا عن البشرى التي زفها احد المسؤولين في الوزارة ذات مرة بان الحصة التموينية ستشهد اضافة نوعية وكمية ، وتبين ان التصريح كان للاستهلاك الاعلامي المحلي ، فلااضافة ولاهم يفرحون!
فالحصة التموينية التي لاتزال بطاقتها تدخل في جميع المعاملات الرسمية للمواطنين تصل بالقطارة ، وفي كل مرة تتجه الوزارة الى تعويض المواطنين ماليا لعدم توفر الكميات المطلوبة وبذلك تتخلص الوزارة من احراج كبير، مع ان التحسن الامني اصبح ملموسا والحمد لله ، الا اللهم ان كانت المسألة تتعلق بالناقلين او المستوردين.
ودعونا من الحصة التي صارت حكاية قديمة ملها الشعب العراقي الذي شبع من التصريحات حد التقيؤ ، ولكن حصة الشاي من النوعية الرديئة قضية مزمنة ، اذ انها ليست ابنة اليوم ، وبسبب رداءته باتت العائلة العراقية تتخلص منه عند اقرب مكب للنفايات وهذا بحد ذاته يمثل هدرا يضر بها ، وكان بامكان وزارة التجارة ان تعوض المواطن ماديا عن قيمة الشاي المهدور اضطرارا.
وربما يقول السيد وزير التجارة ولماذا تبطرون فترمون شايكم المستورد من دولة معروفة بتصدير الشاي ؟ ونقول صدقت ياوزير التجارة ، اننا شعب ذواق للشاي وربما نأتي بالدرجة الثانية في الوطن العربي استهلاكا للشاي بعد الشعب المصري و المهيل احيانا ، والشاي هو احد افراد العائلة وليس ضيفا عليها ، وتجده ايضا على طاولة المسؤول العراقي ، ولذا يحق لنا ان نعاتب الوزارة على رداءة الشاي الذي يصلنا في الحصة التموينية.
نأمل الايكون الشاي قد استورد لاسباب سياسية هو الآخر ، فكل شيء صار يمر عبر صفقة سياسية ، ومع ذلك نلفت عناية وزارة التجارة الى ان الشاي لايصلح للضيوف رجاء
#ابراهيم_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟