علم الدين بدرية
الحوار المتمدن-العدد: 2370 - 2008 / 8 / 11 - 05:30
المحور:
الادب والفن
لَيْتَ الأَيامَ ما اسْرَعَتْ بالتْوَالي ..
ولا انْقَضى عُمْرٌ ..
ولا جَرَّحَ الشَيْبَ ، سَهَرُ اللْيالِي ..
هي الدُنيا تَلْعَبُ ..
والأَقْدَارُ مَطَايا ..فَهَلْ نَرْكَبُ الْبَحْرَ ..
أَمْ نَعُومُ عَلى الأَمْوَاج ِ؟!
لَيْتَ الْنَوْمَ مَا زَارَ جَفْني..
ولا قَضَّ مَضْجَعِي طُولُ الْرُقَادِ
هَذهِ الْحَيَاةُ يُوْمٌ وَيَمْضِي
والأجْيَالُ تَفْنى ..فَهَلْ عِشْنَا بِحَسْرَةٍ ..
أم تَزَوَّدْنا بِصَالِحِ الأعْمَالِ ؟!
هَذِه حَالُ الْشَاكِي في دَارِ الْتَّمَنِي
فَهَلْ اسْتَعْصَى الْدَمْعُ عَلى مُشَرَّدٍ بَاكِي ؟!
لاتَلَمْني يا رَفِيْقَ الْهَوى ..
فَوَحْدِي كُنْتُ الْقَادِمَ وَالْغَادِي
الْحَيَاةُ لا تُقَاسُ بِمَالٍ..
ولا تُعَدُّ بِالْدِّرَاهمَ والْحَوَاشِي
ولا هي بِمُتَيَّمٍ في الْحُبِّ شَادِي
ولا بِمُعْتَزِلٍ في قِمَمِ الْجِبَالِ
ولا بِمُشْتَهي الْمَلَذَّاتِ غَيْرُ الْمُبَالِي
ولا بِحَائِرٍ في أَهْوَاءِ الْظُنُونِ وَاْلأمَانِي
قَدْ افْنَيْتُ عُمْرِيَ بِالْتَمَنِّي وَلَمْ أُبَالِ
وَلَمْ أَمْلأْ كَأْسِي..
غَيْرَ دِمُوعِ الْحَسَراتِ
فَلَيْتَ الْوَهْمَ مَا شَتَّتَ فِكْرِي
ولا صَوَّرَ لِي الْدَهْرَ مَلاذ الْبَقَاءِ
ولا ابْتَسَمَ ثّغْرُهُ في لّيْلِ خَرِيْفِي
ولا ثَارَتْ زَوَابِعُ مَشَاعِري ...
ولا اكْتَوى بِنَارِ الشَّكِ قَلْبِي وَتَفْكِيْري !!
هَذي رِيَاحُ الرَّحِيْلِ تَهُبُّ عَاتِيَةً ...
لِتَرْوِي ظَمَأً تَأبَّدَ ، بَعْدَ جَفَافِ يَنَابِيعي
وَهَذي تَبَاشّيْرُ الْفَجْرِ لاحَتْ .. يَحْمِلُها الأَثِيْرُ
نَسَائِمُ الصُّبْحِ تَراقَصَتْ
وَبَزَغَتْ مِن مَشْرِقِ الآفَاقِ ..شَمْسُ الْيَقِيْنِ ..
واخْتَفَتْ أَطْيَافُ الْخَيَالِ .. في عَالمِ الأحْلام!!
ِمَا الْعُمْرُ الاَّ يَوْمٌ وَيَمْضِي
والْجَسَدُ مآلهُ الفَنَاءُ
والرُّوحُ تَبْقَى خَالِدَةً
تَسْرِي في عَالَمِ الْنَقَاءِ
#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟