مثنى حميد مجيد
الحوار المتمدن-العدد: 2369 - 2008 / 8 / 10 - 11:08
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
توفيت الشاعرة السويدية كارين بويه منتحرة عام 1941 .ولذلك ، وهذا ما تصل إليه قناعتي ، مازالت نفسها الطيبة الشفافة عالقة قريبآ من الأرض لم تستطع الإرتقاء بها إلى عالم النور نظرآ لأن قتل النفس خطيئة كبيرة بحق الحياة تثقلها بعد الموت وتشلها عن الصعود إلى موطنها الحقيقي وإن إستحقته.لكن نفس كارين ليست بالمرة نفسآ ظلامية بل نفسآ مفعمة بالنور والسلام وهي من فئة النفوس الناطرة الحارسة لقوى الخير والضياء على الأرض.هذا ما أحسسته وخبرته وجربته خلال الوقت الذي أمضيته في ترجمتي لها.لقد شعرت بها ، من بعدها الميتافيزيقي الاخر ، تبادلني الرؤى والأفكار والكلمات وتشاركني فعليآ في ترجمة قصائدها الجميلة والعميقة في معانيها وافاقها عبر لغة تخاطرية تسمو على كل اللغات الأرضية.وكارين لمن يقرأ بإمعان شعرها أو يتمرن على ترجمته منبع حب وعطف وسلام ينهل منه بلا حدود ويستزيد علمآ ويتسع أفقآ ويبعد غورآ في معاني الأشياء وكنهها وهي أيضآ تعلم التواضع والهبوط إلى أدنى مراتب التراب نظرآ لمحنتها التي حالت دون رحيلها ، وهي جديرة به ، إلى عالم الكمال المتقن.لكن نفسها الخيرة المليئة بالضوء جعلها مرشدة وحاضرة ، منتخية ومنذورة ، لكل إنسان ينشد المعرفة الحقة والوصال النافع بقوى الحياة العظمى.
وتمنح كارين بويه مترجمها قدرة باراسايكولوجية كبيرة تعينه في عمله تفوق قدرة أي أكاديمي ضليع في اللغات لكنها مع ذلك لا تعصمه من الوقوع في الخطأ كيما يألف العودة لها ولنبعها الدافق وليكون على بينة دائمة من وجوده الزائل.ولذلك ، فترجمتي لكارين لن تكون أبدآ ترجمة صورية نهائية تدعي الكمال الزائف بل إبداعية جدلية متجددة قابلة دائمآ للنقد والتمحيص والغربلة والتغيير وهو سر السعادة الغامرة المتجددة الذي تمنحه الشاعرة للمترجم المغامر والقاريء الجاد المتواصل لقصائدها.
......................................
قصيدتان لكارين بويه
لو أقدر أن أتبعك .1
لو أقدر أن أتبعك بعيدا ،
أبعد من أي شيء لك فيه عرفان ،
في الخارج من أقصى فضاءات
العزلة ،
حيث تطوي المجرة
ساطع رغو الزؤان
وحيث تبحث عن ممسك
في مطاوي المكان.
أعرف .ما هذا بإمكان.
لكنك إن تصعد مرتجفآ
وعن عمادك عميان ،
بإستقامة عبر الفضاء
فإن صراخك سيطرق مني اذان ،
فأكون لك دفئآ جديدا ،
أكون لك جديد أحضان
أكون منك قريبآ في عالم ثان
بين أشياء ليس لها إسمآ وليدا.
........................................
ملائكة الظلام .2
ملائكة الظلام بألسنة نيرانهم الزرقاء
كأزاهير النار بشعورهم السوداء
يعرفون الردود لعجيب أسئلة الكفار --
وقد يعرفون إلى أين يسير معبر الأقدام
من عمق الليل وحتى ضياء النهار --
وقد يعرفون مرفأ الواحد التام --
وفي بيت أبيهم قد يكون هناك
صفي مقام ، يحمل إسمآ لهم.
.........................................
karinboye.se
#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟