أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عماد علي - هل المراة قادرة على تحقيق اهدافها العامة لوحدها















المزيد.....

هل المراة قادرة على تحقيق اهدافها العامة لوحدها


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2371 - 2008 / 8 / 12 - 10:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا نخوض في الظروف التاريخية التي حصلت فيها التغييرات الجذرية لما كانت عليه المراة و تحولت من سيدة لكل ما يخص بها و كانت تتمتع بكامل حقوقها و اكثر من الرجل في الكثير من العهود الى ان تغيرت احوالها و هي الان في وضع لا تحسد عليه ، و لا نريد ان نتعمق في اسباب هذه الانقلابات و التحولات الجذرية التي جرت على وضعها لانها معروفة للجميع من حيث الظروف الموضوعية العامة المؤثرة على جوانب حياتها و الظروف الذاتية الخاصة بها و بما تتطلبه الحياة في كل مرحلة، و تاثير الافكار و العقليات و السياسات على سير الحياة و ظروف المراة عبر التاريخ، و هذا ما يحتاج الى بحوث و دراسات عميقة ، و تختلف من عصر لاخر و من موقع لاخر ، و لابد على الباحث ان يدخل في التفاصيل لكل ثناياها لينتج الحاصل النهائي الدقيق، و كيفية ايجاد طرق المعالجة للخلل الواضح الذي يخص معيشة و حياتها بشكل عام في انحاء العالم و في الشرق الاوسط بشكل خاص، و لابد الخوض في الحركات النسوية و مضامينها و مطاليبها و منجزاتها و اسباب نجاحاتها في حين و اخفاقاتها في حين اخر .
من المعلوم ان الوضع الذي تعيش فيه المراة الان لم يترسخ في ليلة و ضحاها بل نتيجة طبيعية لما آلت اليه الظروف ، و كيفية سيطرة الرجال بشكل خاص على امور الحياة العامة و محاولته تهميش او ازالة دور المراة في العديد من الاحداث المصيرية لسيطرته من جهة واحدة و معينة على سيرورة الحياة، هنا يجب ان لا نتكلم عن الظروف البايولوجية الخاصة بها ، لانها كانت بنفس الحالة عندما كانت هي المسيطرة و سائدة على المجتمع في كثير من المناطق و في اكثر الاحيان،و يجب ان نعلم ان اكبر مسبب رئيسي للتحولات هو ظهور الاديان و المعتقدات بعد الاساطير و الخرافات ، و ترسيخ مجموعة كبيرة من العادات و التقاليد و تنظيم القوانين و الاعراف الاجتماعية السياسية التي اغلبها توجهت لصالح الرجل و على حساب المراة و بالاخص في الشرق المتخلف و انعدام الحرية.
اليوم بعدما نتلمس ما هو الوضع الذي تعيش فيه المراة بكل جوانب حياتها و عدم مساواتها و ظلم العرف و العادات و التقاليد و حتى الايديولوجيا الحديثة لها ، فكيف لها ان تكافح بكل ما لديها من اجل التقدم و لوبخطوات من حياتها و ظروف معيشتها و نيل حقوقها و ضمان مستقبلها و تقدمها و دعم اعمالها و ابداعاتها في كافة المجالات ، و هل بامكانها وحدها دون اي تعاون او مساعدة من بلوغ مرامها في الظروف الصعبة و المعوقات الفكرية و الايديولوجية و الاجتماعية امام مسيرتها و المحاولات المستمرة لعزلها و معاملتها على انها الكائن في المرتبة الثانية من الرجل، و استغلال الرجل لها ، و قلة هي نسبة المتنورين و العقلانيين المتفهمين للحياة و ما يجب ان تكون عليه الانسانية، و نسبة المتفهمات منهن و مدى قدرتهن على العمل الصعب هذا و في غمرة الحياة المليئة بالصفات الانانية التي هي بالضد من تطلعاتها ،هذا ان لم نحسب القوانين و طرق التربية العائلية و الاجتماعية و الدينية في تحديد مسيرتها و معيشتها ، كهدف هام لها و اولويات اهدافها يجب ان تكون اعادة الوضع العام الى طبيعتها و اعادة دورها الفعال الى ما كانت عليه و محاولة ازالة الشواذ و القوانين و الافكار و المعتقدات المخلخلة لمعيشتها و مقللة لقيمتها الانسانية، و محاولة اعادة ظروفها التي يجب ان تكون فيها ،و هي مؤمنة بالعيش السليم و التساوي مع الرجل .
ان المهمة صعبة جدا ، و ان لم يكن هناك من يقف معها و تُترك لوحدها في خضم نضالاتها و جهدها لازالة المعوقات امامها و في صراعاتها الدائمة و المستمرة ، لن تكون الطريق قصيرا او تحتاج الى جهود مضاعفة وربما تفشل فيها، الا ان الرجال المتفهمين لما تتطلبه العقلية الانسانية التطورية و تحتاجه الحياة من المساواة و تحقيق الاهداف التقدمية الحياتية يكون لهم يد طولى في دعم مسيرة المراة للحصول على حقوقها و العيش بسلام و في مقدمة مهام الرجال هي مساعدة المراة على عدم التقيد بالتقاليد و العاداة المقللة لهيبتها و كيانها و توفير الحرية اللازمة لعملها و ايمانه بحق المراة في التمتع بكافة حقوق الانسان التي يجب ان تتوفر في المجتمع، و هناك من النساء تخالفني الراي في تعاون و مساعدة المراة من قبل الرجل و هن على الراي بان الحصول على الحقوق و ان كانت الطرق طويلة من قبل المراة نفسها تكون اثبت و ارسخ من حصولها بتعاون الرجل لها و الذي يكون مصلحيا حتما في هذا ايضا .
اليوم نرى الفرق الواسع بين الافكار و الايديولوجيات فيما تنظر الى قضية المراة الحساسة ، و يمكن ان يكون العامل الحاسم و الفارق الظاهر بين العلمانية و الافكار التقليدية الدينية و المذهبية، و للمراة نفسها ان تختار الطريقة الواضحة و الصريحة من اجل الحصول على حقوقها بكل الوسائل و السيطرة على معاناتها ، و الخطوة الاولى هي التعلم و الايمان بقضيتها بنفسها ، و عدم امكان خدعها بالافكار و المثل التي تقلل من شانها و تكون مقتنعة بها و هي لا تعلم الصح و ما هو لصالحا من جوهر النظرات او ايمان هذه الافكار و العقول والايديولوجيات الى قضيتها الانسانية على الساحة.
بالاضافة الى تعاون الرجل المتفهم لقضيتها فهي عليها ان تنظم اعمالها و بشكل دقيق و من كافة الاتجاهات و في كل المجالات ، ومنها الثقافة و الاعلام و حرية التعبير و الراي و التجمع و التعاون مع البعض، و محاربة الجهل و توسيع رقعة المؤسسات فيما تخص شؤون المراة و الاهتمام بالنخبة المنورة لفتح طريقهن و عدم الرضوخ للمتطلبات الحياتية الصعبة امامهن و الصبر و الارادة في العمل من اجل تحقيق اهدافهن، و الحذر من الخداع و خاصة من الافكار و التقاليد البالية المضرة بمسيرتهن ، بالاضافة الى التفهم لوضع الرجل و المقارنة بين العقول و عدم فتح جبهة امام كافة الرجال من دون التمييز و كأن الرجل وحده سبب ماساتهم من دون النظر الى التاريخ و الظروف الموضوعية العامة و الذاتية الخاصة بهن، و ليس على الرجال المؤمنين بحقوقهن الا دعمهن منطلقين من افكار انسانية تقدمية بحتة دون الاعتبار للعادات و التقاليد المصطنعة، و بدعمهم تعم السلم و الامان و التطور في البلد، اي المراة بحاجة الى تعاون الرجال للخوض في تحقيق اهدافها و حل قضيتها ، و لا تتمكن بمفردها العبور الى شاطيء الامان الا بوقت طويل جدا و بصعوبة كبيرة.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقلام المحايدة مراقِبة للسلطة دائما و ليست موالية لها
- بدا موسم المزايدات الانتخابية في العراق
- الانسان اولا هو الشعار الانسب لجميع العراقيين
- تدهور الوضع العام فرض نقض نظام التخلي عن المواطن
- تاثيرات الخطاب السياسي و الثقافي على بعضهما في العراق اليوم
- كيف تواجه المراة التحديات المفروضة عليها في العراق اليوم
- افتعال ازمة كركوك في هذا الوقت، من اجل اهداف مخفية
- دور المؤسسات التعليمية في توعية المجتمع
- في حضرة المسؤول الشرقي المبجل
- الاعتراف بتقرير المصير للشعوب كحق من حقوق الانسان
- ما بين مؤتمري نقابة صحفيي كوردستان و العراق
- مجتمع مدني و فلسفة نظام حكم جديد في العراق
- نحتاج الى الاشتراكية ام الليبرالية في العراق اليوم?
- نعم انها انسانة حقا
- الاحساس بالاغتراب رغم العيش بحرية في الوطن
- الشعب العراقي بحاجة الى الحب و الحرية و الحماس و الحكمة في ا ...
- من هم دعاة حقوق و حرية المراة؟
- حذار..............مازال امامنا الكثير
- التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان استنادا الى قرارات محكمة د ...
- سالني استاذي عن جاويد باشا


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عماد علي - هل المراة قادرة على تحقيق اهدافها العامة لوحدها