من المسؤول .....عن جرائم القتل والخطف

إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2367 - 2008 / 8 / 8 - 08:58
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    

خرجت ولن تعود ، والدتها كانت في حالة يرثى لها ، فهي تعرف أن أبنتها خرجت من المنزل بعد مشادة وحشية مع أحد أخوتها التي أنتهت بتحطيم اسنان فكها الاعلى وهطول الدماء بصورة عنيفة وقاسية ، كما وان أهلها يرفضون تبليغ الشرطة ... خوفاً من الفضيحة والعار ....هل كانت ضحية الزواج التقليدي وظروف العائلة ؟ أم انها تسجيل حالة من واقع تعيشه المرأة العراقية في ظل ظروف الاحتلال ؟ ماذا حدث ؟ أين ذهبت ؟ هل خططت للخروج ؟ أم ان مكروهاً حدث لها ؟ هل هي بخير ؟ هل أتخذت هذا القرار لتتخلص من وضعها ؟ لكن من اين ستنفق على نفسها ؟ من أين لها المال ؟ أسئلة كثيرة نبحث لها عن أجابات ....

كيف لنا التحري والبحث عن أي فتاة ، خرجت من منزلها ولم تعود اليه ؟؟ ... .ولو اننا أعتبرنا حالة خروج الفتاة من منزلها وعدم الرجوع اليه ، هي هروب من العائلة فهذا يعني أن هناك خللاً بدأ يطرا على التركيبة الاجتماعية .... والقاسم المشترك لهذه الحالة هو الاسرة المتفككة أو الاسرة الصارمة في شكل خانق ... بل أن من أهم اسباب هذه الحالة هو التفكك الاسري وعدم أحترام أنسانية الابن بغض النظر عن عمره وجنسه ، وبالطبع فأن الامر يختلف عندما يصدر عن شخص مراهق يحتاج الى كثير من الانتباه والرقابة والتفهم ، أو عندما يصدر عن شخص ناضج تكالبت عليه الامور فأتخذ هذا القرار في لحظة ضغط وضعف ، كما وان شخصية من يقدمون على هذا الامر تشعر بالاضطهاد ، الامر الذي يؤدي الى الاصابة بالاكتئاب أو الانفصام أو ربما الانحراف في طريق أصدقاء السوء ، فالمراهق في هذا الامر كثير الاندفاع وعلى الاهل أن يتعاملوا مع الامر بمنظور تربوي ، فالمراهق يعتقد أنه يمارس نوعاً من أنواع الضغط أو الابتزاز العاطفي لتلبية مطاليبه ، ويختلف الامر ، عندما ينتج عن شخص غير مراهق ، فهو بالتاكيد وصل الى مرحلة من الضغوط بات لايعرف بعدها تقويم الامور والنظر بحكمة ورؤية الى المشكلات....اننا من غير الممكن أن نعتبر، أختفاء أي فتاة عن بيت أهلها بأنها قد هربت ، لان هذه الحالة تعتبر فريدة في مجتمعنا العراقي ، ولكن الذي يمكن أن نصرح به هو انها حالة اختطاف او قتل .... فطيلة السنوات القليلة الماضية ظل العاملون في الطب العدلي في العراق، يشكون من بقاء جثث النساء المقتولات في المشرحة من دون ان يحضر احد يطالب بالجثث. يعزو هؤلاء الامر اما لخوف عائلي من الفضيحة واما لخوف من الموت والقتل الذي انتاب المجتمع العراقي بعد الاحتلال وظهور الجماعات الارهابية المتطرفة، وباتت المرأة العراقية العورة الرئيسية في فكر هذه الجماعات. ورغم ان الارهاب ظل يستهدف الشعب العراقي بكل فئاته فان النساء كن الهدف الاول لعصابات الجريمة والتكفير الجبرية التي فرضت قوانينها على الشارع العراقي بقوة السلاح.....
ان الضيم والكبت والخوف التي خيمت على مشاعر العراقيات بعد انطلاق الشيطان في البلاد قد يعطيهن المبرر لوصف الحياة بالسجن الكبير....... .
تقول احدى النائبات: قد يهون العزل القسري للنساء . وكذلك رفضها من قبل بعض الزملاء الذين يستحرمون مصافحتها بينما لا يستحرمون الكثير من الامور .. وقد يهون الغاء قوانين سابقة كانت تجد فيها المرأة مكاسب جمة في العهود السابقة غير ان ما لا يهون هو خطف النساء وقتلهن ، او تهجيرهن ودفعهن الى الدعارة، بحجة الدفاع عن الشرف ويقتلن بسلاح النهي عن المنكر ، شحذته الجماعات الارهابية في جميع المحافظات تقريبا .....
ولطالما برر هؤلاء جرائمهم بأنها تنتمي الى علمهم بان هذه المرأة المقتولة سيئة السلوك ومن حقهم ان يحاربوا هذا المنكر بالقصاص العادل منها . .
في اغلب الحالات تتعرض المرأة المختطفة للاغتصاب ثم القتل. وفي حالات اخرى تطلب العصابة من اهل المخطوفة فدية. وان لم يتدبروا الفدية فأنهم قد يجدون جثة ابنتهم مرمية او لا يجدونها .
وعن بلاغات الاهالي للشرطة ما يجعل القلب يتفطر حزنا على المرأة العراقية التي عانت حروبا شتى وفقدت الزوج والاخ والاب والحلال والمال، لتجد نفسها في وضع اخر، وهي مثقلة بالهموم.. فأي قدرة عجيبة تحملها هذه الانسانة .... وأي ضغوط تنهال عليها .... !
يعترف المسؤولون بهذه الحقيقة التي تؤكد ان المرأة باتت اكثر المخلوقات الآدمية تعرضا للعنف في البلاد. وهم يقولون ان الوضع الامني المستمر اجبر الحكومة على الاهتمام بالجانب الامني وتجاهل قضايا عديدة .......
وتقول ناشطة اجتماعية، وهي احدى العضوات في تنظيم نسائي : التهديد بالقتل لم يتوقف. وهناك مراقبة صارمة لسلوك المرأة الى درجة تحديد سلوكها قسرا. كما انها مهمشة من قبل الكثيرين . وما نراه من صور نسائية في المؤسسات الحكومية مجرد ديكور. ولولا فرض نسبة تمثيل المرأة ، لما استطاعت امرأة المشاركة . كما ان معاملة المرأة لم تتغير والمتعارف عليه لم يتغير ، لهذا نجد النساء في حالة عزوف شديد عن الحياة ...
نقولها من المسؤولـــ ..... عن هذا ؟؟؟

#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات