سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2366 - 2008 / 8 / 7 - 10:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خبر قصير نشرته صحف الأمس خلاصته أن السفير شامل ناصر مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية توجه إلى كندا لتولى مهام منصبه الجديد كسفير لجمهورية مصر العربية فى كندا خلفاً للسفير محمود السعيد.
الخبر عادى جداً، وروتينى، وليس فيه جديد سوى ان السفير شامل ناصر قد توجه بالفعل إلى كندا لاستلام مهام منصبه. أما تعيينه فى هذا المنصب فأمر معلن ومعروف سلفاً منذ فترة.
لكن المدهش فى هذا الخبر هو ما لم يذكره وليس فيما ذكره. وما لم يذكره هو ان كرسى السفير المصرى فى العاصمة الكندية، أوتاوا،ظل شاغراً لأكثر من شهر، حيث غادره سفيرنا السابق الدكتور محمود السعيد أوائل يوليه الماضى ولم يجلس عليه سفيرنا الحالى شامل ناصر سوى أمس أو اليوم.
صحيح أن العمل فى السفارة لم يتوقف، وكان هناك من يقوم مقام السفير بطبيعة الحال، لكن السؤال هو: لماذا كان الاستعجال فى عودة السفير محمود السعيد، ولماذا لم ينتظر فى أوتاوا حتى وصول السفير الجديد ، ويحدث تسليم وتسلم، حتى لا يبدأ السفير الجديد من الصفر وإنما يبدأ من حيث انتهى السفير المغادر.خاصة وأن الدكتور محمود السعيد لم يترك أوتاوا للعمل فى مكان آخر، بل للخروج على المعاش والإحالة إلى التقاعد. فهل كان يضير وزارة الخارجية أن تمد له شهرين أو ثلاثة لتحقيق هذا التواصل المنشود فى فترة كان يشتد فيها الجدل حول مستقبل مشروع "أجريوم" الكندي الذى يرفضه ابناء دمياط لاسباب منطقية و معقولة جدا.
والمشكلة أن غياب "التسليم والتسلم" ليس مقتصراً على المثال الذى تحدثنا عنه، وإنما هو أمر شائع للأسف.
فرغم أن تغيير الحكومة أمر نادر الحدوث فإنه فى المرات القليلة التى حدث فيها تغيير أو تعديل كان الملحوظ أن الوزراء الجدد لا يحرصون على لقاء الوزراء القدامى الذين كانوا يحملون نفس الحقائب وينتمون إلى نفس الحزب. وقد سألت أكثر من وزير، من الوافدين ومن المغادرين عن ذلك،وكانت الإجابة التى ترددت أكثر من غيرها هى أنه لم يحدث تسليم وتسلم أو حتى ترحيب أو توديع ولو من باب المجاملة.
وتلك آفة مصرية نكاد ننفرد بها بين الأمم.. ولا أظن أنه من المفيد أو من المقبول استمرارها.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟