عندنا فى مصر مثل شعبى يقول :( اذا وقعت البقرة كثرت سكاكينها ) ومن الواضح أن الرئيس العراقى ر المخلوع صدام حسين يشبة هذة البقرة الان فقد التفت حول رقبتة السكاكيين من كل جانب بعد أن كان لسنوات طويلة بقرة حلوب و مثالا( للزعيم) العربى التاريخى مثل بقية( الزعماء) العرب طبعا, ولم نسمع نحن الجماهير العادية عن دموية وديكتاتورية وخيانة (الزعيم) المعتقل.. فلماذا حدث ذلك ؟؟
طرحت هذا السؤال السابق عندما قرأت تفاصيل الموضوع الذى نشرتة صحيفة ( المدى العراقية اليومية) لاسماء شخصيات عامة وشركات واحزاب ومجموعات عربية واجنبية تلقت رشاوى من صدام حسين عبارة عن كميات من البترول للوقوف بجانبة وتأييد مواقفة وسياساتة خلال الفترة الاخيرة , وتناست الصحيفة نشر باقى العملاء الذين سوف نكشف عنهم نهاية هذا المقال.
فقد قالت صحيفة "المدى" العراقية انها حصلت على مجموعة من الجداول الخاصة باسماء الشركات والاشخاص الذين تم (تخصيص كميات من النفط الخام لهم خلال مراحل مذكرة التفاهم) كما ورد نصاً في وثائق شركة تسويق النفط، وهي شركة عامة تابعة لوزارة النفط. تشتمل هذه الجداول على اسماء اشخاص وشركات واحزاب وجماعات ومنظمات ممن خصص لها النظام السابق كميات من النفط الخام وحجم هذه الكميات مفصلة على مراحل تطبيق مذكرة التفاهم. وقد جرى التخصيص ـ كما تشير الوثائق ـ ابتداءاً من المرحلة الثالثة لمذكرة التفاهم، لأن التخصيص كان في المرحلتين الاولى والثانية لشركات تمتلك المصافي end users، وهذا يعني ان المعلومات التي ننشرها هنا هي عن جهات لا تمتلك المصافي non end users، او الشركات الوسيطة. وتحت هذا الاسم الفني المثير تظهر اسماء لا علاقة لها بشركات النفط ولا بتوزيعه او خزنه او بيعه، ولم يعرف عنها اي اهتمام بالنفط او الارتباط بشركات النفط. كالكنيسة الارثذوكسية الروسية والحزب الشيوعي الروسي،.
واضافت الصحيفة انة في حالة الاشخاص يبدو الامر اكثر اثارة للتساؤل، فاذا فهمنا ان الصحفية حميدة نعنع المدافعة عن النظام السابق تطمح الى ادامة مشروعها الصحفي المستقل بواسطة صفقة نفط، فمن الغريب ان نجد اسم ابن المغفور له جمال عبد الناصر (خالد) بين هذه الاسماء، او اسم نائبة البرلمان الاردني السابقة توجان الفيصل، او رئيسة اندونيسيا الحالية، او ابن وزير الدفاع السوري، او ابن رئيس الجمهورية اللبنانية؟! منذ ان وافق النظام البائد على مذكرة التفاهم، او ما يعرف بالنفط مقابل الغذاء، حول هذه المذكرة الى لعبة تجارية وسياسية دنيئة وموّل بواسطتها مشترياته السرية من الاسلحة، والمواد الانشائية الغالية الثمن للقصور الرئاسية والجوامع والمواد الكمالية للبذخ والاستهتار، كما حوّل عقود بيع النفط الى اكبر عملية عرفها التاريخ المعاصر لشراء الذمم والاقلام وتبديد ثروات الوطن. منذ ذلك الحين انتشرت الشائعات بشأن الكوبونات التي كان صدام يوقعها لبعض الاشخاص العرب والاجانب لتزويدهم بالنفط الخام لقاء وقوفهم مع النظام في فك عزله الدولية وتمويل حملة رفع الحصار الاقتصادي عنه، وتبييض صورته. لكن النظام نفسه افسد المضامين الانسانية والخلقية للحملة العالمية لرفع الحصار الجائر، فالحصار في النهاية لم يستهدفه بل استهدف ابناء شعبنا من الفقراء والطبقة الوسطى، ولقد راينا كيف ان الحملة العالمية لرفع الحصار كلما اقتربت من اهدافها اعاد النظام بسلوكه واستهتاره ادخالها الى نفق مظلم من جديد، وبموازاة ذلك، حوّل بلدنا الى مائدة مفتوحة وغنية لا تحتاج إلا الى الاستعراضات، والى آكلين ممتازين وخدم مطيعين. ان مميزات النظام الفاشي في بلدنا انه لا يمتلك اية لياقة، وهو دائماً بحاجة الى استخدام الآخرين لكي يشعر بالتفوق، من هنا كان يفسد حتى اولئك الذين يمتلكون ارادة طيبة واهدافاً نبيلة في دفاعهم عن الشعب العراقي من اجل فك الحصار عنه، لا يعرف النظام سوى سياسة (فتح الخرج)، من هنا لم يجمع حوله سوى المشمولين او الذين ارادهم ان يتسولوا لكي يشعر بالتفوق الاخلاقي عليهم. واذا تسنى للمرء ان يعرف بعض البعثيين المسؤولين، والذين لا يخشون بسبب اخلاقهم الريفية ان يتبجحوا ويتفوقوا اخلاقياً ايضاً لسمع منهم القليل او الكثير عن زوار العراق الذين تكاثروا في السنوات الاخيرة، ولعرف منهم لا غير ان زوارنا الذين جاءوا للدفاع عنا جاءوا ايضاً لقبض الثمن. نستطيع ان نؤكد هذه المعلومة، فمن طيّر الاشاعات عن الزوار العراب والاجانب هم البعثيون انفسهم في لحظة تبجح ريفي. فقد ترددت بلسانهم بعض الاسماء التي وردت في هذه القائمة، ومنهم السيد جورج غالوي عضو حزب العمال. ان حالة السيد غالوي مأساوية تماماً، فهذا الرجل الذي دافع عن القضايا العربية العادلة ما ان اقترب من النظام العراقي حتى خرج منه فاسداً. غالوي الذي طرد من حزب لهذا السبب، ودافع عن نفسه بقوة بل وهاجم السياسة البريطانية وتوني بلير وبوش، لا اظنه يستطيع ان ينكر وثائق عراقية تدينه تماماً.
والحال ان (المدى) حصلت في ماعدا الجداول التي اشرنا إليها سابقاً (6) طلبات قدمها السيد المدير التنفيذي لشركة تسويق النفط والمدير التنفيذي وكالة الى السيد وزير النفط (للمصادقة على عقود النفط الخام)، وهذه الكليات كلها ورد فيها اسم السيد غالوي ليس كصاحب العقد بل كاشارة الى انها تعود اليه، فالسيد غالوي يختفي خلف شركة لا شخصية، اولها جنسية غير جنسيته.
ان الطريقة التي تتم فيها هذه العقود تلقي ضوءاً على الآلية التي تتم فيها صرف الكوبونات والارادة السامية رئيس الجمهورية، من هنا نود شرحها، ولا سيما ان بعض الاسماء التي وردت في الجداول مفردة، مثل (سمير) ولا يعرف ما اذا كان اسم شخص ام شركة؟ ونشرت الصحيفة عددا من العقود ومنها :
1ـ العقد المؤرخ 1999/12/29 اسم الشركة المشترية فنلدية fortum Oil and Gas-oyلكن ثمة اشارة الى اسم (برهان الجلبي) واشارة اخرى هذا نصها: لصالح السيد جورج كلوي، الكمية 3ملايين برميل.
2ـ العقد المؤرخ في 2001/7/10، اسم الشركة المشترية Aredio Petrolumوهي (فواز زريقات)،وهو اردني، وثمة اشارة مكتوبة هذا نصها: لصالح السيد جورج كلوي، الكمية 4مليون برميل
3ـ العقد المؤرخ 2001/8/6،اسم الشركة المشترية Middle East Adranced semi con ductor inc وهي اردنية (فواز زريقات)، لكن ثمة اشارة انها لصالح السيد جورج كلوي الكمية 3 مليون طن.
4ـ العقد المؤرخ في 2001/5/3 الشركة المشترية هي نفسها الشركة السابقة وجنسيتها اردنية (فواز زريقات) والاشارة نفسها الى ان العقد لصالح السيد كلوي، الكمية 2مليون برميل.
5ـ العقد المؤرخ في 2002/12/12 نفس التفاصيل السابقة. الكمية 3مليون برميل.
6ـ العقد المؤرخ في 2002/6/3 نفس التفاصيل السابقة، الكمية 3مليون برميل. واكدت الصحيفة انة
و لست مرات ترد كلمة (لصالح السيد جورج كلوي) ولكنها تختلف في مرتين باسم شركات فنلدية وفرنسية، وفي الاخريات اردنية باسم فواز زريقات. ان هذه الطلبات كلها حصلت على موافق السيد وزير النفط بتوقيعه وكلمة موافقة مع ذكر التاريخ.
المثير ان اسم كلوي يظهر في الجداول ضمن مراحل مذكرة التفاهم متضمنة الحصص التي استلمت مع اسم زريقات مالذي يجري؟ من الواضح ان السيد غالوي هو الذي حصل على الكوبون الشهير من خلال علاقاته السياسية والخدمات التي يقدمها للنظام؟ وقد اشير الى اسمه في العقد ربما للتذكير به امام الوزير، لان الشركة لا تعود إليه. ولعلّ هذه الآلية هي التي تسود بالنسبة لجميع من يحصل على الكوبون سواء من الاشخاص او الاحزاب والمنظمات السياسية التي لا علاقة لها بالنفط، ان (الكوبون) يحمل توقيع رئيس النظام والكمية التي يريد صرفها، والباقي تتكفل به الشركات الوهمية او الواقعية، ولعلّ من امثال غالوي لا يحصلون من هذه الصفقات إلا على نسب مجزية من قبيل العمولة او بيع الكوبون لقاء مبلغ. تضم القائمة العمودية للجداول اسم الدولة ثم اسماء الشخصيات او الشركات المنتفعة، في حين تشير افقياً الى مراحل مذكرة التفاهم والتخصيصات التي حصل عليها المنتفعون بملايين البراميل. والملاحظ ان بعض الاسماء وردت مختصرة، بل ان بعضها يثير الاستغراب. فيكف نفهم هذا الاسم: ابنة الرئيس سوكارنوا وبعد عدة اسماء تنتمي الى اندونيسيا نقرأ هذا الاسم: ميكاواتي! وفي كل الاحوال هناك اسماء مثيرة وردت بهذه الجداول لعلها سوف تعاني من البؤس والفضحية اللذين تستحقانها.
وينتهى كلام الصحيفة العراقية بنشر عدد من اسماء شخصيات عامة ومسئوليين فى عدد من الدول تلقوا رشاوى من الرئيس المعتقل .
وبنفس الحماس الذى انطلق به صحيفةالمدى بنشر هذا الموضوع – واؤيدها فى ذلك طبعا – اطالبها بان تستمر فى نشر قوائم باقى العملاء الذين فتحوا قناة السويس امام لمرور القوات والاسلحة الامريكية التى تحتل اراضينا فى العراق وفلسطين وتحاصر المنطقة العربية من كل جانب , او الذين فتحوا اراضيهم للقواعد الامريكية فى معظم دول الخليج ,او الذين فتحوا سمائهم لمرور طيارات العدو الامريكى , او الذين يطبعون العلاقات من اسرائيل المحتلة والابن المدلل للولايات المتحدة الامريكية ,او الذين هرولوا نحن مجلس الحكم الانتقالى وقبلوا ان يعملوا تحت الراية الامريكية وتركوا صفوف المقاومةالباسلة طمعا فى منصب زائف وعميل ,اطالب الصحيفة ايضا وبنفس الحماس ان تنشر اسماء(الزعماء) العرب الحاليين الذين يمارسون ديكتاتورية داخل بلادهم الامر الذى يصب فى النهاية لصالح المخطط الامريكى الاسرائيلى .
فهل نمتلك الجراءة فعلا لنشر وفضح هذة النوعية من العملاء ام سوف ننتظر حتى تسقط الابقار لنلتف بالسكاكين حول رقبتها ؟؟ مجرد سؤال