مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 2365 - 2008 / 8 / 6 - 11:07
المحور:
حقوق الانسان
ما زال عارف دليلة يقبع مع كل أمراضه في زنازين النظام , لم يتمكن بطينه الأيمن المتضخم و لا الأذينة اليسرى لقلبه المعتل و لا ضربات قلبه المضطربة من دفع "عدالة" النظام لتتراجع عن حكمها , و لو لسبب صحي , فللصوت الحر اليوم مصير واحد في سوريا , إما السجن أو المنافي , هذه قضية مبدئية للنظام لا مجال للمساومة فيها , أكثر مبدئية من أية قضية أخرى , فمن الواضح أن الحس الأمني لدى النظام تجاه الصوت الحر متضخم لدرجة هائلة أكبر بكثير من قلب عارف دليلة..و القضية الساخنة اليوم في ساحة "عدالة" النظام هي محاكمة أعضاء المجلس الوطني لإعلان دمشق , "توهين الشعور القومي" , هذا الشعور المصاب هو الآخر بمرض عضال هو قمع النظام و نهبه للبلد و للشعب , لا يمكنه أن يبقى على قيد الحياة من دون كتم صوت عارف دليلة وراء القضبان , و من دون فرض وحدانية مؤسسات النظام و وجودها المنفلت ضد المجتمع أي من دون اعتبار إعلان دمشق خارجا على "قانون النظام"..و آخر منجزات أجهزة النظام كان اعتقال الأستاذ محمد موسى سكرتير الحزب اليساري الكردي , و هناك الكثير من الأسباب "الوجيهة" لاعتقال و محاكمة الأستاذ موسى , يكفي أنه سكرتير حزب "يساري" و "كردي" أيضا , "الجريمة" إذا واضحة بل و مضاعفة..السجن هو باختصار قتل سياسي , إعدام مؤقت , استبعاد من الحياة , إنه وسيلة هجومية دفاعية للطغيان ضد أي تجرؤ على وحدانيته , بل إنه الطغيان نفسه..هل تكفي عبارات الدعم و التضامن ؟ هل يمكن لأصواتنا أن تصل إلى دليلة و فداء و محمد موسى و هم وراء القضبان , و هل ستفلح في إطلاق سراحهم أو التخفيف من معاناة أجسادهم و عقولهم و قلوبهم على يد الجلاد ؟ و هل سيتوقف النظام أصلا عن ضم آخرين و آخرين إلى هؤلاء في سجونه التي ترتفع أسوارها أعلى فأعلى لتكرس الرعب دافعا وحيدا للحياة في بلد تديره أجهزة الأمن نيابة عن الطاغية ؟ يبقى من المؤكد أنه لا يمكننا الاستسلام للسجن و لا للطغاة أو للجلادين , ليس فقط أن نبقى قادرين على لعن السجن و السجان , ليس بالطريقة الانتهازية التي تقبل يد الجلاد و تدعو عليها بالكسر , بل بعيون تشخص نحو فجر الحرية , ففي مواجهة النهب و القمع وحدها المقاومة هي عنوان حياتنا , قد ينجح الجلاد في زيادة عدد من يزجهم في سجونه و من يريد أن يغتال صوتهم وراء تلك الأسوار , لكنه يثبت فقط أن الحرية بالفعل هي ذلك الحلم الجدير الذي داعب الإنسان منذ طفولته الأولى على هذه الأرض , الحلم الجدير بالتضحية..باسم حريتنا كسوريين , كل سوري , نشد على أيديكم.....
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟