|
نحن فلسطين.. و الصهاينة يفهمون معنى المقاومة.
نوالدين علاك
الحوار المتمدن-العدد: 2364 - 2008 / 8 / 5 - 08:58
المحور:
القضية الفلسطينية
انتبه الطفل ذي العشر سنوات إلى أن رجلا بزي عسكري بوجه عريض و شارب كث يعلن الإباء قد ملأ صفحات الجرائد و تطلعه القنوات الفضائية العربية و العالمية في نشراتها صباح مساء. حمل السؤال الذي دائما يوقع في الحيرة و لو كنت غير معني به.. ثم جلس إلى أبيه و قال : من هو هذا الرجل..و أين كان؟؟ استنهض الأب ذاكرته..و أعلن في شموخ ..هذا الرجل الذي تعني هو البطل سمير قنطار المقاوم اللبناني الفلسطيني العربي عميد الأسرى؛ عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية حكمت عليه إسرائيل بالسجن خمس مؤبدات بالإضافة ﻟ47 سنة. و بعد ثلاثين عاما من الاعتقال تم تحريره في 16 يوليو2008 في إطار صفقة عملية الرضوان لتبادل الأسرى اللبنانيين والعرب على أيدي حزب الله و المقاومة الباسلة، و هكذا رأيت كيف استقبل كافة أبناء الشعب الفلسطيني واللبناني والعربي عودة سمير القنطار بفرح كبير و اعتبروا تحرره انتصارا يحقق أمل الأمة في الانعتاق. فقد استهلك القسم الأكبر من عمره وصحته ليقدم تجربة نضالية شكلت مدرسة كفاحية عز نظيرها، فرغم تعرضه لأشد الضغوط الجسدية والنفسية ليتراجع عن قناعاته القومية ومساومته على انتمائه للمقاومة والاعتذار عما فعل مقابل تسهيل حياته في المعتقل تمهيداً لتخفيف الحكم والإفراج عنه.. رفض وسجل موقفاً فلسطينياً بجدارة الدم دفاعاً عن القضية المركزية. و عمل جاهداً ومن خلف القضبان على وحدة الحركة الأسيرة بكل تلاوينها. كما لعب سمير القنطار دوراً بارزاً في معالجة إشكالات الواقع الفلسطيني، بتخفيف حدة التناقضات بين الفصائل الفلسطينية والانقسامات الداخلية. وكان وما يزال يقول إن فلسطين أرض عربية يجب تحريرها بالمقاومة. و هكذا ردد بعد أن فعل.. ولأكثر من مرة كلاما و كتابة في رسائله من داخل السجون إسرائيل. إن لنا صباحا يبشرنا كل يوم أننا باقون على ارض جذورنا التاريخية، ولهم صباح يدعوهم كل يوم للرحيل عن ارض تأكل محتليها . و أن السلاح زينة الرجال والنصر يا رفاقي آت لا محال. فلوصمة كامب دايفد الخيانة كان لا بد من التضحية والفداء ليس كرهاً بالحياة بل تعبيراً عن حبنا لهذه الحياة التي أردنا أن تعيشها أجيالنا القادمة بسعادة وحرية وشرف وكرامة. فلا يكفي أن نقاتل بالبندقية مرفوعي الرأس بل المحك العملي للمقاتل هو بلاءه الحسن في كل الظروف من هنا سلاحي الوحيد كان وما يزال منذ اللحظة الأولى هو إرادتي التي لا يمكن أن تكون قوية إلا إذا كان إيماننا قويا بشعبنا وأمتنا وصوابية طريقنا وعدالة أهدافنا. فالحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء؛ فقد استطعنا نحن مجموع الأسرى الفلسطينيون والعرب أن نحول سجوننا إلى قلاع صمود ومدارس ثورية. و بقينا دائما على العهد لا نحيد عن الدرب مها غلت التضحيات مصرين على الصمود والمقاومة وعدم المساومة ورفض التنازل مهما غلت التضحيات. فبفضل المقاومة الباسلة اقر الجميع أنها الضمان الأكيد لصيانة عزة وشرف امتنا؛ فنحن نعلم أننا في وجدان كل مقاوم وكل شريف ينتمي لوطننا الغالي.لأننا نستطيع أن نعيش بدون كهرباء وماء وطرقات لكننا لا نستطيع لحظة واحدة العيش بدون كرامة. أما وصيته فهي تترد في أذان المخلصين للقضية " من غير المعقول أن نورث أبناءنا الهزائم.. فقد حان الوقت أن نكرس بالمقاومة زمن الانتصار.. فزمن الهزائم قد ولى". و هنا انتبه الأب : - أما زلت معي يا ابني..؟؟ - كلي معك..يا بابا.. سمير القنطار.. يا غالي.. هو أقدم سجين لبناني في إسرائيل ولد في بلدة عبية لعائلة درزية عام 1962.. اعتقل لأول مرة بتاريخ 31 يناير 1978 على يد جهاز المخابرات الأردنية لما حاول تجاوز الحدود الأردنية الإسرائيلية في بيسان مع عضوين آخرين من جبهة التحرير الفلسطينية و في نيتهم اختطاف حافلة إسرائيلية على الطريق الواصلة بين بيسان وطبريا والمطالبة بإطلاق سراح سجناء لبنانيين مقابل المسافرين. قضى القنطار 11 شهرا في السجن الأردني، ثم أفرج عنه في 25 ديسمبر 1978 بشرط ألا يدخل الأردن ثانية. وفي 22 أبريل 1979، عندما كان في ال16 من عمره، قاد مجموعة من أفراد جبهة التحرير الفلسطينية؛ فتسللت إلى شمالي إسرائيل واقتحمت منزل عائلة داني هاران عالم الذرّة الإسرائيلي في مدينة نهاريا.واختطفته لمبادلته بأسرى لبنانين وفلسطينيين و خلال المعركة مع الأمن الإسرائيلي؛ انتهت المواجهات بموت هاران و طفلته على شاطئ البحر. و يدعي الإسرائيليون قتل سمير لهما بينما يؤكد القنطار في أكثر من مناسبة و لقد تتبعت معي يا عزيزي.. إجاباته على هذه النقطة في برنامج "حوار مفتوح" فهاران قد قتل مع طفلته برصاص الجيش الإسرائيلي الجبان . وفي خضم نضاله المشهود داخل الزنزانة لم يتردد في إكمال تعليمه الجامعي فسـُجل كطالب بالجامعة المفتوحة الإسرائيلية بتل أبيب والتي تستخدم طريقة التعليم عن بعد. و في سبتمبر 1998 منحت الجامعة المفتوحة للقنطار درجة بكالوريوس في الأدبيات والعلوم الاجتماعية. و هنا سكت الأب.. ليسترجع أنفاسه؛ فبادره الطفل : - و المغربي.. المغربي.. بابا..؟؟ - تقصد دلال المغربي..يا روح بابا.. هي شابة فلسطينية ولدت عام 1958 بمخيمات بيروت لأسرة من مدينة يافا. لجأت إلى لبنان عقب نكبة عام 1948 .تلقت دراستها الابتدائية في مدرسة يعبد والإعدادية في مدرسة حيفا وكلتاهما تابعتان لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في بيروت، ثم التحقت بالحركة الفدائية الفلسطينية لتجري عدة دورات عسكرية وتتدرب على جميع أنواع الأسلحة وحرب العصابات. عرفت بجرأتها وحماسها الثوري والوطني. وفي عام 1978، تعرضت الثورة الفلسطينية لعدة ضربات وفشلت لها عمليات عسكرية كما تعرضت المخيمات في لبنان للمذابح وأصبحت الضرورة ملحة للقيام بعملية نوعية وجريئة لضرب إسرائيل في قلب عاصمتها فكانت العملية التي وضع خطتها القائد الفلسطيني الشهيد أبو جهاد . كانت تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست .تسابق الشباب الفلسطيني للمشاركة في العملية وكان على رأسهم دلال المغربي ابنة العشرين ربيعا. وتم اختيارها رئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من عشرة فدائيين.عرفت العملية باسم عملية "كمال عدوان" وهو القائد الفلسطيني الذي استشهد خلال تسلل فرقة قادها إيهود باراك في بيروت و قتلت ثلاثة من قادة الثورة الفلسطينية . في صباح 11 مارس 1978 ، نزلت دلال مع فرقتها من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلاها إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ ولم يكتشفها الإسرائيليون فإسرائيل لم تكن تتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينيين للقيام بإنزال على الشاطئ .وبالفعل نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب وقامت بالاستيلاء على حافلة إسرائيلية جميع ركابها من الجنود ؛ اتخذتهم كرهائن واتجهت بالحافلة نحو تل أبيب؛ فكانت تطلق مع فرقتها خلال الرحلة النيران على جميع السيارات العسكرية التي تمر بقربها مما أوقع مئات الإصابات في صفوف جنود الاحتلال خاصة وأن الطريق الذي سارت فيه دلال كانت تستخدمه السيارات العسكرية لنقل الجنود من المستعمرات اليهودية في الضواحي إلى العاصمة تل أبيب .بعد ساعتين من النزول على الشاطئ وبسبب كثرة الإصابات في صفوف الجنود وبعد أن أصبحت دلال على مشارف تل أبيب. كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها باراك بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها من الفدائيين. فقامت وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهليوكوبتر بقيادة باراك بملاحقة الحافلة إلى أن تم إيقافها قرب مستعمرة هرتسليا. وهناك اندلعت حرب حقيقية بين دلال والقوات الإسرائيلية حيث فجرت دلال الحافلة بركابها الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط في العملية العشرات من الجنود المهاجمين. و لما فرغت ذخيرة دلال وفرقتها أمر باراك بحصد الجميع بالرشاشات فاستشهدوا جميعا. تركت دلال التي نشرت وسائل الإعلام صورها وباراك يشدها من شعرها ويركلها بقدمه بحقد دفين لا يقر بحرمة الأموات ، وصية عمرها طالبة فيها من رفاقها الاستمرار في المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني. ما أن انتهى الأب إلى هذه الكلمات..حتى وجد البهجة قد علت أسارير البراءة.. ثم نبس: -و الآن.. عزيزي.. الكلمة الأخيرة لك.. انتبه الطفل ..ثم رفع إشارة النصر بتحد و هتف " بالروح.. بالدم.. .نفديك يا فلسطين" .......................... 1-موقع عميد الأسرى سمير القنطار.www.kuntar.homestead.com 2-قناة الجزيرة الفضائية. برنامج " حوار مفتوح" 27-07-2008. 3-العرب الأسبوعي. السبت 16-1/7-8/2008العدد 165 .
#نوالدين_علاك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل
...
-
الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر
...
-
الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب
...
-
اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
-
الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
-
بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701
...
-
فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن
...
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|