أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - الكيل بمكيالين














المزيد.....


الكيل بمكيالين


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2365 - 2008 / 8 / 6 - 10:57
المحور: كتابات ساخرة
    


فبل شهور صدر قرار من مجلس الوزراء العراقي باستحداث مؤسسة تعنى بحقوق السجناء السياسيين العراقيين،وكانت هذه البادرة مصدر فرح للكثيرين من السجناء الذين اعتقلوا لشهور وسنوات لنضالهم المجيد من أجل وطنهم ومحاربة الدكتاتوريات المتسلطة على رقاب العراقيين واختير لهذه المهمة أشخاص من السجناء السياسيين كان لحزبنا الشيوعي العراقي ممثله في هذه المؤسسة لأن الحزب الشيوعي هو الأكثر تضررا بين الأحزاب العراقية منذ العهد الملكي المقبور وحتى العهد الصدامي المدحور،فتناهد البعض من رفاقنا لتقديم طلباتهم بعد أن أبرزوا الوثائق التي تثبت اعتقالهم أو الحكم عليهم من خلال مقتبسات الحكم أو الحصول على الدعاوى المقامة عليهم أو من خلال الشهود الذين كانوا معهم في السجن.
ومن المفيد هنا أن أشير إلى ظاهرة رائعة لا تصدر إلا عن الشيوعيين المعروفين بوطنيتهم وإخلاصهم لمبادئهم وشعبهم،فقد رفض الآلاف منهم التقديم للحصول على ما قيل أنه راتب شهري يصرف للسجين السياسي بغض النظر عن كونه موظفا أو عاطلا عن العمل وأن الراتب المذكور لا يتعارض مع ما يستلم من راتب آخر من دوائر الدولة العراقية،وبرروا رفضهم بأـنهم ناضلوا من أجل مبادئ وقيم نبيلة وليس من أجل حفنة من الدنانير ،وأنهم عندما خاضوا معامع النضال لم يفكروا بكسب مادي أو وظيفي أو كانوا يتوقعون منفعة ذاتية،بل أنهم نذروا أنفسهم لخدمة شعبهم ووطنهم دون اعتبار لسفا سف الحياة،ومن المعيب عليهم أن يستلموا ثمنا جزاء عملهم الوطني الشريف.
لقد كان لهذا القرار أثره في أعادة بعض الحق لهؤلاء المناضلين ولكن :
ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
فقد ظهر أن القرار آنف الذكر يشمل فقط المعتقلين والسجناء السياسيين للفترة من 17 تموز1968 ولغاية سقوط النظام ألصدامي البائد،مما يعني أن الآلاف من الشيوعيين فقط ليس لهم الحق بالاستفادة مما يستفاد منه الآخرين،ولنا أن نتساءل عن أسباب هذا التحديد والتقييد،هل أن المعتقلين في العهد ألعارفي البغيض أو في زمن الحرس القومي أو في عهد بعد الكريم قاسم،لم يكونوا مناضلين من أجل الشعب والوطن وهل ا، تلك الأنظمة كان لها الحق في اعتقال المواطنين وأن من أتقل في زمانها لا يستحق ما يستحقه المعتقل في العهد ألبعثي،هل لأن الآخرين ليس لهم معتقلين في تلك الفترة مما يعني ا، غيرهم لا يستحق أنم أن القرار جاء لصالح طرف دون آخر ،أن رئاسة الوزراء مدعوة لإعادة النظر في قرارها هذا وتعديله بما يخدم جميع المتضررين من السياسيين العراقيين الذين ناضلوا وكافحوا كفاح الأبطال من أجل إسقاط النظام الملكي وإلغاء المعاهدات الاستعمارية أو وقفوا بوجه البعث وحرسه القومي وعدم تحديد الفترة بالفترة البعثية فقط لأن الفترات السابقة هي امتداد لها ،وأن الذين سيشملون بهذا التعديل سوف لا يكلفون ميزانية الدولة كثيرا ،فجلهم ممن هم في خريف العمر وقد يموتون قبل أكمال معاملاتهم لذلك علينا أعادة بعض الأمل لهم في أنهم لا زالوا في مقدمة المناضلين وأن أعمالهم البطولية هي التي أدت لإسقاط الأنظمة الدكتاتورية البائدة،,كان الأولى بممثلي الحزب الشيوعي سواء في الوزارة أو البرلمان تنبيه الحكومة لهذا الخلل فلعلها غافلة عن الأمر.
وأمر آخر جدير بالانتباه أن الكثير من المعتقلين السياسيين يقيمون الآن خارج العراق وأن لهؤلاء العراقيين الحق بالاستفادة من القرارات التي تصدرها الحكومة العراقية لذلك أرى تعديل القانون بوضع فقرة خاصة للمهجرين والمنفيين الذين غادروا العراق لمعارضتهم للنظام المقبور وأن يكون لهم الحق بالاستفادة من القرار أسوة بزملائهم ممن في الداخل العراقي،ووضع الآلية السليمة لانجاز معاملاتهم بسهولة ويسر والاكتفاء بتأييد يؤيد اعتقالهم من مراجعهم السياسية لتعذر حصولهم على الوثائق المطلوبة لوجودهم خارج العراق،وأعتقد أنه من الرائع الجميل أن يستلم المهجر من العراق راتبا من حكومته الوطنية بدلا من الرواتب التي تتكرم الدول المضيفة التي لجأ إليها بصرفها ،لأن الدينار العراقي يبقى عراقيا ومحبوبا لدى العراقيين ولن تستطيع الدولارات أن تأخذ بريقه من العين العراقية التي تحب كل ما هو عراقي جميل,



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصاد العمر(4) لمحات من سيرة المناضل عبد الجبار علي(أبو هادي)
- حصاد العمر(3)
- حصاد العمر..(2)
- من هو الأخطر ..البعث أم القاعدة (2)
- حصاد العمر..(1) لمحات من سيرة المناضل عبد الجبار علي(أبو هاد ...
- من هو الأخطر..البعث أم القاعدة (1)
- (لو كل يوم جلمة جا ختمنه القاموس)
- أكذب أكذب حتى يصدقك الناس/2
- إلى أين تمضي القافلة بالصحفيين العراقيين
- نفق سجن الحلة ملحمة الملاحم في مسيرة الشيوعيين العراقيين
- أكذب ..أكذب حتى يصدقك الناس
- وعند جهينة الخبر اليقين (حول مجزرة قصر الرحاب)
- مجزرة قصر الرحاب صورة للعراق عبر التاريخ(3)
- مجزرة قصر الرحاب صورة للعراق عبر التاريخ (2)
- مجزرة قصر الرحاب صورة للعراق عبر التاريخ(1)
- عيش يا...لمن يجيك الربيع
- الحاج سعود المشهد...المضيف والراية الشيوعية 1
- عائلة علي قنبر الشيوعية
- تصورات يائسة
- 14 تموز الخالد انقلاب تحول إلى ثورة


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - الكيل بمكيالين