أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - السياسة الأميركية في مرحلة بوش














المزيد.....


السياسة الأميركية في مرحلة بوش


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2364 - 2008 / 8 / 5 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يستطيع المرء أن ينظر مسافة زمنية إلى الخلف، منذ كانون ثاني من العام 2000 حيث تسلم الرئيس جورج بوش، رئاسة الولايات المتحدة الأميركية. ثماني سنوات قضاها بوش، وإلى جانبه ثلاث قوى، تتنازع سياسات الولايات المتحدة، في العالم عموما ومنطقتنا الشرق أوسطية خصوصا. هذه القوى الرئيسية: القوة الأولى ـ هي المجمع النفطي، والقوة الثانية ـ هي اللوبي الإسرائيلي أو اختصارا الإيباك. والقوة الثالثة ـ ضعيفة ولكنها ذات حضور ملموس، وهي القوة التي يمكن أن نطلق عليها، قيادة الولايات المتحدة للتحولات الديمقراطية في المناطق الديكتاتورية من العالم. وهذه القوى الثلاث، لا تعني بأي حال من الأحوال عدم وجود قوى أخرى، لها حضورها المباشر أو غير المباشر في السياسة الأميركية. هذه القوى التي لم تكن في حالة من الانسجام في معظم الأوقات، ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، كما نعتقد، تتعرض السياسة الأميركية، لصراع ملموس في الإدارة، صراع يعبر عن مصالح متضاربة أحيانا ومتناغمة أحيانا أخرى. صراع يخاض على المكشوف وأمام عدسات الرأي العام العالمي. صراع أربك رجالات الإدارة أنفسهم.
النفط أولوية، هذا ما تريده قوة المجمع النفطي، بغض النظر عن صورة أميركا، وبغض النظر، عن رؤيتها لعالم أحادي القطب، أو عالم متعدد الأقطاب، فهذه قضايا لاتهم المجمع النفطي كثيرا، طالما أن الهدف أن يضع يده على تجارة النفط في العالم، سواء بمشروع سيطرة عسكرية عارية، أم بمشروع هيمنة يأخذ بعين الاعتبار حقائق متعددة من تاريخ هذا العالم ومناطقه. المجمع الثاني"الإيباك" أولويته تكمن في بقاء إسرائيل، حرة في سلوكها الإقليمي والفلسطيني. ولكن هذه القوة أيضا ليست منسجمة إلى حد تجعل الحديث عن عدم وجود تناقضات تذكر داخلها موضوعيا، لجهة البحث في السياسة الأميركية. فهنالك داخل الإيباك قوى تريد السلام مع العرب والفلسطينيين، وهنالك القوى الغالبة حتى اللحظة هي القوى التي لا يهمها سوى تحقيق دولة الميعاد المتفوقة على جيرانها جميعا، وهذه القوى يوجد فيها من هو أكثر أصولية من بن لادن نفسه. والصراع داخل الإيباك انعكس أيضا على مظاهر السياسة الأميركية، ولنلاحظ أن المفاوضات مع النظام السوري، هنالك من يرفضها من قوى الإيباك هذا. وبقيت القوة الثالثة التي أطلق عليها جماعة المحافظين الجدد، والتي تنطلق من اعتبارات متعددة، وتضغط من أجل قيام نظام دولي أحادي القطب، تحمل فيه أميركا رسالة الديموقراطية من جهة، وتحقق المصالح العليا للولايات المتحدة بوصفها دولة عابرة للدول، وليس بوصفها دولة قومية، كما ينظر بعض المحللين العرب. كان لديهم منظور ثقافي يشكل حاضنا أيديولوجيا لتلك الأهداف السياسية. واستطاع المجمع النفطي، والإيباك أن يفشل بلا تردد كل البرنامج السياسي للمحافظين الجدد، على عكس أيضا ما يتوهم الكثيرون، من نقاد السياسة الأميركية، وخاصة نقاد تيار المحافظين الجدد، مزيدا من الليبرالية، ومزيدا من سياسات الانفتاح، إن المجمع النفطي هو الذي أفشل ما كان يمكن أن تخلقه حالة ما أسماه المحافظون الجدد تحرير العراق من الديكتاتورية، والذي شكل مفصلا في حياة المنطقة عموما. لم تكن سياسات المحافظين الجدد، ولازالت كما هي، تريد تحرير العراق من أجل تسليمه لإيران وللفوضى الدموية، هذا التيار لم يكن له حضوره داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية الأميركية، وليس هو من أعطى الأوامر بحل الجيش العراقي، وليس هو من أعطى الأوامر باجتثاث البعث العراقي. رغم ذلك لهذا الموضوع بحثه التفصيلي، ومجاله ليس هنا. ولكن باختصار كان هدفهم: عولمة ليبرالية تضع سقفا لعالم بقيادة أميركية، وتضع حدا لنهاية كل أشكال التخلف السياسي والاقتصادي التي كانت ولازالت سائدة في العالم، وكل ذلك تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية، وتكريس هذا الأمر باتفاقيات على المستوى الدولي، والمستويات الإقليمية المتنوعة. وهنا من يراجع التناقض الصارخ في تصريحات كوندوليسا رايس، حول اعتذارها من جهة في القاهرة، عن دعم الولايات المتحدة خلال ستين عاماً لأنظمة ديكتاتورية، وبين استمرار هذه السياسة من جهة أخرى. العراق بات فعلا هو الذي بفضل المجمع النفطي والإيباك يهدد بإعادة السياسة الأميركية إلى مرحلة الحرب الباردة، وأساليبها الاستخباراتية البشعة، وهذا يلتقي مع الجناح المتشدد والأكثر حضورا في الإيباك الداعم بلا تحفظ لسياسات إسرائيل في المنطقة. إيران الآن أصبحت تستطيع عقد تحالف غير مباشر مع السياسة الإسرائيلية، كما يحدث الآن من تواطؤ هنا وهناك بين الدولتين، لبنان مثالا. إن تصارع هذه القوى على القرار الأميركي أدى لأن تكون المحصلة لها انعكاسات كانت سلبية على مجمل المشهد السياسي العالمي، إن الزيادة الجهنمية في أسعار النفط، وبدون ضوابط وحدود توضح هذا الأمر جليا. كما أن الخرق الإسرائيلي للحصار الدولي المفروض على النظام السوري، جعل السياسة الأميركية تبدو أكثر ضعفا، وهذا بالضبط ما تريده إسرائيل وإيران والمجمع النفطي في هذه المرحلة. رغم كل هذه اللوحة السوداوية، فإننا لابد أن نؤكد على أن تحسن الوضع الديمقراطي في العالم العربي خصوصا، كان بفضل السياسة الأميركية، بشكل أساسي. نحن ندرك أن هذه النقطة هي مثار خلاف وجدل هنا وهناك، ولكن المتتبع لمؤشرات تطور النظم السياسة والاجتماعية والاقتصادية يستطيع أن يتلمس تطور مؤشر الحريات في العالم العربي، والذي لازال يواجه مقاومة عنيفة من قبل أنظمة الاستبداد والتوريث. بقي نقطة أخيرة نختم فيها هذا الجزء: أن أميركا ليست كتلة متجانسة فوق التاريخ بكل صراعاته ومصالحه المتناقضة، وليس الشعب الأميركي منسجماً سياسيا وثقافيا إلى درجة العماء، فتنازع المصالح على الصعيد الدولي، حاضرا داخل الولايات المتحدة بوصفها دولة عابرة للدول، وليست دولة قومية كما أشرنا، وهذا ما سنعود إليه في قسم آخر من نقاش محصلة السياسات الأميركية في عهد بوش الابن.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من هوية للأكثرية السنية في سورية؟
- نحو أكثرية مجتمعية لدولة ديمقراطية
- فرنسا ونظام الأسد والشرق الأوسط
- عندما يتحول الإخوان المسلمون إلى بعبع!
- غسان المفلح يحاور ياسين الحاج صالح في الشأن السوري.
- علمانيون للسلطة وانتحاريون للدنيا- إلى فائق المير في الحرية ...
- ماذا بقي للاتجاه الديني- السياسي؟
- المفاوضات السورية الإسرائيلية: إطالة زمن الكوارث
- أزمة تراث أم تراث أزمة؟
- الخروج من إيران-العامل الخارجي سوريا.
- حزب الله« يتخلى عن حمولته العربية- غزوة بيروت
- سورية ما العمل الآن؟نسيان البدء، بداية الفعل.
- فضائية الخوف والوطن- لحظة بوح
- فضائية سورية لمن؟
- ثرثرة خارج خط التماس!
- إعلان دمشق إلى أين؟
- النوروز السوري-خواطر كصنع آلة عود في السجن
- المعارضة السورية والثقافة النقدية.
- الكردي المبعثر، العربي المشتت.
- حضارة القوة أم قوة الحضارة؟


المزيد.....




- ماذا قالت أمريكا عن مقتل الجنرال الروسي المسؤول عن-الحماية ا ...
- أول رد فعل لوزارة الدفاع الروسية على مقتل قائد قوات الحماية ...
- مصدران يكشفان لـCNN عن زيارة لمدير CIA إلى قطر بشأن المفاوضا ...
- مباشر: مجلس الأمن يدعو إلى عملية سياسية شاملة في سوريا بعد ف ...
- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - السياسة الأميركية في مرحلة بوش